كتب: عبد الرحمن هاشم
رحّبت منظمة الصحة العالمية بإنشاء مؤسسة منظمة الصحة العالمية، التي هي عبارة عن كيان مستقل معني بتقديم المنح، لغرض دعم جهود المنظمة الرامية إلى التصدي للتحديات الصحية العالمية الأكثر إلحاحاً.
وستعمل المؤسسة، التي تتخذ من جنيف مقرّاً لها، على دعم تلبية الاحتياجات العالمية في مجال الصحة العمومية بتوفير الأموال للمنظمة وشركاء التنفيذ الجديرين بالثقة من أجل تحقيق أهداف “المليارات الثلاثة” للمنظمة. وترمي هذه الأهداف المحددة في الخطة الاستراتيجية الخمسية للمنظمة إلى: حماية مليار شخص آخر من الطوارئ الصحية؛ وتوسيع نطاق التغطية الصحية الشاملة لتشمل مليار شخص آخر؛ وضمان تمتُّع مليار شخص آخر بالصحة والعافية بحلول عام 2023.
وستعمل المؤسسة، المستقلة قانوناً عن المنظمة، على تيسير المساهمات التي يقدمها الجمهور العام وفرادى الجهات المانحة الرئيسية والمؤسسات الشريكة إلى كل من المنظمة والشركاء الجديرين بالثقة لغرض إنجاز برامج قوية الأثر. ويتمثل هدفها في المساعدة على توسيع نطاق قاعدة الجهات المانحة للمنظمة والعمل على تعزيز استدامة التمويل وقابلية التنبؤ به. وستتولى مؤسسة منظمة الصحة العالمية تبسيط معالجة المساهمات الخيرية دعماً للمنظمة وجعل هذه المساهمات أمرا ممكنا من جميع جوانب الصحة ورسالة المنظمة.
وقال الدكتور تيدروس أدحانوم غيبريسوس، المدير العام للمنظمة “إن جزءاً كبيرا من نجاح المنظمة في المستقبل يكمن في توسيع نطاق قاعدة جهاتها المانحة وزيادة حجم ونوعية الأموال التي توضع تحت تصرفها. ويعد إنشاء مؤسسة منظمة الصحة العالمية، في إطار عملية التحول التي تشهدها المنظمة، خطوة مهمة نحو بلوغ هذا الهدف وتحقيق رسالتنا المتمثلة في تعزيز الصحة والحفاظ على سلامة العالم وخدمة الضعفاء”.
“ويأتي إعلان اليوم تتويجا لما يزيد على عامين من التحضير والعمل الدؤوب من جانب عدد لا يحصى من الأفراد والمنظمات الشريكة. وأود أن أتوجه بالشكر إلى الأستاذ توماس زيلتنر على قيادته هذه المغامرة المذهلة وإنشائه للمؤسسة”.
وقال الأستاذ توماس زيلتنر، مؤسِّس مؤسسة منظمة الصحة العالمية ووكيل سابق لوزير الصحة في سويسرا والمدير العام لهيئة الصحة الوطنية السويسرية “إن عمل منظمة الصحة العالمية ضروري لحماية وتعزيز الصحة العالمية، وهو دور يكتسي قدرا أكبر من الأهمية في ضوء جائحة مرض كوفيد-19. وتعد إنجازات المنظمة ومساهماتها في مجال الصحة العالمية ورفاه البشرية هائلة، ولكن لا يمكننا أن نعتبر هذه الإنجازات أمرا مسلّما به. وتستحق المنظمة أن يكون لها مناصر خارجي قوي ومستقل قادر على دعم وتعزيز أثرها. إنني فخور بقيادة هذه الجهود وإنشاء هذه القطعة الناقصة في مشهد الصحة العالمية والمتمثلة في مؤسسة منظمة الصحة العالمية.
ولقد استفادت هذه المؤسسة، التي أُنشئت بموجب القوانين السويسرية، من توجيه فريق استشاري يتألف من خبراء في الصحة العالمية والأعمال الخيرية والأخلاقيات والتمويل. وسيتولى مجلس المؤسسة الآن جميع المسؤوليات المتصلة بتصريف الشؤون وسيستعرض جميع القرارات الاستراتيجية وسيكون بمثابة أعلى جهاز لصنع القرار في المؤسسة. ويتمثل الأعضاء المؤسسون للمجلس في كل من السيد بوب كارتر والسيدة كلير أكامانزي والأستاذ توماس زيلتنر.
وفي ضوء جائحة مرض كوفيد-19، ستركز مؤسسة منظمة الصحة العالمية في بداية الأمر على الاستجابة للطوارئ والجائحة، كما ستتولى جمع وتوزيع الأموال لأغراض جميع الأولويات العالمية للمنظمة في مجال الصحة العمومية، بما يتماشى تماما مع برنامج العمل العام الذي اعتمدته الدول الأعضاء في المنظمة.
دعوة إلى العمل
تبرّع الآن أو انخرط في شراكة استراتيجية طويلة الأجل واتصل بالفريق المعني من خلال إرسال بريد إلكتروني إلى العنوان [email protected]. ويمكن تقديم التبرعات على الإنترنت من خلال الموقع www.whofoundationproject.org، كما يمكن تلقّي تبرعات محددة الغرض من خلال الاتصال بالعنوان [email protected]. وللعلم، فإن جميع التبرعات المقدمة إلى مؤسسة منظمة الصحة العالمية معفاة من الضرائب في حدود ما تسمح به القوانين الوطنية ذات الصلة.