كتب: محمد شهاب
تحدثت المحترفة السابقة للعبة Counter–Strike عن الأثر الإيجابي لتلك الألعاب عليها، معربة عن أملها بأن ترى مزيداً من السيدات في الشرق الأوسط ممن يشاركن في الألعاب ويجعلن منها مساراً لهن في المستقبل.
وبعد أن شاركت في الألعاب والرياضات الإلكترونية على مدى أكثر من 12 عاماً، أصبحت فلاديسلافا زاكليبينا الآن مديرة فريق OG Esports – أحد الفرق العالمية التي تتطلع إلى حجز مكانها في نهائيات بطولة BLAST Premier العالمية التي تقام في أبوظبي يومي 17 و 18 ديسمبر.
يذكر أن اهتمامها بالألعاب الإلكترونية بدأ منذ طفولتها، حيث أدى شغفها الكبير في هذا المجال إلى أن أصبح مسارها المهني والرياضي لاحقاً، حيث تقول: “بدأت بممارسة لعبة Counter-Strike في المدرسة من أجل المتعة فقط، ولكن الأمر تطور حتى أضحى شيئاً أكثر جدية خلال السنة الثانية من الجامعة عندما أنهيت مسيرتي كلاعبة رياضية محترفة. بدأت آنذاك بمحاولة الحصول على فهم أعمق للعبة وسبل التدريب حتى أصبح لاعبة محترفة”.
وأضافت: “كان ذلك في الفترة التي لم تكن فيها الألعاب الالكترونية أمراَ هاماً، وكان الكثير من الأشخاص يسألونني ما هي الرياضات الإلكترونية وما إذا كان بإمكاني أن أصبح لاعباً محترفاً. الجواب الذي أود تقديمه هو أن كونك محترفاً يختلف كثيراً عن مجرد اللعب لأنك تحتاج إلى معرفة المزيد عن تفاصيل اللعبة وديناميكية الفريق والتحليلات اللازمة لذلك. هذا مثل لعب كرة القدم مع أصدقائك في ساحة المنزل أو على مستوى احترافي مثل كريستيانو رونالدو أو ليونيل ميسي. كل شخص لديه فرصة للمحاولة، ولكن ليس كل شخص لديه القوة والشغف للنجاح والتحول إلى أسطورة”.
وأضافت: “في بداياتي المبكرة في مسيرتي الاحترافية في مجال الرياضات الالكترونية، كنت أتلقى رسائل من الناس ليخبروني بأنني لا اتمتع بالمهارة الكافية لأنني فتاة، أو لأن تلك الألعاب مصممة للرجال فقط ولا يمكن للسيدات فهمها. من المحزن أن ترى هذه الرسائل، ولكنها لم تؤثر على شغفي ولم توقفني. كنت أتطلع إلى إثبات قدراتي وأن أبين لهم قدرة الإناث على ممارسة تلك الألعاب والنجاح فيها كذلك.”
كنت أحرص على أن أبرز قدراتي العالية وما يمكنني القيام به، وأن أظهر أيضاً أن هذه الرياضة تنتمي للإناث على حد سواء، وأننا قادرات على تحقيق النجاح فيها. أعتقد أن الرياضات الإلكترونية توفر مكاناً للجميع بغض النظر عن الجنس أو الجنسية وما إلى ذلك “
ورغم نجاحها، فإنها تنسب الفضل لعائلتها لمنحها هذه الفرصة لمتابعة شغفها، حيث تقول: “أنا ممتنة جداً لوالدي لدعمهما لي دائماً في جميع قراراتي. أتذكر أنني لم أستطع التوقف عن ممارسة وصقل مهاراتي في لعبة Counter–Strike وقضيت الكثير من الوقت في العمل لتحقيق أهدافي. لم تكن شقتنا كبيرة وكنت أحياناً أزعج والديّ أثناء النوم، لكنهما لم يطلبا مني التوقف أبداً”.
وفي ظل تزايد أعداد اللاعبات اللاتي تمارسن تلك الألعاب حول العالم، بما في ذلك دولة الإماراتي التي تشكل السيدات منها نسبة 58 بالمائة من اللاعبين البالغين، أعربت زاكليبينا عن سرورها لتزايد شعبية الألعاب والرياضات الإلكترونية لدى السيدات.
وقالت: “أرى الكثير من الخطوات التي تتم في هذا السياق وآمل أن يزداد عدد الفتيات اللاتي يوجهن اهتمامهن نحو الألعاب الإلكترونية. وتعتبر نهائيات بطولة BLAST Premier العالمية فرصة رائعة ستستقطب جماهير جديدة منها المشجعات من الإناث، وستظهر مدى روعة الرياضات الإلكترونية، حيث أعتقد أن تلك الألعاب والرياضات ستواصل نموها في ظل تطور التقنيات، وربما سنرى قريباً فرقاً مختلطة من الذكور والإناث تقدم مستويات عالية من الأداء، الأمر الذي يساهم في نقلة هائلة في هذه الصناعة”.
وبعد أن اكتسبت العديد من المهارات الجديدة التي تراها بالغة الأهمية للحياة اليومية، كتنظيم الوقت والعمل الجماعي، ترى فلاديسلافا أن على الناس تجربة الرياضات الإلكترونية أو متابعة البطولات مثل نهائيات بطولة BLAST Premier العالمية.
وأضافت: “أدعوكم للتجربة دون تردد، سيوجه الناس الكثير من الأسئلة ولكن عليكم التجربة – كل ما عليكم هو سؤال أنفسكم إن كنتم تريدون أن تصبحوا لاعبين أو مديري فرق، وبوسعكم تحقيق ذلك بالطبع. الأمر ممكن للجميع وكل ما عليكم هو فهم تطلعاتكم والسعي لتحقيقها”.
من الجدير بالذكر أن أسعار تذاكر اليومين الأخيرين من نهائيات البطولة العالمية تبدأ من 115 درهماً إماراتياً فقط للشخص الواحد، بينما يبلغ سعر تذكرة الطلاب 50 درهماً إماراتياً، إلى جانب توفر مجموعة من باقات الضيافة المتنوعة.