الكاتب الصحفى
النائب محمود الشاذلى
سوء الخلق وحتمية المحاسبه
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مؤلم حقا أن أقول أن الإنسان المصرى فى القلب منه كثر ببلدتى بسيون المركز والبندر والقرى والكفور والعزب بحاجه لزلزال أكبر من زلزال كورونا ليفرض على نمط سلوك الناس الإستقامه ، وعلى تصرفاتهم الإحترام ، وعلى تعاملاتهم المصداقيه ، وتصرفاتهم التوقير ، والتأكيد على أداء الواجب الوظيفى بالصدق والأمانه والشرف والشفافيه .. مؤلم أن أقول أن التسامح سبب تنامى الإهمال ، وتعاظم الفساد ، وإنهيار الأخلاق ، وضعف المنظومه الإداريه فى قطاعات كثيره بالجهاز الإدارى للدوله .
لذا لم أعد منزعجا عندما يتألم البعض من تداعيات محاسبته على تصرف بغيض يعظم فيه السوء من القول حتى لو طال لقمة عيشه لأن كل حق يتعين أن يقابله واجب ، ومن أمن العقاب أساء الأدب ، أما من يعرف أنه لاحساب ولاعقاب ، يكون هو نفسه أحد أبرز مكونات ترسيخ السفاله ، وتنامى الإنحطاط ، الأمر الذى يتسبب معه إنهيار منظومة الأخلاق بالمجتمع عن كاملها ولاأعتقد أن هناك شخص عاقل محترم ينشد الفضيله يتعاطف مع صياح من يطاله أذى بسبب سوء خلقه وتدنى مسلكه ، وإلا يصبح علينا جميعا التعاطف مع النصابين وعتاة الإجرام ، الذين يقع عليهم سيف القانون فيصدر ضدهم أحكاما قضائيه بالحبس أو حتى بالإعدام حال إرتكابهم جريمة القتل العمد .
يتعين أن يعى الجميع أن هناك فرق شاسع بين حرية الرأى والتعبير التى هى مقرره فى الحياه وأحد الركائز الأساسيه لمجتمع محترم ينشد كل من فيه الفضيله ويعظمون التطور ، وأن يكون جميع من بالمجتمع فى أبهى صوره شريطة الموضوعيه ، والإحترام ، والحجه ، والبيان ، لأن الرأى الأوحد ، سبب خراب الدول ، وإنهيار المجتمعات ، وأبدا لايمكن إقرار أن تكون تلك الحريه هى وقلة الأدب صنوان ، أو يمكن أن يقول أى أحد أنها تعكس قيمه للشخص .
لست ظالما ولامتجاوزا عندما أتناول أى وجه من أوجه الإنهيار الخلقى لبعض الأشخاص بصرف النظر عن أن تلك هى من أهم واجباتى كصحفى صاحب قلم ، بل أرى أنها من أهم واجباتى كإنسان ينشد الفضيله ، ويتمسك بالخلق ، ويرفض أن تقرأ فتاه أو سيده كلمه تخجل من مفرداتها ، حتى وإن قبل سيىء الخلق من البشر ذلك ، على من لديه من زوجه أو إبنه أو أخت أو أم حتى ولو كان من الشباب صغيرى السن .
حوارات متعدده على شبكة التواصل الإجتماعى ” الفيس بوك ” هى محور التناول حول العديد من الوقائع ، والكثير من القضايا المجتمعيه ، خاصة تلك الصفحات التى يدشنها البعض تتناول شئون قراهم ، كنت أتمنى أن أكمل فيها الحوار مع أطرافها لكننى لم ولن أفعل بعد تلك الحاله من التدنى السلوكى الغير مسبوق لشباب فى الثلاثينات يكشف عن تدهور مجتمعى وتدنى سلوكى غير مسبوق فى تاريخ هذا الوطن الغالى الأمر الذى أجد معه أن الإنسحاب من مثل تلك الحوارات عندما تتسم هبوطا ، وتنحدر سلوكا ، بات أمرا ضروريا ومقدرا بعد أن تدنت الأخلاق ، وأصبح أطرافه شباب كثر صغيرى السن قليلى الأدب ، منعدمى الخبره ، منحدرى الثقافه ، وليكن الضرورة والحرص على ترسيخ الإحترام وحماية المجتمع من سيىء الخلق منطلقات أساسيه تفرض فرضا حتى ولو وصل الأمر لفرضها بالمحاسبه بعيدا عن أى جدل عقيم حتى تستقيم الأمور .
قولا واحدا ووحيدا ليس لمتجاوز حوار ، وليس لسيىء الخلق حديث ، وليس لمتنطع مكان فى نقاش ، بل إن الحسم والبتر والمحاسبه والردع آليات أقر بها الشرع الحكيم ، وعظمها ديننا الحنيف حتى تستقيم الحياه ، وحتى ينعم الناس بالفضيله .
تلك رؤيتى اليقينيه ، وذاك قناعتى الراسخه ، وهذا ماأراه بوضوح ، بشأن تلك القضيه المجتمعيه الخطيره المتمثله فى الحوار مبدأ ومفردات ومضامين بصرف النظر عن موضوعاته ، والتى جاءت عبر سنين عمر حافله بتجارب عديده ، ومواقف كثيره بحكم موقعى النيابى كنائب بالبرلمان ، ورسالتى الصحفيه إنطلاقا من موقعى الرفيع فى بلاط صاحبة الجلاله كرئيس تحرير ، وممارستى السياسيه التى إنطلقت كل سنوات عمرى من المعارضه الوطنيه الشريفه حيث الوفد فى زمن الشموخ ، وهى فى تقديرى قضيه مجتمعيه خطيره لها علاقه بالأساس بمدى الترسيخ لمجتمع محترم لذا فإن صمت الناس كل الناس عن أى لفظ قبيح يكتبه البعض فى طرح له أو تعليق على ماكتبه آخرين ، أرى أنه خطيئه لأنه يهدد الوجود القيمى بالمجتمع ، بل إنه ليس من النخوه والشرف فى شيىء أن يصمت أى أحد على قلة أدب فى طرح لمتنطع ، رغم إدراكه أن إبنته قد تراه بحكم طبيعة أبناء جيل بات تفاعلهم على شبكة التواصل الإجتماعى متطورا وسريعا وفاعلا .
طبيعى أن يتفق معى البعض بشأن مضامين تلك الرؤيه ، ويختلف آخرين ، ويرفضها طرف ثالث ، لأنه لايمكن أن يزعم أى أحد بما فيهم شخصى إمتلاك الحقيقه وحده ، ويبقى أن يحكم القناعه والرفض ليس الصوت الحنجورى ، أو المزايدات الرخيصه ، أو قلة الأدب والتجاوزات القذره لفظا ومفردات ، إنما حوار راقى ينطلق من حجه وبيان ، من يرى غير ذلك فى هذا النهج تعاملا وحوارا فاليغادر عالمى ، لأنه بذلك يكون غير قادر على فرض الإحترام على مفرداته وسلوكه هو شخصيا قبل الناس ، وهؤلاء لاأتشرف بالتواصل معهم على أى مستوى ، وأرى أنه من الطبيعى أن يشاركنى الكرام الذين ينشدون الفضيله ردة فعلى على أى تنطع ولا ينكرها على شخصى لأننى وشاء قدرى أن أكون ضمن كثر أصحاب رساله تعظم الفضائل وتفرض الإحترام فرضا مهما كانت التبعات حتى ولو كنا فى زمن الهزل .