بقلم: أ.د. عادل السعدني
عميد كلية الاداب جامعة قناة السويس
تأتي أهمية مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي في القمة الأوربية الإفريقية
المنعقدة في العاصمة البلجيكية بروكسل من الثقل الكبير الذي تتمتع به
مصر على المستوي الدولي والإقليمي ,وبخاصة أن مصر تجري
التحضيرات لانعقاد مؤتمر cop 27 بشأن التغيرات المناخية في شرم
الشيخ بنهاية العام حيث تمثل مصر فيه القارة الأفريقية ,فمصر كانت
جسر للتعاون في الملفات المشتركة بين القارتين لاسيما مكافحة الإرهاب
والهجرة غير الشرعية , ومن هنا فمصر حريصة على استحضار القضايا
الإفريقية في المحافل الدولية , والتعرف بشكل كبير على الفرص المتاحة
دولياً من أجل العمل على حلها , فهذه القمة تناقش العديد من القضايا
الهامة وعلى رأسها التحديات التي فرضتها جائحة كورونا ومنها أزمة
توافر اللقاحات المضادة للشعوب الإفريقية, وقضايا التنمية والموارد ,
وبخاصة أن مصر تهتم كثيراً بالتقسيم العادل للثروات المائية ولعل قضية
سد النهضة الأثيوبي من أبرز تلك الأمثلة التي لمس فيها العالم سعي مصر
للحفاظ على حقوقها المائية المشروعية بشكل متوازن وفي إطار الشرعية
الدولية , وكان الجانب الأوربي يقف إلى جانب الحق المصري ويؤيده
وبخاصة أن مصر لم تتسرع في استباق خطوات انفرادية مثلما فعل
الجانب الأثيوبي والتزمت سياسية النفس الطويل مع مماطلات أبي احمد
وعدم إنصياعه للجهود الدولية من أجل التوصل إلى اتفاق عادل وملزم
يحفظ حقوق الأطراف وهو أمر يصب في تعزيز استقرار القارة والمنطقة
وله أهمية كبيرة للجانب الأوربي الذي يسعى إلى مزيد من التعاون
والاستثمار في إفريقيا من أجل القضاء على قضايا الفقر والجوع وتعزيز
فرص العمل وبخاصة أن القارة الإفريقية تنعم بطاقات شبابية كبيرة , وهو
ما من شأنه خفض معدلات الهجرة غير الشرعية من إفريقيا إلى دول
الاتحاد الأوربي, كما أن هذه الزيارة تمثل فرصة كبيرة لتنمية العلاقات
المصرية الأوربية بشكل عام والبلجيكية بشكل خاص خاصة أن الرئيس
عبد الفتاح السيسي سيجري مباحثات مع الملك فيليب ليوبولد والسيد رئيس
الوزراء الكسندر دي كرو من أجل بحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية
وتحقيق المصالح المشتركة بين الدولتين بما يجمعهم من علاقات تاريخية وطيدة .