قَبيلُ الجنّ وضحاياه.. مسًّا وسحرًا وشركًا
تقرير: حنان غباشي
يحمل هذا التقرير محاولة جادة للتماس مع قضية قديمة/ حديثة ليس على سبيل الأسطورة بطبيعة الحال، ولكن لكونها مشكلة اجتماعية/ دينية تتوارثها المجتمعات البشرية منذ قديم الأزل ووصولًا إلى يومنا المعاصر وما نستقبله من أزمان.
ومَن منّا في واقعه المعاصر لم يكن ضحية/ شاهد حادثة هنا أو هناك تتعلق بالمس أو السحر أو العين؟
وفي المقابل، من منّا لم يستعن بالماء والملح والوضوء والرقية الشرعية والجو المفعم بالبخور وترديد الأذان والتلاوات القرآنية الخاصة بإبطال هذه الأعمال؟
غاية وجود الإنسان
خلق الله الإنس والجن بهدف واحد فقط هو إفراده سبحانه وتعالى بالعبادة. قال الله في محكم تنزيله: “وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون” صدق الله العظيم.
ومن الإنس والجن مسلمين موحدين لله سبحانه، ومنهم مشركين وملحدين وعصاة.
والمسلم المؤمن الواعي يتوجب عليه تحصين نفسه وبيته صباحا ومساءً بالأدعية والأذكار بغية حماية نفسه وأهل بيته من شياطين الإنس والجن ومن العين والحسد.
حقيقة الجن
والجن أقوام مثل الإنس، ومنهم الطائع لله ومنهم العاصي ومنهم الكافر. وهم موجودون معنا في كل مكان وفي أي زمان وهم يروننا لكننا لا نراهم رحمة من الله بنا.
فمن الجن من يوجد بالمساجد ودور العبادة والأماكن الطاهرة ومنهم من يوجد بالأماكن النجسة والمهجورة التي لا يعيش فيها الناس.
وإذا وجدت أناسا غير أسوياء نفسيا/ عقائديا ولا يؤمنون بالقدر خيره وشره ولا يرضون بما أتاهم الله من فضله، فلا تتعجب حين تعلم أنهم يعتادون الذهاب إلى المنجمين والسحرة ممن يستعينون بالجن يبتغون تغيير ما قدره الله “وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله”.
الاستعانة بغير الله
وعادة ما يخضع الإنسان المنجم/ الساحر للشيطان وذريته وفي النهاية يكفر بالله ومن ثَمَّ يقوم بالأعمال السفلية ويُؤدي طقوسًا من النجاسة وقد يذهب في سبيل ذلك إلى دور عبادة غير المسلمين ليدلل لإبليس وذريته صدق توجهه وعزيمته في الكفر والعناد.
عمل الجن
يتخلص عمل الجن في أنه يَمَسُّ الإنسان فقط. وصدق الله القائل في محكم تنزيله: “إنَّ كيد الشيطان كان ضعيفا”. ويكفي المسلم أن يستعيذ بالله من الشيطان ليصرف عنه نزغه ونفثه وشره.
ولحكمة من الله يمس السحر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو من هو مقامًا وقدرًا ومكانة عند لله.. وبعد أن مسَّهُ السحر رأي في منامه رؤيا أوضحت له اسم اليهودي الذي سحر له وأين يوجد السحر.
وأمر نبينا عليًا بالذهاب إلى البئر واستخراج العمل.
وبدأ نبينا صلى لله صلى الله عليه وسلم في قراءة المعوذتين [سورة الناس وسورة الفلق]، وكلما قرأ آية انحلت عقدة من
عقد السحر حتى انحلت جميعها بنهاية قراءته للمعوذتين.
وذكرت بعض الأحاديث عن الرسول صلوات الله عليه وسلامه أن سورة الفاتحة رقية في حد ذاتها.
لنا في رسول الله أسوة حسنة
وأخذ الصحابة الكرام عن مولاهم رسوله الله صلى الله عليه وسلم سنة قراءة آية الكرسي قبل النوم وكذلك قل هو الله أحد والمعوذتين والنوم على طهارة؛ فذلك يحفظ الإنسان من إبليس وذريته حتى يصبح.
خطة الشيطان
والشيطان لا يتسلط على من يذهبون إلى الحانات وأماكن ممارسة الرذيلة ولكنه ينتظر الخارجين من المساجد يوسوس لهم ويكيد لهم.. مصداقا لقوله تعالى حكاية على لسان إبليس اللعين: “لأقعدن لهم صراطك المستقيم”. “ولأغوينهم أجمعين”. “ولآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين”.
وأكثر موقف يغتاظ منه الشيطان ويدحره هو يوم وقفة المسلمين بجبل عرفة يوم الحج الأكبر.
ومن مناسك الحج عند المسلمين رمي الجمرات على الشيطان في المكان الذي وسوس فيه لسيدنا إبراهيم عليه السلام بعدم ذبح ابنه إسماعيل ليمنعه عن الامتثال لأمر الله.
لكن الله سبحانه يجعل لأهل الخير دروع تحميهم من نزغات الشيطان وذريته.. يقول في كتابه العزيز: “له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه” صدق الله العظيم.
الاستعانة بالدجالين والسحرة
الصراع على الحياة ومباهجها أحيانًا يُعمي البعض منا فيلجؤون للإضرار بمنافسيهم أو جيرانهم أو زملائهم ممن أنعم الله عليهم بمنصب أو نجاح أو جمال أو أي نعمة من النعم ويستعينون على ذلك بأعمال الدجل والسحر والشعوذة وبعض الأعمال السفلية حقدا وحسدا وانتقامًا وهؤلاء معلوم حكمهم في دين الإسلام ومعلوم عاقبتهم.
فالذي يذهب لساحر أو دجال بنية الإضرار بالغير فقد صدق فيه قول رسول الله: “قد كفر بما أنزل على محمد”.
ومن يستعين بالجن في عمل أعمال السحر للإضرار بالآخرين أو بهدف الحصول على شيء لم يستحقه يصدق فيه قوله تعالي: “وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا”، أي أنهم يعيشون في ضنك وتعاسة وعدم راحة وأمان.
والله سبحانه وتعالى لم يسخر الجن إلا لسيدنا سليمان عليه السلام وحده.. قال تعالى: ” وسخرنا لسليمان الجن”.
الشيطان يخاف من الإنسان
وذلك عند الاستعاذة منه وقراءة الفاتحة والمعوذتين وآية الكرسي والتحصين بالذكر الدائم فتحتمي بذلك كله من نزغ الشيطان وهمزه ونفثه.
كما أن البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة لا يدخله شيطان.
وقد ورد عن الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله دعاء يبطل السحر والحسد والعين وهو منشور على اليوتيوب وأساسه برنامج تليفزيوني مع الإعلامي طارق حبيب، ونصه:
“اللهم إنك قد أقدرت بعض خلقك على السحر والشر ولكنك احتفظت لنفسك بإذن الضر. فأعوذ بك بما احتفظت به لما أقدرت عليه بسر قولك: “وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله”.
ومن الأدعية المجربة للتحصين عموما، أن تردد كل يوم:
“اللهم إني أستودعك ديني وأمانتي وزوجي وذريتي وقلبي وقلب زوجي وقلب ذريتي وفروجهم وأبصارهم وأسماعهم وجميع جوارحهم وأن تحفظهم بما تحفظ به عبادك الصالحين”.
نصائح خاصة لربات البيوت
– لا تدخلي أي ضيفة داخل غرفة نومك.
– لا تتركي أي ملابس لك أو لأولادك أو لزوجك عرضة لأن تمتد إلى أي قطعة منها يد آثمة.
– مقتنياتك أو ملابسك يستحسن أن تجمعيها وتأخذيها معك في حالة الانفصال وترك البيت.
– الصلاة الصلاة والطهارة الطهارة.
– تلاوة القرآن وبخاصة سورة البقرة في بيوتنا وتشغيل أدعية الرقية الشرعية.
– مسح البيت بماء وملح وبخاصة الأعتاب ورش ملح خشن في أركان الغرف.
– إذا حصل مَسَّ؛ فاستحمي بماء وملح.
– استخدام بذور الحرمل كبخور وتبخير البيت كله.
– قراءة الآيات التالية على ماء وأن يكون نَفَسَك قريبا من الإناء، وهي: أوائل سورة البقرة، أوائل سورة النساء، أوائل سورة المؤمنون، أوائل سورة يس، أوائل سورة الحشر، أوائل سورة القلم، أوائل سورة المزمل، أوائل سورة المدثر، وقراءة السور التالية 7 مرات، وهي: الفاتحة، آية الكرسي، الصمد، المعوذتين.