:كتب- أحمد نورالدين
برعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، والدكتور سلامة جمعة علي داود،رئيس جامعة الأزهر، والدكتور محمود صديق نائب رئيس جامعة الأزهر، تعقد كلية الدعوة الاسلامية بالقاهرة مؤتمرها العلمي الدولي الثاني”الدعوة الإسلامية والسلام العالمي.. تحديات الواقع وآفاق المستقبل”، وذلك يوم الأحد 7 ربيع الآخر 1444هـ الموافق الأول من نوفمبر 2022م .. يرأس المؤتمر أ.د/ أحمد حسين عميد كلية الدعوة الإسلامية بالقاهرة، أمين عام المؤتمر أ.د/ محمد عبد الدايم الجندي وكيل الكلية للدراسات العليا،مقرر عام المؤتمر أ.د/ صابر أحمد طه وكيل الكلية لشئون التعليم، المقرر العام المساعد أ.د/محمد رمضان أبو بكر الأستاذ في قسم الثقافة الإسلامية.. صرح بهذا أ.د/ أحمد حسين عميد كلية الدعوة الإسلامية بالقاهرة رئيس المؤتمر.
مشيرا أنه من المسلمات البديهية التي لا يختلف عليها عاقلان، أن الدعوة إلى الله تعالى منعوتة بالسلام بكل أشكاله ومنطلقاته، وإن تناغم الدعوة الإسلامية مع السلام من أصول قيام الحياة الآمنة التي تميز الإنسان وتفرده عن بقية منظومة الخلق بالود والوئام، وتعمل الدعوة الإسلامية على تقويم الإدراك الإنساني وضبطه، وتصفيته من التطرف والإرهاب، ولها أيضاً مردود إيجابي ارتقائي في الحياة الاجتماعية واستقرار وأمن المجتمعات على الأساس الإنساني، بما يتواءم ومتطلبات الفرد السوي وقيم المجتمع المتحضر ومعاييره، وحين نادى القرآن الكريم البشرية في هذا الجانب، ناداها على اعتبار حقيقتها الإنسانية مذكرا إياها بأصل خلقتها ، وجامعية خلقها ، فقال الله تعالى : “يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً”، وقال: “يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا”، كما وجه المسلمين إلى كيفية التعامل مع الأخر فقال: “لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ”.
موضحا أن القرآن في دعوته ملئ بهذه التوجيهات السلمية، ورسالته السمحة رسالة شاملة موجهة إلى جميع الناس مع إلزامية صيانة الكرامة الإنسانية ونبذ العنصرية والتعصب الديني، وكذلك السنة النبوية المطهرة حثت على ذلك والسرد التاريخي أكد مفهوم السلام العالمي في الدعوة إلى الإسلام، وهذا المؤتمر المبارك يرسخ لهذا المفهوم؛ لتجليته للعالم أجمع، لتصحيح المفاهيم، وعدم الإيهام والخلط بين منهج الإسلام في الدعوة إلى الله، والمنتج الثقافي المتطرف الذي يهدم ولا يبني، ويفرق ولا يجمع.
وعن أهداف المؤتمر يقول أ.د/ محمد عبد الدايم الجندي وكيل الكلية للدراسات العليا أمين عام المؤتمر إن المؤتمر يسعى لتحقيق الأهداف الآتية: أولا: التأكيد على دعوة الإسلام إلى السلام الشامل والعادل الذي فيه الخير للبشرية جمعاء، ثانيا: بيان أن انتشار الإسلام الحقيقي بمبادئه الصافية وقيمه النبيلة وروحه السمحة ووجهه الوسطي المعتدل هو الضمانة الكبرى للتعايش السلمي بين مختلف شعوب العالم كله مهما تعددت رؤاهم الدينية والفكرية والثقافية، ثالثا: توضيح المفهوم الصحيح للسلام العالمي المنطلق من الرؤية الإسلامية الوسطية التي تصهر جميع الشعوب في وحدة متناغمة مسالمة، رابعا: تسليط الضوء على تجذر الرؤية العالمية للإنسانية جمعاء دون تمييز على أساس العرق أو اللون أو اللغة، أو أي مسوغ للاختلاف في الإسلام دعوةً وشريعةً وأخلاقًا وقيمًا ومنهجَ حياة، خامسا: الوقوف على التطبيق العملي لدعوة الإسلام إلى السلام والتعايش والإخاء الإنساني بدءاً من المجتمع النبوي في المدينة المنورة ومروراً بالعصور الإسلامية الرائدة وانتهاءً بالمؤسسات الدعوية المعبرة عن وسطية الإسلام وحقيقته الناصعة في العصر الحاضر وفي طليعتها الأزهر الشريف، سادسا: التأكيد على كثرة المشتركات الكونية والإنسانية والدينية المؤدية إلى خلق جو من التعايش المصطبغ بالمودة والإخاء للبشرية جمعاء داخل الوطن الواحد ومع الأوطان بعضها البعض .
سابعا: طرح رؤى علاجية إسلامية للتحديات التي تعترض طريق السلام العالمي للتأكيد على أن غياب روح الإسلام الحقيقية وتشريعاته السمحة كان سبباً في كثرة هذه التحديات وتنوعها وشقاء العالم بها، ثامنا: التعرف على رؤية الدعوة الإسلامية للسلام العالمي القائم على تقرير الحقوق المتنوعة لجميع أفراد المجتمع وفئاته المختلفة بما يحقق السلام النفسي لدى هذه الفئات ويدفع الجميع للانصهار في البوتقة الإنسانية النافعة، تاسعا: الدعوة إلى استثمار الفرص المختلفة التي تحقق التقارب بين الشعوب وتؤدي إلى التلاقي والتعارف بين الحضارات والثقافات المختلفة للسعي نحو نشر جو السلام والمحبة بين أفراد الجنس البشري كله، عاشرا: استشراف مستقبل السلام العالمي من خلال رؤية الدعوة الإسلامية لهذا المستقبل منطلقة من الواقع المتاح لتعزيز إيجابياته نحو السلام العالمي، والحد من السلبيات المعوقة له، حادى عشر: الخروج بتوصيات ومقترحات عملية لزيادة فرص السلام العالمي وتثبيته ونشره في أرجاء المعمورة، والقضاء على روح الكراهية والانقسام والتعصب وصولاً إلى عيش رغيد وخير عميم يغمر الإنسانية جمعاء.
أضاف فضيلته أن محاور المؤتمر تشمل المحور الأول: “تحديد وتأصيل المفاهيم والمصطلحات”، وفيها: السلام العالمي المفهوم والدلالة، السلام العالمي (الأسس –المنطلقات –الأهداف –الآثار)، تأصيل مبدأ السلام العالمي من خلال الكتاب والسنة والسيرة النبوية، الجذور التاريخية للاهتمام بقضايا السلام العالمي، الدراسات التراكمية المؤثرة، والمؤتمرات الدولية الفاعلة في قضايا السلام العالمي.
المحور الثاني: “مقاصد الدعوة الإسلامية وأثرها في تحقيق السلام العالمي” ويشمل: المقاصد العامة للدعوة الإسلامية وسعيها نحو تحقيق السلام العالمي، الحفاظ على الكليات الخمس وأثرها في تحقيق التعايش السلمي، دور الوثائق السياسية الإسلامية في تحقيق السلام العالمي، (وثيقة المدينة –صلح الحديبية -الكتب والرسائل والمعاهدات النبوية -الوثيقة العمرية)، فقه العلاقات الدولية في الشريعة الإسلامية وأثره في تحقيق السلام العالمي.
المحور الثالث: “المؤسسات الدعوية الإسلامية ودورها في تحقيق السلام العالمي” ويشمل:مشيخة الأزهر الشريف، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، دور الإفتاء ووزارات الأوقاف في الدول الإسلامية، المجامع الفقهية العالمية والمؤسسات الدعوية في الدول الإسلامية.
المحور الرابع: “دور الدعوة الإسلامية في ترسيخ التعايش السلمي العالمي”: رؤية الأديان للسلام – دراسة نصية، دور الدعوة الإسلامية في حل قضايا الصراع السياسي الخارجي والداخلي، المشتركات الدينية ودورها في تعزيز سبل التفاعل الحضاري وتحقيق السلام العالمي، دُور العبادة وأثرها في تعزيز خطاب السلام العالمي، مؤتمرات حوار الأديان بين الطموحات والمعوقات.
المحور الخامس: “الدعوة الإسلامية وتقرير حقوق الإنسان وأثر ذلك على السلام العالمي” ويشمل: حقوق الإنسان بين الرؤية الإسلامية والمواثيق الدولية وأثر كل منهما في تحقيق التعايش السلمي العالمي، المواطنة وأثرها في تحقيق السلم الداخلي للشعوب، مساندة الإسلام للمستضعفين وأثرها في السلام العالمي، تقرير حقوق الأقليات وأثره في تحقيق السلام العالمي ، تقرير حقوق المرأة والطفل وأثره في تحقيق السلام العالمي، تقرير حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة وأثره في تحقيق السلام العالمي.
المحور السادس: “الدعوة الإسلامية وتحديات السلام العالمي” ويشمل: العنصريات والإثنيات العرقية وهدمها للسلام العالمي، ظاهرة الإلحاد وتهديدها للسلام العالمي، الغلو الاستشراقي وأثره على روح المحبة والسلام بين الشعوب، التحديات الاقتصادية العالمية ودورها في تقويض السلم العالمي، الإرهاب (الفكري – العملي) وأثره في نزع السلام من العالم، الحروب والنزاعات المسلحة وإشاعة الفزع والهلع في العالم المعاصر، الجرائم والحروب البيولوجية والإلكترونية وتحديات السلام (حروب الجيل الرابع – والخامس- الميتا فيروس…….)
المحور السابع: “رؤية الدعوة الإسلامية لاستثمار فرص تحقيق السلام العالمي” ويشمل: المشتركات الكونية ودورها في تحقيق التقارب بين جميع دول العالم، المشترك الوجداني الإنساني ودوره في تحقيق السلام العالمي، الدراسات الاستشراقية المنصفة، والاستغرابية الموضوعية، وأثرها في تعزيز دعائم السلام العالمي، وسائل التواصل الحديثة ودورها في التقارب بين الشعوب، التنوع الثقافي ودوره في تحقيق التقارب والتعايش السلمي، الفن الهادف وكيفية توجيهه نحو الإخوة الإنسانية، الألعاب الرياضية وأثرها في التقارب بين الشعوب، العلوم التجريبية وأثرها في التعاون في خدمة الإنسانية.
مضيفا أن المحور الثامن: “الدعوة إلى القيم الإنسانية وأثرها في تحقيق السلام العالمي” يشمل: الدعوة إلى القيم العليا ودورها في تحقيق السلام العالمي، الدعوة إلى القيم الحضارية ودورها في تحقيق السلام العالمي، الدعوة إلى القيم الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وأثرها في تحقيق السلام العالمي .
المحور التاسع: “الدعوة الإسلامية ورؤية التيارات الفكرية والمنظمات الدولية للسلام العالمي” ويشمل: التيارات الفكرية ورؤيتها للسلام العالمي: (العلمانية –الوجودية -الشيوعية) عرض ومناقشة، المنظمات الدولية (منظمة الأمم المتحدة –منظمة العدل الدولية –مجلس الأمن) وأثرها في تحقيق السلام العالمي، المواثيق والوثائق الدولية ودورها في تحقيق السلم العالمي ، المراكز الثقافية الغربية وأثرها في صناعة السلام العالمي، المراكز الإسلامية وأثرها في التقارب بين الشعوب.
المحور العاشر: “السلام العالمي بين الدعوة الإسلامية والمواثيق الدولية رؤية استشرافية” يشمل: الدراسات الاستشرافية علاقتها بالسلام العالمي دراسة تأصيلية دعوية، مستقبل السلام العالمي في ظل التحديات الثقافية والاقتصادية والسياسية، مستقبل السلام العالمي في ظل التغيرات المناخية والظواهر الكونية، مستقبل السلام العالمي في ظل التقدم العلمي والتقني ، رؤية استشرافية للمنظمات الدولية القائمة على تحقيق السلام العالمي