كتب – بهاء المهندس :
نظم مركز الحوار للدراسات السياسية والإعلامية بالتعاون مع جمعية صوت الخير للتنمية والبحوث ومكتبة مصر العامة أمس الإثنين ندوة بعنوان “أكتوبر .. معركة استعادة الحق: أدوار إقليمية ودولية”، وذلك بقاعة المؤتمرات بمكتبة مصر العامة بالقاهرة.
حيث إنعقدت الندوة بمشاركة تمثيل من السفارة السورية بالقاهرة وباحثين من السعودية واليمن فضلا عن لفيف من الخبراء العسكريين والإستراتيجيين والباحثين المتخصصين.
أدار الندوة الدكتور هشام مجدي رئيس مؤسسة الحوار للدراسات والبحوث السياسية وعضو مجلس النواب السابق.
قدمت الندوة مجموعة من أوراق العمل التي توضح التضامن العربي والإقليمي والدولي مع مصر، أعدها مجموعة من الخبراء في الشئون السياسية والعسكرية.
ومن جانبه قال اللواء الدكتور عادل مصطفى وكيل وزارة الإنتاج الحربي سابقا وأستاذ بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا وأحد أبطال الحرب على أن حرب 1973 هي الحرب الخامسة مع إسرائيل بعد 1948، 1956، 1967، حرب الإستنزاف : أنه عندما كانت إسرائيل تحظى بدعم غربي حظيت مصر وسوريا أيضًا بدعم عربي واسع إذ تلقت كل منهما دعمًا عسكريًا وسياسيًا ضخمًا.
وفي كلمته أشار اللواء أركان حرب حمدي لبيب الخبير الإستراتيجي ونائب رئيس مؤسسة الحوار وأحد أبطال الحرب إلى الدور الدولي في ملحمة حرب أكتوبر،
حيث أكد لبيب على أن الولايات المتحدة الأمريكية قد دعمت إسرائيل بكل قوة، وأرادت قبل الحرب أن تشارك مصر في مؤتمر استسلام وليس سلام ولكن الرئيس السادات قد فطن لذلك الخداع وأصر على خوض الحرب ثم الإنتصار في النهاية.
ومن جانبه أشار الأستاذ الدكتور السيد فليفل عميد معهد البحوث والدراسات الأفريقية الأسبق وأحد أبطال الحرب إلى الدور الأفريقي في أكتوبر ١٩٧٣
حيث أكد على أن مصر قد واصلت دورها الحيوى فى أفريقيا، وقطفت ثماره فى حرب 6 أكتوبر 1973 حيث أن هناك ١٦ دولة أفريقية قامت بقطع علاقتها الدبلوماسية مع إسرائيل أثناء حرب اكتوبر.
وأوضح الدكتور هشام رشدي الخبير السياسي والإستراتيجي أن التضامن العربي كان أحد عوامل الحسم في انتصار أكتوبر المجيد،
حيث جسدت حرب أكتوبر التضامن العربي في أفضل صوره، كما أعادت الحرب الثقة بقدرة العرب على التحدي والصمود والانتصار.
ومن جانبها أكدت الدكتورة رانيا أبو الخير رئيس جمعية صوت الخير للتنمية والبحوث على أن ما قامت به الكويت في هذه المعركة لم يكن وليد اللحظة أو رد فعل على العدوان الاسرائيلى على مصر،
وإنما يؤكد على قوة ومتانة العلاقات المصرية الكويتية منذ تأسيسها عقب إعلان إستقلال الكويت 1961، حيث كانت مصر من أوائل الدول التي أعترفت باستقلال دولة الكويت الشقيقة.
وطالبت أبو الخير في نهاية كلمتها بضرورة العمل لإستعادة وحدة الموقف العربي وتضامنه، حتى نتمكن من عبور المرحلة الراهنة بتحدياتها، وبناء مستقبل مشرق.
ومن الجانب السوري أكد باسل الدبلوماسي بالسفارة السورية بالقاهرة على شكره وتقديره للقائمين على هذه الندوة،
كما أشار إلى أن إنتصار أكتوبر المجيد يحتفل به الشعب السوري أيضا معتبرين إياه أحد النقاط المضيئة في التاريخ العربي باعتبار سوريا شريكا أساسيا في هذا الإنتصار.
ومن الجانب اليمني شارك كل من بشرى الارياني الدبلوماسية اليمنية و محمد الولص بحيبح رئيس مركز البحر الأحمر للدراسات السياسية والأمنية،
حيث أكدت الارياني على أن اليمن دعم مصر في حربها ضد إسرائيل، حيث وفر عُمقاً إضافياً للمعركة عندما ساعدت القوات البحرية المصرية على إغلاق مضيق باب المندب بالتزامن مع بدء العمليات العسكرية،
مما أفقد إسرائيل ميزة سيطرتها على مضايق خليج العقبة، ليتعرض كيان الاحتلال لأول حصار بحري في تاريخه.
ومن جانبه أشار الولص أن مصر قد انتصرت في حربها ضد العدو الإسرائيلي في ١٩٧٣ واليوم تنتصر على الإرهاب بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي القائد،
وأكد أن الجيش المصري الباسل هو صمام الأمان لمصر والعرب كافة.
وشارك من الجانب السعودي الدكتور حسن الشريف، الذي أكد على أن الانتصار المصري في حرب أكتوبر، ملحمة عربية خالصة شاركت فيها السعودية بدعمها الكامل لمصر، بالقرار الجريء الذي اتخذه جلالة الملك فيصل بن عبدالعزيز ال سعود رحمه الله، وتسجل صفحات التاريخ، أن الدعم السعودي للمعركة جاء مبكراً، إذ أعقب العدوان الإسرائيلي على الدول العربية عام 1967،
وفي هذه الأثناء وجّه الملك فيصل نداءً إلى الزعماء العرب، وطالبهم بضرورة تقديم كل أنواع الدعم والوقوف بجانب الدول الشقيقة المعتدى عليها لتمكينها من الصمود.
وفي الختام قدم الدكتور هشام مجدي درع المركز وشهادة شكر وتقدير للسادة المتحدثين تقديرا لمشاركة بعضهم من أبطال حرب أكتوبر المجيدة وتقديرا لجهودهم في هذه الندوة الإحتفالية.