تشكل زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيسِ دولة الإمارات العربية المتحدة إلى سلطنة عُمان والتي تبدأ غداً /الثلاثاء/ وتستمر يومين، فرصة كبيرة لفتح آفاق جديدة من التعاون الاقتصادي والشراكة التجارية وتقديم المزيد من التسهيلات والحوافز التي تُفضي إلى زيادة التبادل التجاري والدخول في شراكات استثمارية مشتركة بين رجال الأعمال في البلدين.
وأكد عددٌ من رجال الأعمال وصاحبات الأعمال في سلطنة عُمان على أن مجتمع الأعمال الإماراتي يعد شريكًا تجاريًّا أساسيًّا متطلعين إلى زيادة الفرص والتسهيلات والحوافز الاستثمارية بين الطرفين للانطلاق بالعلاقات الثنائية نحو آفاق أرحب وأوسع.
أوضح المهندس رضا بن جمعة آل صالح رئيس غُرفة تجارة وصناعة عُمان أن سلطنة عُمان ودولة الإمارات العربية المتحدة تمضيان برؤى وخطوات ثابتة نحو تحقيق النجاح لزيادة فرص الاستثمار والتبادل التجاري، وتوفير التسهيلات والحوافز المشجعة للاستثمار، بالإضافة إلى العمل على تحقيق شراكات تجارية في مختلف القطاعات الاقتصادية التي تخدم اقتصادي البلدين، حيث يسعى الجانبان إلى اكتشاف وتعزيز الفرص الاستثمارية، وتذليل الصعاب في الشراكات التجارية بين أصحاب الأعمال.
وأشار آل صالح إلى أن ثمة فرصًا وحوافزَ استثمارية تُسهم في تطوير العلاقات التجارية والاستثمارية، حيث يوجد العديد من الشراكات التجارية بين البلدين الشقيقين مشيرا إلى أن قيمة الصادرات العُمانية إلى دولة الإمارات العربية المتحدة قد وصلت في عام 2021 إلى أكثر من مليار و300 مليون ريال عُماني، فيما بلغت قيمة الواردات من الإمارات إلى سلطنة عُمان أكثر من 4 مليارات و200 مليون ريال عُماني.
ومن ناحية حجم الاستثمارات الإماراتية المسجلة في سلطنة عُمان عام 2021 قال: إن إجمالي إسهام دولة الإمارات يبلغ حوالي مليار و207 ملايين ريال عُماني أي بنسبة أكثر من 42 بالمائة، وتتوزع هذه الاستثمارات على حوالي 3071 شركة يتركز أغلبها في القطاع التجاري وقطاعات الإنشاءات والصناعة والعقارات، والخدمات والنقل.
تُعد دولة الإمارات من أهم الشركاء التجاريين لسلطنة عمان، فقد بلغ حجم التبادل التجاري غير النفطي بين دولة الإمارات وسلطنة عُمان خلال العام الماضي 46 مليار درهم بنمو 9% مقارنة بعام 2020، وبلغ متوسط النمو في تجارة البلدين خلال آخر 5 سنوات نحو 10%، حسب إحصائيات تم استعراضها خلال الدورة الثانية من الملتقى الاقتصادي الإماراتي – العماني التي عقدت في فبراير الماضي في دبي.
ويعمل البلدان على تعزيز الأنشطة التجارية والاستثمارية بينهما وتنمية الشراكة في العديد من القطاعات الاقتصادية الحيوية بما فيها قطاع الطاقة، والطاقة المتجددة وحلول المياه والخدمات المالية والدعم اللوجستي والإنشاءات والعقارات وريادة الأعمال. ويتقاسم البلدان موروثا ثقافيا مشتركا من فنون وآداب شكلت هوية ثقافية متجانسة لشعبيهما ولجميع شعوب منطقة الخليج العربي، فيما تنعكس العادات والتقاليد المشتركة بين الشعبين على الكثير من المفردات في الشعر والنثر والقصة والموروث الشفهي والأمثال والمرويات الشعبية. وتزداد الروابط الثقافية والاجتماعية بين الإمارات وسلطنة عُمان تداخلا وعمقا بدرجات كبيرة، تصل إلى مستوى العلاقات الأسرية والعائلية وتقاسم العادات والأزياء والفنون، نتيجة للتاريخ المشترك والتلامس الجغرافي.
جميع الحقوق محفوظة | جريدة صوت الشعب الإلكترونية 2020