من غير المقبول الصمت حيال تلك الأزمه ، وغض الطرف عنها ، وتسطيح الأمور .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تعويض الفلاحين المضارين هو واجب مستحق على الشركه المصنعه إذا ثبت أن المبيد السبب .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بحث هذه الأزمه ليس أمرا صعبا ، أو مستحيلا ، شريطة أن يكون لدى المختصين إراده حقيقيه لإظهار الحقيقه بشفافيه .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
غض الطرف عن الفاعل الحقيقى لأزمة تلف المزروعات جريمه أخلاقيه ومجتمعيه بالغة الشده .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلـم :
الكاتب الصحفى
النائب محمود الشاذلى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قولا واحدا ووحيدا أنحاز إنحيازا كبيرا بكل كيانى للصناعه الوطنيه ، وأدرك أنها عصب التنميه ، والإقتصاد ، ويهمنى كمصرى محب لوطنه أن يكون المنتج المصرى فى اى شيىء ، وكل شيىء عالى الجوده ، بل وعالمي ، ومحل ثقة كل مستخدميه ، وهذا لن يتأتى بغض الطرف عن عقاب من يصدر علامة إستفهام كبيره حول الصناعه المصريه جميعها بالعبث فى الصناعه حتى ولو كان ماينتجه منتج واحد .
حاله من الرعب خيمت على أهالينا الفلاحين بزمام بلدتى بسيون تأثرا بما قال به البعض من أن مبيد ” ميكرونايت ــ اس ٨٠% ” والمعروف بكبريت الوطنيه ومبيدات أخرى هم السبب فى تلف محصول البصل ، وبالتحديد بقرية شبراطو التابعه لبلدتى بسيون ، أدركت ذلك عندما قررت رش حديقة الفيلا فوجدت تحذيرا ، تبعه إستنجاد أهالينا المتضررين من هذا المبيد ، الأمر الذى معه بحثت فى الأمر الذى لم أنتبه إليه نظرا لمغادرتى الزراعه منذ سنين طوال وتأجير الأرض ، فإذا بى أكتشف أن هناك تلف لمحصول البصل فى أماكن عديده على مستوى الجمهوريه .
واقع الحال يشير إلى أننا إذن أمام أزمه طالت البعض من أهالينا الأكارم ، وأتصور أنه عندما يكون هناك ازمه يتم بحثها من كافة الأوجه ، والعمل على دراسة أبعادها وبحث الحلول المناسبه لها ، ومن غير المقبول الصمت حيالها ، وغض الطرف عنها ، وتسطيح الأمور ، خاصة وأن هذا المنتج ليس مجهول المصدر ، أو فاقد الهويه ، أو تم إنتاجه تحت بئر السلم ، بل هو منتج معروف ، ومسجل رسميا ، ومصرح به ، وتنتجه شركه معروفه ، ومعلومه كيانا ومكان ، إذا بحث هذه الأزمه ليس أمرا صعبا ، أو مستحيلا ، شريطة أن يكون لدى المختصين اراده حقيقيه لإظهار الحقيقه بشفافيه ، أما تناول الأزمه من زاوية إتهام طرف لطرف آخر متمثل فى أصحاب المحلات التى تبيع هذا المنتج المغلف ويتغافلون الشركة المصنعه ، نكون أمام أمر محزن لأنه يدفع فى الطريق الخطأ ويعمل على تفاقم الأزمه ، حتى تصبح عصيه على الحل .
مؤلم أن أقول أننا بحاجه للتخلص من الموروث البغيض القائم على إستغلال أزماتنا فى الإبتزاز ، كما رأينا هذا الضجيج المصاحب للأزمه من البعض بهدف التنصل من المستحقات الماليه المدينين بها لمحلات بيع المبيدات ، والمحلات كما أوضحت ليست طرفا فى الأزمه لأنها عارضه وليست منتجه ، وماقامت بعرضه منتج معلوم ومصرح به .
إذن نحن أمام منتج معلوم قيل أنه سبب ضررا لبعض الناس ، وأنتجته شركه معروفه ، الطبيعى أن يتم النظر فى شكاوى المتضررين من زاوية تشكيل لجنه من خبراء المبيدات ، لفحص هذا المنتج ، وإعداد تقرير بشأنه ، فإذا ثبت من الفحص أن به خلل يتم فورا سحب شهاة الصلاحيه بإنتاجه وسحب الموجود منه بالسوق وإخضاع المنتج للدراسات الفنيه والمعمليه للوصول لمنتج صالح قبل أن يحصل على شهادة صلاحيه مجددا ، كما يتعين على الشركة المنتجة ان تتحمل المسئوليه كامله وعلى الأقل تصرف تعويضات كامله أيضا للمزارعين الذين أضيروا من منتجهم ، وأما إذا كان السبب مرجعه سوء الإستخدام يتعين التوضيح للمزارعين ، وطرح الطريقه المثلى للإستخدام ، والتعاطى معهم إنسانيا بالمساهمه معهم أيضا فى مصيبتهم من خلال صرف تعويضات ولو بنسبه وستصدر ساعتها الشركه صورة طيبه للجميع تعمق البعد الإجتماعى خاصة وأن المتضررين من البسطاء الكرام الذين لاحول لهم ولاقوه .
كان من الطبيعى أن تتحرك الأجهزه وتقوم بالدور المنوط بها فى ضبط هذا الخلل ، وتحديد معالمه ، وذهبت لمحلات بيع المبيدات ، ورصدت المنتج ، ودورته الورقيه ، ومستنداته وغيره من المبيدات ، وهذا شيىء طيب ويبقى عليها الذهاب للمصنع المنتج وتشكيل لجنه فنيه عليا لفحصها وإعداد تقرير بهدف حصار هذا الخلل وتصويبه .
مخطىء من يظن أننى أتناول الشركه التى لاأعرفها ، ولاأعرف من فيها عبر علامة إستفهام ، إنما أتناولها إنطلاقا من البحث عن الحقيقه ، لذا فلا أجد أى ضير أن أتناول تلك الأزمه بوضوح شديد ، ومتابعتها والإستماع لكافة الآراء لأن الهدف معرفة الحقيقه وتصويب الخلل ، وأيا ماكان المخطىء لابد من أن يتحمل مسئولية خطأه ، مهما كان هو من ، لأن غض الطرف عنه جريمه أخلاقيه ومجتمعيه بالغة الشده ، ولتأكيد الحقوق ومعرفة الحقيقه تم التأكيد على القاعده الأخلاقيه التى مؤداها أنه لاأحد فوق الحساب ، ولهم الحق أن يفعلوا مايشاؤوا فى عباد الله دون حساب إستنادا على سلطه ، أو إنطلاقا من عزوه ، وهذا مفهوم خاطىء لأن ترسيخه لاشك يسبب هذا المنطق الذى يتنافى مع طبيعة الأشياء ، ويصب فى خانة فقدان الثقه فى كل شيىء ، الأمر الذى يتنامى معه الخطأ حتى يصبح خطيئه .
خلاصة القول .. ماأثير بشأن مبيد ” ميكرونايت ــ اس ٨٠% ” يحتاج إلى قرارات عاجله لإنقاذ سمعة المنتج المصرى ، خاصة وأننا فى حاجه للفهم ، والوعى ، وإدراك أن عدم الغوص فى أعماق المشكلات يسبب كوارث كبيره ، ويحدث أزمات غير مسبوقه ، وأن شعبنا الحبيب فى القلب منهم أهالينا المتضررين ، ولهم حق يتعين أن يحصلوا عليه من هذا المصنع الذى أنتج هذا المنتج إذا ثبت أنه السبب ، متمنيا أن يخرج علينا تقرير يقول غير ذلك وسأكون أو من ينشره ، وليكن هناك لجنه فنيه عليا لفحص هذه الأزمه ، ويقولوا لنا أين الخلل ؟ لتجاوز الأزمه ولا يتركوا الناس هكذا يصرخون ، دون تعاطى مع صرخاتهم ، لأن هذا التجاهل ، أو ذاك الصمت ، أو تسطيح الأمور ودفعها للرحرحه إعتمادا على النسيان بعد أن أصبحت ذاكرتنا كذاكرة السمكه فبات النسيان طبيعى ، نكون أمام أزمه سيتمخض عنها أزمات وأزمات ، تخلف صراعات ومشاحنات . فالنتعلم أن إقتحام المشكلات سبيلا للحل والتهدئه ، وليس التسويف ، والبحث عن شماعه يعلق عليها مآسى الكبار .