تهميش الصحافه الوطنيه يرسخ مأزق التقصير المتهم به المسئولين .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الصحافه كانت ومازالت وستظل بإذن الله صاحبة الجلاله حتى فى أوقات الضعف الذى فرضه عليها الفاسدين جيلا بعد جيل .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جهدا كبيرا يبذل فى بناء الدوله المصريه ، وعطاء غير مسبوق لمسئولين كثر لكن فى غياب الصحافه لاقيمة له .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلـــم :
الكاتب الصحفى
النائب محمود الشاذلى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الصحافه والإعلام أحد أبرز مكونات دعم الدول والنهوض بالمجتمعات ، وبدونهما لايستطيع مسئول أن يحدث تناغما حقيقيا بينه وبين الناس ، أو يظهر مجهوداته ، لأنهما حلقة الوصل بين الحكومات والشعوب ، والمسئولين والمواطنين ، ومن خلالهما يتم نشر التوعيه وتوضيح الأمور ، لذا كان وجودهما ضرورة حتميه ، خاصة وأن لهما تأثير جوهرى على الجميع ، بل ودور محورى فى كافة نواحى الحياه ، لذا كثيرا ماأسقطت الصحافه أنظمه ، وهددت عروش حكام ، وما فضيحة ووترجيت إلا خير دليل ، تلك الفضيحه التى كشف عنها الصحفيان كارل برنستين ، و بوب وود فى جريده واشنطن بوست ، وهى خاصة بقضية تجسس داخلى فى أمريكا بدأت أحداثها سنة 1972 ، وإنتهت بإستقاله الرئيس الأمريكى ريتشارد نيكسون سنة 1974 بعد أن كشفت الجريده أن الحزب الجمهورى الذى كان يتبعه يتجسس على الحزب الديمقراطى لكى يعرف مخططاته ، ويبعده عن السلطة ، ولايفوز فى الانتخابات .
إن وجود الصحافه فى بؤرة الأحداث لمتابعتها ليس تفضلا من أى مسئول ، بل إن ذلك من مهامها الأساسيه ، كما أن متابعة كافة الأمور ليس أيضا تفضلا من أحدا كائنا من كان من المسئولين ، وأيا ماكانت درجته الوظيفيه ، لكنه حق الناس فى معرفة الحقائق ، وفهم العديد من القضايا ، تلك من الثوابت المستقره التى رسخها فى وجداننا أساتذتنا العظماء مصطفى شردى ، وجمال بدوى ، وعباس الطرابيلى ، وسعيد عبدالخالق رحمهم الله تعالى قبل ثمانية وثلاثون عاما ، لذا كانت الصحافه ومازالت وستظل بإذن الله صاحبة الجلاله حتى فى أوقات الضعف الذى فرضه عليها الفاسدين جيلا بعد جيل ، خشية أن ينكشف أمرهم ، وأبدا لن تكون خادمه فى بلاط السلاطين ، أو منافقه للمسئولين ، لأن رسالتها رساله نبيله تقوم على طرح الحقائق وترسيخ المصداقيه ، فمن يدرك دورها من المسئولين يستطيع أن يحقق نجاحات عديده ، ويصل بسهوله إلى أعماق الناس ، ويتناغم مع وجدانهم ، ومن يفتقد هذا الحس من المسئولين ويعمل على إبعاد الصحافه عن متابعة أعماله لايستطيع مهما حقق من نجاحات على أرض الواقع أن يقنع الناس به .
أدرك عن قرب جهدا كبيرا يبذل فى بناء الدوله المصريه ، وأتابع عن كثب هذا العطاء لمسئولين كثر يدفع فى هذا الإتجاه ، تجلى ذلك فى برنامج حياه كريمه الذى تفاعل مع حاجات الأسره المصريه فى عمق الريف المصرى ، كما أرى مخرجات للعطاء ناتج عن دراسة متأنيه تمخضت عن إجتماعات مكثفه شارك فيها متخصصين على أعلى مستوى من الدراسه والتخصص الدقيق ، يتناغم مع ذلك مسئولين يتمتعون بفهم ووعى وإدراك حقيقى لمجريات الحياه .
رغم ذلك كله هناك حاله من عدم الرضا تملكت عموم الناس ، تلك الحاله تتنامى بقوه إلى الدرجه التى رسخت لدى البعض أن الفشل حليف المسئولين ، وأنهم بلا جهد ، أو وعى ، ومرجع ذلك أن كثر من الصحفيين لايتناولون ذلك بعمق ، أو بصدق ، لأن هؤلاء المسئولين أنفسهم ، أبعدوهم عنهم ، وحجبوا عنهم المعلومات ، غرورا بما يحققونه الأمر الذى أقنعوا معه أنفسهم أنهم ليسوا فى حاجه للصحافه ، وإقتناعا برأى آخرين الذى مؤداه الإبتعاد عن الصحافه حتى لايقال أن ذلك منبعه البحث عن الشو ، فغابت المعلومه ، وحتى عندما تطرح تطرح ناقصه لاتواكب حجم العطاء ، فكان العرض مبتورا ناقصا ومشوها فظلم هؤلاء المسئولين أنفسهم بتلك السياسه الغير سويه بالنسبه لتناغمهم مع الصحافه ، إنطلاقا من عدم فهم حقيقى بدور الصحافه الصادق والواعى فى طرح القضايا ، وتبصير المواطنين بما يتم .
جاء ذلك بوضوح نتيجه لعدم إنتباه الحكومه لتلك القضيه الهامه ، وتنبيه أجهزتها ومسئوليها بالدور المحورى للصحافه والإعلام فى نقل الحقيقه ، ومتابعة النشاطات لحظه بلحظه لنقلها للرأى العام ليقف على حجم النشاط الذى يتم ، والجهد الذى يبذل ، الأمر الذى جعل البعض من المسئولين يعتقدون على سوء فهم أن عملهم يجب أن يتمتع بالسريه بعيدا عن الأعين ، وجعل العمل هو عنوان الحقيقه ، لفهم تملك البعض من المسئولين مؤداه أنه لايجب أن يعرف جهده أحد لأنه يعمل لله تعالى ، دون إدراك الفرق بين دور المسئول الذى يجب أن يكون معلن ويتابعه كل الناس ، والدور الخيرى الذى يقدمه الأفراد فى السر كالصدقه للمحتاجين ، تلك السياسه عزلت كل من تأثر بهذا النهج من المسئولين عن الناس ، بعد تهميش الصحافه ، فظلموا أنفسهم وكل التابعين لهم ، لأنهم يظلوا فى موضع المتهم ، وهذا الإتهام من الطبيعى أن يصدره بعض الناس ويتنامى حتى يصبح كل الناس ونجد على غير الحقيقه حاله عامه من عدم الرضا عن أداء هؤلاء المسئولين ، لكن للناس العذر كل العذر لأنهم حجبت عنهم المعلومه الصادقه بعد تهميش الصحافه والإعلام وعدم تمكينهم من أداء رسالتهم فى طرح الحقيقه ، وإبراز الجهد الذى يبذل ، والذى غالبا مايظهر فى غيبة الصحافه بعد فتره تلك الفتره كافيه لخلق مناخ عام قائم على إتهام المسئولين بالتقصير .
رغم أن الرئيس أعطاهم مؤشرا رائعا بضرورة الإهتمام بدور الصحافه والإعلام عندما ركزت الأقلام والكاميرات على اللقاءات التى عقدها مع ذوى الإحتياجات الخاصه ، وطرح الإنجازات وإبراز هذا التطور الهائل إلا أننا مازلنا نرصد عدم وصول تلك الرساله إلى كل المسئولين ، لذا نراهم لايهتمون بضرورة إبراز مايبذل من جهد ، للرأى العام ، المسئولين الوحيدين الذين أراهم فهموا الرساله جيدا فتركوا الإعلام يرصد مايبذلونه من جهد الأمر الذى خلقت معه حالة من الرضا عند المواطن بأن القادم أحسن الدكتور طارق رحمى محافظ الغربيه ، واللواء محمد الشريف محافظ الإسكندريه ويبقى عليهم حث رؤساء المدن والأحياء على التفاعل مع تلك الرساله الرائعه التى تخلق حاله من الإستقرار ، وتعمق الثقه .
التفاعل مع دور الصحافه الوطنيه فى متابعة النشاطات ، وطرح الإنجازات ، وكشف الأخطاء أراه ضرورة حتميه ، ومخطأ من يرسخ لنهج تهميش الصحافه ، وعدم تهيئة المناخ لها لمتابعة الأحداث ، أو رصد مايتحقق من إنجازات ، مخطأ من المسئولين من يعطى ظهره للصحافه ظنا منه أن هذا يصب فى خانة الشو الإعلامى والمنظره ، دون إدراك أن الشو الإعلامى لايكون إلا عندما يقف المسئول أمام الكاميرات للتصوير فى المنتزهات ، وأن التصوير فى موقع الحدث من بناء ، أو متابعة مشكله أو مشروعات تتم فى أرض الواقع لإعطائها دفعه ، والتمسك بإنجازها فى وقتها ، أو القضاء على أزمه طارئه ، أراه واجبا مستحقا على كل المسئولين ، مخطأ من يعطى الصحافه ظهره لأنه بذلك جعلوا الحكومه وأجهزتها ردة فعل وليس فعل بل وتصبح دائما فى موضع الإتهام بالتقصير ، وأحيانا بالفساد ، كذبا وزورا ، وبهتانا الأمر الذى أصبح معه المسئولين فى موضع المدافعين عن أنفسهم ، رغم مايبذلونه من جهد رغم أنهم كان يمكن لهم أن يوفروا عليهم ذلك لو جعلوا الإعلام يتابع وينقل تطور هذا التقدم للناس كما كان مستقرا من مئات السنين .