أباطيل حول فيروس كورونا
بقلم/ د. بهار أنس الفقي
أخصائية علاج طبيعي وتغذية علاجية
مركز طب الأسرة بمدينة الشيخ زايد
في ظل انتشار فيروس كورونا المستجد وزيادة معدلات الإصابة انتشرت بعض المعلومات الخاطئة التي يمكن أن تؤثر بالسلب وتساعد على تفشى المرض بين العامة وللأسف لا يتحرى الناس صحة المعلومات قبل تداولها، وفيما يلي نفند عددا من هذه الأباطيل والأخطاء الشائعة حول هذا الفيروس:
(المناخ الحار يقتل الفيروس)
حاليا ظهرت اصابات في مناطق تزيد درجة الحرارة بها عن ٢٥ درجة مئوية ويعزي انتشار الفيروس إلي عدم اتباع أساليب التباعد الاجتماعي وإرشادات منظمة الصحة العالمية في الوقاية وليس ارتفاع أو انخفاض درجة الحرارة.
(النقاب أو وضع غطاء قماشي على الوجه يغني عن الكمامة)
تعد أقنعة الوجه الطبية هامة عند التعامل مع شخص مريض أو في الأماكن شديدة الازدحام وتوجد محاذير خاصة عند ارتدائها والتخلص منها حتى لا تتسبب في نشر الفيروسات العالقة بها إلى اليد أو الأسطح الأخرى كما تحتوى على فلتر خاص يحد من وصول الفيروس لمجرى التنفس لذلك إذا كنت تتعامل مع شخص مريض فلا غنى عن الكمامات الطبية.
(يمكن غسل الكمامة الطبية أو N95 وإعادة استخدامها)
من الخطورة غسل الأقنعة الطبية بالماء والصابون أو حتى تعقيمها فهذا يضر الأنسجة الداخلية في الكمامة ويحولها إلى قطعة من القماش تمتص الفيروسات.. وتنصح منظمة الصحة العالمية بعدم استهلاك الكمامات الطبية من قبل العامة إلا إذا ثبت الإصابة بالمرض أو التعامل مع مريض.. وينصح مركز CDC باستعمال الكمامات القماشية العادية وإعادة غسلها في كل مرة مع الاخذ في الاعتبار أنها تفيد فقط في حالة كنت تعاني من أعراض خفيفة ولا تشعر بالمرض فهي تقلل من انتشار الرذاذ للآخرين إذا كنت تحمل العدوى من دون أن تعلم. مع مراعاة القواعد السليمة في ارتدائها وخلعها وغسلها.
(ارتداء القفازات ضروري لمنع انتشار الفيروس)
يمكن أن يتحول القفاز إلى نفايات خطرة؛ فقد يساعد في نشر الفيروس إذا تم لمس الأسطح الملوثة ولم يتم تغييره وتم لمس الوجه أو الأنف أو الأعين، لذلك يفضل الاستغناء عنه والمواظبة على غسل اليدين بالماء والصابون لمدة ٢٠ ثانية قبل لمس الوجه أو قبل الأكل وبعده.
(تطهير الأسطح مباشرة بالكلور المركز يقتل كوفيد ١٩)
قبل التطهير يجب تنظيف الأسطح جيدا بالماء والصابون لأن رش الكلور أو الكحول المباشر دون تنظيف السطح يقلل كثيرا من فاعلية المطهر.. كما يجب التنويه إلى ضرورة تخفيف مادة الكلور لتركيز 0.1%(1000جزء في المليون) فهو كاف لتطهير السطح وأكثر أمانا.. ويجب تغيير محلول الكلور كل ٢٤ ساعة ووضعه في زجاجة غير شفافة بعيدا عن الشمس حتى لا يفقد فاعليته.
(يجب رش الجسم بالكلور أو الكحول بعد الوجود في الأماكن المزدحمة)
لا يمنع رش الجسم بأي مطهرات من العدوى ولا يقلل من انتشارها، لكن على العكس فهو يعمل على تهيج العين والجلد وتشنج قصبي (تشنج العضلات في القصبة الهوائية) عند استنشاق الرذاذ كما يؤدي إلى آثار معوية كالغثيان والقئ.
(الحيوانات الأليفة تنقل كورونا المستجد)
على الرغم من عدم ثبوت حالات قد نقلت العدوى للبشر إلا أنه يجب إبعاد الحيوانات الأليفة عن الشخص المصاب بكورونا وكذلك الحيوانات البرية وإبقاء مسافة ٦ أقدام بينها وبينه ولا ننسى أن الأشياء الخاصة بالحيوان كأساور الرقبة أو أحزمة الربط يمكن أن تحتفظ بالفيروس لبعض الوقت إذا لمسها شخص مصاب. لذلك يجب غسل الأيدي أيضا بعد التعامل مع الحيوانات الأليفة أو فضلاتها فهذا يقى أيضا من أمراض كثيرة كالسالمونيلا والأشريكية القولونية.
(شرب الماء المستمر يقي من فيروس كورونا المستجد)
يحافظ شرب الماء باستمرار على نسبة الرطوبة في الجسم وبالتالي يؤثر بشكل إيجابي على أجهزة الجسم المختلفة ولكنه لا يقي أو يعالج أي عدوى فيروسية أو حتى بكتيرية.
وكذلك الأكل الصحي يساعد في تقوية جهاز المناعة للتغلب على المُمْرضات المختلفة وعدم تفاقمها ولكنه لا يقي من فيروس كوفيد ١٩ ولا يغني عن غسيل الأيدي والحفاظ على المسافات والتباعد بين الآخرين.