مكانة المساجد في قلوب المسلمين (3)
صبري عبدالباقي علام
إمام وخطيب بوزارة الأوقاف
من آداب المساجد:
1- قوله تعالى: (وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين).
2ـ أن الله تعالى أمر بإقامتها في حال الحرب والخوف ولم يسقطها عن الصحابة مع أن المقام مقام خوف وحرب قال سبحانه: (وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة فلتقم طائفة منهم معك وليأخذوا أسلحتهم فإذا سجدوا فليكونوا من ورائكم ولتأت طائفة أخرى لم يصلوا فليصلوا معك وليأخذوا حذرهم وأسلحتهم..) الآية.
3- ثبت في الصحيح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لولا ما في البيوت من النساء والذرية لهممت أن آمر بالصلاة فتقام ثم آمر رجلا فيصلي بالناس ثم أنطلق برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار”.
4- عن عبد الله بن مسعود قال: “من سره أن يلقى الله عز وجل غدا مسلما فليحافظ على هؤلاء الصلوات الخمس حيث ينادى بهن فإنهن من سنن الهدى وإن الله شرع لنبيكم صلى الله عليه وسلم سنن الهدى ولعمري لو أن كلكم صلى في بيته لتركتم سنة نبيكم ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق ولقد رأيت الرجل يهادى بين الرجلين حتى يدخل في الصف”.
5ـ ما جاء في صحيح مسلم في قصة الرجل الأعمى الذي ليس له قائد وداره بعيدة ومع هذا قال له صلى الله عليه وسلم: “هل تسمع النداء ؟” قال: نعم، قال: “فأجب فإني لا أجد لك رخصة”.
كل هذا يقال في حق من ترك صلاة الجماعة فكيف بمن لا يصلي أصلا أو يكتفي بالجمعة فقط ظنا منه أنها تكفر ما بينها وبين الجمعة الأخرى استدلالا بقوله عليه السلام: (الجمعة إلى الجمعة كفارة لما بينهما) ونسي أو تناسى آخر الحديث: (ما لم تُغشى الكبائر) وهل ترك الصلاة إلا من كبائر الذنوب؟ !
إنه لا حظ في الإسلام لمن ضيع الصلاة كما قال الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
أحكام فقهية يجب ألا تغيب عنا، ومنها:
1ـ أداء التحية عند الدخول وهي سنة مؤكدة جدا تفعل في كل وقت حتى في أوقات النهي ما دام المرء دخل المسجد لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين) والمقصود ألا يجلس حتى يصلي.
2- الحرص على نظافة المسجد والبعد عن كل ما يجلب له الأوساخ والنجاسات، ولهذا فإن الشرع نهى عن البصاق في المسجد. قال عليه الصلاة والسلام: (البصاق في المسجد خطيئة وكفارتها دفنها) وقال صلى الله عليه وسلم: (ورأيت في مساوئ أمتي النخامة في المسجد لا تدفن) وقد عزل النبي إماما بصق تجاه القبلة وقال: (إنك قد آذيت الله ورسوله) .
3ـ الحرص على الصلاة إلى السترة لقوله صلى الله عليه وسلم :(ليستتر أحدكم ولو بسهم) والحذر الحذر من قطع الصلاة، قال صلى الله عليه وسلم: (لو يعلم المار بين يدي المصلي ماذا عليه؟ (أي من الإثم) لكان أن يقف أربعين. (أي سنة).
ونحن مأمورون برد من يريد أن يقطع صلاتنا قال صلى الله عليه وسلم: “ليصل أحدكم إلى شيء يستره من الناس فإن أراد أحد أن يمر بين يديه فليمنعه فإن أبى فليقاتله فإنما هو شيطان”.
4ـ عدم الإسراع عند سماع الإقامة لقوله صلى الله عليه وسلم: “إذا سمعتم الإقامة فلا تأتوا إلى الصلاة وأنتم تسعون وامشوا وعليكم السكينة فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا”.
5ـ عدم أكل أو شرب ما له رائحة كريهة ومنها الثوم والبصل والدخان وكل ما كان مؤذيا للمصلين قال صلى الله عليه وسلم: “من أكل البصل والثوم فلا يقربن مصلانا فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم”.
فينبغي لكل مسلم ألا يدخل المسجد إلا وهو طيب الرائحة منظف نفسه وثيابه ولا يعذر في هذا أحد يستطيع التخلص من الروائح المستكرهة حتى العامل الذي يمارس عملا شاقا يتقاطر منه العرق بكثرة يلزمه التنظف وإزالة ما يعلق بجسمه وثيابه من أدران وقاذورات، ولا سيما عند حضوره للصلاة في المسجد ينبغي أن يكون نزيها طاهرًا، نقي الثياب، طيب الرائحة، حتى لا يتضايق منه المصلون ويتأذى منه الملائكة وسواء في ذلك من يصلي ويطوف في الحرم المكي أو يصلي في غيره من المساجد.
نسأل الله بمنه وكرمه أن يجعلنا من عباده المتقين والحمد لله رب العالمين .