تستضيف سلطنة عُمان يومي 24 و25 نوفمبر المُقبل أعمال المؤتمر الوزاري العالمي الثالث حول مقاومة مضادات الميكروبات، ويهدف إلى تسريع وتيرة التعامل مع مقاومة مضادات الميكروبات على المستويات الوطنية والإقليمية والعالمية وتعزيز التعاون الدولي.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عُقد أمس للكشف عن تفاصيل استضافة سلطنة عُمان للمؤتمر.
وأشار الدكتور سيف بن سالم العبري مدير عام مراقبة ومكافحة الأمراض بوزارة الصحة رئيس اللجنة التنظيمية للمؤتمر إلى أنّ برنامج المؤتمر يتضمن عددًا من أوراق العمل، وطرح أمثلة واقعية لأفضل الممارسات لمقاومة مضادات الميكروبات من مختلف دول العالم بمشاركة ممثلين من 50 دولة مختلفة.
وقال: إنّ المؤتمر يأتي بتنظيم من سلطنة عُمان ممثلة في وزارة الصحة ووزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه بالتعاون مع المجموعة الرباعية المشكّلة من الأمم المتحدة لمتابعة مقاومة المضادات الحيوية (منظمة الصحة العالمية، المنظمة العالمية لصحة الحيوان، برنامج الأمم المتحدة لصحة البيئة، منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة) ومجلس الصحة الخليجي.
وأضاف: سيشارك في أعمال المؤتمر مديرو عموم ورؤساء منظمة الصحة العالمية، والمنظمة العالمية لصحة الحيوان، وبرنامج الأمم المتحدة لصحة البيئة، ومنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة، كما وجهت دعوة لنخبة من الخبراء العالميين في المجال من الجانب الصحي والحيواني والبيئة والاقتصاد والزراعة.
وأكّد أنّ المؤتمر يُعدُّ فرصة لتحفيز الحوار التفاعلي حول أهمية نهج “الصحة الواحدة” للتصدي لوباء مقاومة مضادات الميكروبات حيث جاء شعار المؤتمر ’’جائحة مقاومة مضادات الميكروبات: من السياسة إلى إجراءات الصحة الواحدة”.
وذكر أنّه من أبرز مخرجات المؤتمر الذي تستضيفه سلطنة عُمان إعلان مسقط بشأن تسريع إجراءات “الصحة الواحدة” حول مقاومة مضادات الميكروبات لتحقيق أهداف التنمية المستدامة لعام 2030 والموافقة على المؤشرات المقترحة لمتابعة استهلاك المضادات ومن المؤمل أن يرفع إعلان مسقط للنقاش في الاجتماع رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة لعام 2024 بشأن مقاومة مضادات الميكروبات.
وأفاد أنّ المؤتمر سيتضمن توصية بشأن إنشاء إطار عالمي لنظام ترصد لمقاومة مضادات الميكروبات يشمل جميع جوانب الصحة الواحدة، إضافة إلى تأمين إدراج مقاومة مضادات الميكروبات في إطار الأمم المتحدة للتعاون من أجل التنمية المستدامة.
وبيّن أنّ موضوع مقاومة المضادات الحيوية يلقى اهتمامًا كبيرًا على المستويين الدولي والمحلي، ومن هنا تأتي أهمية المؤتمر للاستفادة من التجارب العالمية، وأيضًا وضع تصور الدول للحلول ورفعها للمنظمات الدولية والأمم المتحدة والانتقال من وضع السياسات إلى حراك وحوكمة مؤطرة بمؤشرات للمتابعة على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية.
ولفت إلى أنّ المؤتمر يُركز على دور البيئة في انتشار مقاومة مضادات الميكروبات وأهمية المراقبة والرصد لكل من مقاومة مضادات الميكروبات واستخدام مضادات الميكروبات في المجالات الثلاثة (الإنسان والحيوان والبيئة).
ووضح أنّ المؤتمر يهدف إلى تبادل الخبرات والتجارب الناجحة في تنفيذ نهج “الحكومة الواحدة” والصحة الواحدة للتخفيف من خطر مقاومة مضادات الميكروبات، وإيجاد فرص للتعاون والشراكة بين البلدان والمنظمات الدولية لمعالجة مقاومة مضادات الميكروبات في سياق أهداف التنمية المستدامة.
وأكّد الدكتور عبدالله بن ناصر الحراصي وزير الإعلام أهمية استضافة سلطنة عُمان لهذا المؤتمر والتي تعكس دورها الرائد في نشر المعرفة وتعزز مكانتها العالمية كمحطة لمختلف الأحداث والفعاليات الدولية، لافتًا إلى أهمية عدم نشر الشائعات المتعلقة بأيّ مرض؛ لما لذلك من تأثيرات وتبعات على المجتمع، مبينًا أهمية نشر التوعية الحقيقية التي تؤخذ من المتخصصين وتُقدم لكافة شرائح المجتمع.
من جانبه أشار الدكتور هلال بن علي السبتي وزير الصحة إلى أهمية استضافة سلطنة عُمان لهذا المؤتمر العالمي حول مقاومة مضادات الميكروبات التي تعكس اهتمام جميع الدول بهذا الجانب لتأثيره على صحة الإنسان والحيوان والبيئة.
وأكّد أن هناك ضوابط معروفة لصرف الأدوية مع أهمية الاستخدام السليم للمضادات الحيوية لمقاومة الأمراض مع التأكيد على أهمية اختيار المضاد المناسب للحالات المرضية.
وقال الدكتور سعود بن حمود الحبسي، وزير الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه إن الوزارة تعمل حاليًّا على استقطاب الاستثمارات في مجال الصناعات الدوائية بالتعاون مع وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار عبر برنامج /نزدهر/ ونأمل أن نستقطب استثمارات عالمية في هذا الجانب.
وأشار إلى أنّ مقاومة مضادات الميكروبات ليست مرتبطة بالإنسان فقط بل تشمل الحيوان أيضًا وتعمل الوزارة على وضع المؤشرات لتفادي مخاطر الميكروبات مع أهمية القطاع الحيواني في الأمن الغذائي وعدم الإفراط في استخدام التطعيمات.
وتطرّق سليمان الدخيل المدير العام لمجلس الصحة الخليجي إلى مشاركة المجلس في هذا المؤتمر العالمي لما يمثله من أهمية كبيرة، مشيرًا إلى أن المجلس يعمل في هذا الإطار من خلال وجود برنامج التسجيل المركزي الهادف إلى تسجيل الدواء والأجهزة الطبية ومتابعة ما بعد التسويق من التسعير للأدوية والتسجيل البيطري.
جميع الحقوق محفوظة | جريدة صوت الشعب الإلكترونية 2020