بقلم : أحمد طاهر
باحث زائر بمركز تحليل العلاقات الدولية
في خطوات متسارعة تشهد العلاقات الأذربيجانية الجزائرية تقاربا واسع المدى ومتعدد المجالات، بدءا من الزيارة المهمة لوزير الخارجية الجزائرى رمضان لعمامرة إلى أذربيجان،
مرورا بصدور القرار الرئاسي بتعيين تورال رضايف سفيرا جديدا لأذربيجان فوق العادة،
وصولا إلى الحضور الرئاسي الأذربيجانى للقمة العربية المنعقدة في الجزائر، إذ كانت للكلمة المهمة التي ألقاها الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف أمام القمة وللمرة الأولى بوصفه رئيسا لمنظمة حركة عدم الإنحياز،
صدى واسع المدى في التأكيد على العلاقات الأذربيجانية العربية بوجه عام والعلاقات الأذربيجانية الجزائرية على وجه الخصوص إذ جاء في نص حديثه أن:” تعرضت أذربيجان مثل الجزائر للإحتلال على مر التاريخ. واصلت أرمينيا احتلال أراضينا لمدة 30 عاما، وشعرنا بدعم اخوتنا العرب خلال هذه السنوات”،
وهو ما جعل ثمة تأكيدا من أذربيجان على أهمية تعزيز العلاقات مع الدولة الجزائرية التي تتوافق معها في الرؤي وتقارب معها المواقف حيال عديد القضايا الدولية والإقليمية ذات الإهتمام المشترك،
فضلا عن سعيهما إلى تعزيز تقاربهما في المجالات السياسية والاقتصادية المشتركة،
فإلى جانب توقيع البلدين على وثيقتين خلال زيارة وزير الخارجية الجزائرى رمضان لعمامرة إلى باكو في أغسطس الماضى 2022؛
الأولى متعلقة بإجراء المشاورات السياسية بين وزارتي الخارجية لكلا البلدين، والثانية متعلقة بإعفاء أصحاب جوازات السفر الدبلوماسية والخدمات من الحصول على التأشيرة،
يأتي توقيعهما اليوم الأربعاء الموافق 30 نوفمبر 2022 على الوثيقة الثالثة للتعاون في مجال الطاقة خلال زيارة وزير الطاقة الاذربيجانى برويز شاهبازوف إلى الجزائر
ولقاءه مع رئيس الوزراء أيمن بن عبد الرحمان، ليستكمل البلدان مسيرتهما التعاونية فى مختلف المجالات،
إذ يذكر أن هذه الوثيقة كان قد جرى التجهيز لها أيضا خلال زيارة وزير الخارجية رمضان لعمامرة السابق الإشارة إليها،
حينما كان قد صرح في المؤتمر الصحفي المشترك الذى عقده مع وزير الخارجية الأذربيجاني جيهون بايراموف إلى أن: “الجزائر وأذربيجان تتعاونان بنجاح في المنظمات الدولية منها في مجال تصدير الخام في إطار اوبيك بلس،
وهذه الزيارة ستساهم في تطوير علاقاتنا”، مؤكدا في الوقت ذاته على أن المشاورات الإقتصادية التي تجرى بين البلدين من شأنها ان تعطى دفعة قوية لمصالحهما المشتركة،
فضلا عن أن الزيارات المتبادلة أيضا من شأنها ان تعزز هذا التقارب والتعاون”، متفقا في ذلك مع ما ذهب إليه الرئيس الأذربيجانى إلهام علييف خلال استقباله لوزير الخارجية الجزائرى بتأكيده على أن :” هناك العديد من المجالات لمزيد من التعاون الفعال في المستقبل.
وأن ثمة حاجة إلى توسيع العلاقات في المجالات الإقتصادية والتجارية والطاقة”.
نهاية القول إن العلاقات الأذربيجانية الجزائرية تشهد خطوات تعاونية عديدة ومتنوعة تشمل مختلف المجالات؛ سياسيا واقتصاديا وبرلمانيا،
كما تمتد إلى جميع المستويات الرسمية والمجتمعية، ليحمل ذلك مستقبل واعد من التقارب المشترك بين البلدين بما يخدم بدوره مصالحهما المشترك على وجه الخصوص، والمصالح العربية والإسلامية بصفة عامة.