عبدالله مصطفى
صحفي مقيم في بروكسل عاصمة الاتحاد الاوروبي
تشهد العواصم الاوروبية جدلا كبيرا حول كيفية التعامل مع ازمة الطاقة المتوقعة خلال الشتاء القادم جراء تداعيات الحرب في اوكرانية ومنع امدادات الطاقة التي كانت دول الاتحاد الاوروبي تعتمد عليها وتأتي من روسيا عبر الاراضي الاوكرانية وشهدت برلمانات عدة في دول التكتل الموحد نقاشات مهمة حول هذا الملف
وبدأ الجدل يتصاعد بين الاحزاب الحكومية واحزاب المعارضة حول كيفية التعامل كمع الامر وفي بروكسل طالبت المفوضية الاوروبية الدول الاعضاء بتخفيض استهلاك مصادر الطاقة بنسبة ١٥ في المئة واعطت الدول مساحة من الحرية لاتخاذ التدابير التي تضمن التقليل من اثار نقص امدادات الطاقة
وفي بروكسل ايضا قال رئيس الحكومة الكسندر ديكرو انه سيدعو المجلس الاستشاري الحكومي للاجتماع حول ارتفاع اسعار الطاقة التي اصبحت تشكل هاجسا كبيرا للمواطنين ليس فقط في بلجيكا وانما في الدول الاخرى وخاصة بعد ان تحدث رئيس حزب ” فور اوت ” البلجيكي قائلا ان الهدف الوحيد لحزبه هو ابقاء اسعار الطاقة منخفضة ويريد ان يعرف ماهي الخطوات التي ستقوم بها الحكومة واضاف كونر روسو بانه ، في خضم أزمة الطاقة الحالية ، من المهم “إبقاء جميع الخيارات مفتوحة”
وفي هذا الصدد ووفقا للاعلام المحلي يقول الخبراء إن إبقاء المفاعلات مفتوحة لفترة أطول غير ممكن وهي محطات كان يعتمد عليها في توليد الطاقة وجاء ذلك بعد ان طلب موظفو محطات الطاقة النووية البلجيكية في رسالة مفتوحة أيضًا إبقاء المفاعلين Doel 3 و Tihange 2 ، مفتوحين لفترة أطول. وكان من المفترض ان يغلقوا أبوابهم نهائيا في نهاية سبتمبر وبداية فبراير على التوالي.
وبشسكل عامن ووفقا للمراقبين تستعد أوروبا لمواجهة شتاء قاسٍ بسبب الارتفاع الهائل في أسعار الطاقة بسبب التوترات مع روسيا منذ بدء الحرب في أوكرانيا قبل ستة أشهر.
ارتفعت أسعار الغاز في البورصات الأوروبية مجددا ليصل إلى مستويات قياسية في وقت إعلان شركة الغاز الروسية جازبرون وقف مؤقت لعمل خط السيل الشمالى 1 لفترة قصيرة، ولذلك فإن القارة العجوز تستعد لشتاء قاسى وصعب بسبب أزمة الطاقة.
وأشارت صحيفة “كوبى” الإسبانية إلى أنه وفقا للمعطيات المتوفرة، وصل سعر التسوية للعقود الآجلة للغاز للتسليم في سبتمبر (حسب TTF) إلى 3507.3 دولار أمريكي في آخر يوم تداول من الأسبوع ، وهي قيمة قياسية لكامل فترة تشغيل مجمعات بيع الغاز في أوروبا منذ عام 1996. وهذا المؤشر ارتفع خلال الأسبوع بنحو 1000 دولار، أو ما يقرب من 40%.
وأوضحت الصحيفة أن سبب ارتفاع أسعار الغاز يعود لاحتمالات استمرار توريد الغاز الروسى لأوروبا ، بعد أن أعلنت شركة جازبرون أنها ستوقف عمل السيل الشمالى 1، لمدة ثلاثة أيام بسبب الصيانة.
في مواجهة مخاطر نقص الغاز وانقطاع الكهرباء ، تسعى الحكومات إلى توفير الطاقة بإجراءات تتراوح بين تقليل التدفئة إلى إغلاق حمامات السباحة أو تعليق نشاط بعض المصانع، ترجع هذه الزيادة الكبيرة في الطاقة بشكل أساسي إلى انخفاض إمدادات الغاز الروسي إلى الدول الأوروبية التي تدعم أوكرانيا في مواجهة غزو موسكو.
وحطمت أسعار الكهرباء بالجملة لعام 2023 ، الجمعة ، الأرقام القياسية في ألمانيا وفرنسا ، حيث بلغت 995 وأكثر من 1100 يورو لكل ميجاواط / ساعة (مبالغ مماثلة بالدولار) على التوالي. قبل عام ، كانت المعدلات حوالي 85 يورو لكل ميجاواط / ساعة.
منذ بداية الحرب، خفضت روسيا أو علقت تسليم الغاز إلى عشرات الدول الأوروبية ، في استراتيجية ينظر إليها الغرب على أنها انتقام من العقوبات الغربية ضد موسكو
لتجنب أزمة كبيرة ، التزمت دول الاتحاد الأوروبي البالغ عددها 27 دولة بخفض استهلاكها من الغاز بنسبة 15٪ على الأقل بين 1 أغسطس 2022 و 31 مارس 2023 ، في نهاية فصل الشتاء الشمالي.
أدى الانخفاض في عمليات التسليم إلى ارتفاع أسعار الغاز ، وبالتالي أسعار الكهرباء ، نظرًا لأن 20 ٪ من الكهرباء الأوروبية يتم توليدها تاريخيًا في محطات الطاقة الحرارية التي تعمل بالغاز.
جميع الحقوق محفوظة | جريدة صوت الشعب الإلكترونية 2020