بقلم :
الكاتب الصحفى
النائب محمود الشاذلى
سوق الخضار ببسيون والآدميه المفتقده
يقينا .. مصر تعانى أزمه مجتمعيه خطيره تتمثل فى غياب الوعى الشعبى ، وتمسك الجهاز الإدارى بالموروث البغيض المتمثل فى العمل إنطلاقا من سياسة الجذر المنعزله ، لذا جاءت العديد من القرارات مفتقده للمنطق ، والعقل ، ولاتحقق صالح الناس ، وتلك مأساه حقيقيه إنعكاساتها لاشك سلبيه على الجميع .
قولا واحدا ووحيدا إن الرغبه الملحه لدى ممدوح النجار رئيس مدينة بسيون فى نقل سوق الخضار اليومى من شارع الجمهوريه ببسيون أمر محمود يستحق الشكر عليه ، لأن نقل هذا السوق من ذاك المكان بات يمثل ضرورة ملحه ، بعد أن أصبح يمثل خطرا داهما على صحة أبناء بسيون وسكان الشارع أنفسهم ، تلك الضرورة ليست وليدة اليوم أو هى إنكاس للإجراءات الإحترازيه لفيرس كورونا بل إنها أمر حتمى يقرره واقع الحال ، لذا يبقى الإقرار على أن نقل السوق من مكانه الحالى بشارع الجمهوريه أمر لاخلاف عليه فى تقديرى ويقينى وضميرى عليه .
إنطلاقا من ذلك كنت أول الداعمين لتوجه نقل سوق الخضار من مكانه إستشعارا بالمسئوليه ، وكثيرا ماأسعدنى الجهد الذى كان يبذله رئيس المدينه المحترم ممدوح النجار فى البحث عن أماكن حضاريه محترمه تليق بأبناء بسيون حتى ولو كانت تابعه للأهالى ، لنقل السوق إليها ، بل بذلت لتحقيق تلك الرؤيه المحترمه التى لاقت إستحسانا من الأهالى والبائعين جهدا كبيرا ، لأنه يحقق الصالح العام ومازال لدى الإستعداد الكامل كأحد أبناء بسيون فى الدفع بهذا الإتجاه المحترم الذى يليق ببلدتى بسيون شعبا ومكانا .
الأمر الذى يجعلنى أتمسك ببغض العشوائيه ، ورفض سياسة ردة الفعل التى هى من الثوابت اليقينيه لمن ينشد التطور ويتمسك بالرقى والتقدم منهجا وسلوك ، لذا كان تحفظى على نقل السوق على مصرف الجيار بهذه الطريقه الغير مدروسه والتى تفتقد لأى بعد إجتماعى محترم ، ولايمكن أن يقول أى مسئول بأن النقل بهذه الطريقه العشوائيه والغير مدروسه يحقق الصالح العام لسبب بسيط أن النقل تم لمكان زباله ، نعم مكان زباله حيث مصرف الجيار المردوم بالزباله بلا أى معايير محترمه تراعى الحق الإنسانى .
لايمكن أن يقنعنى أحدا كائنا من كان أن عملية النقل لم تكن أمرا عفويا غير مدروس ، أو أن الأمر أقره المحافظ الدكتور طارق رحمى العالم أستاذ الجامعه الذى يتمسك فى كل إجتماع تشرفت فيه معه بحتمية البحث العلمى والتطور فى كل أمر يتم تنفيذه ، أو تم تنفيذه ، أو أن ذلك تم بعد معاينه للواقع من نائب المحافظ أستاذ الجامعه أيضا الدكتور أحمد عطا ، لأنه والمحافظ لو عاينوا المكان لضرب كلاهما كفا بكف لأنه عباره عن مصرف مردوم بالزباله يفتقد لأبسط القواعد الصحيه حتى فى بلاد الواق واق وتلك التى تركب الأفيال .
أتصور كمواطن أن سوق يرجع تاريخه لمئات السنين وبات يشكل الآن بموقعه الحالى خطوره داهمه يتم نقله إلى هذا المكان الواقع فى الأدغال بلا دراسه ، أومكان جيد تحترم فيه الآدميه التى هى حق مقرر للإنسان ، ورؤية تجعل كل أبناء بسيون يصفقون ويبتهجون ويسعدون لإدراكهم أن هناك من يحترمهم ، لعل أبسطها أن يتم تخطيط المكان المقرر نقل سوق الخضار إليه وتوفير كافة الخدمات الإنسانيه به كدورات مياه عموميه ، ومراعاة للإشتراطات البيئيه والصحيه ، ولما لم تتوفر تلك البديهيات كان العجب والدهشه من إختيار هذا المكان ، وطريقة النقل .
خلاصة القول .. أجد أنه من واجبى ضرورة تنبيه المحافظ ونائبه بتلك الكارثه القادمه نظرا لوجودى فى أرض الواقع ويقينى بأنه بات مراجعة نقل سوق الخضار اليومى ببسيون من شارع الجمهوريه لذاك المكان وهو مصرف الجيار المردوم بالزباله وبهذه الطريقه العشوائيه والغير صحيه أمر حتمى ، ولايعيب أى مسئول أن يراجع قراره لأن ذلك أفضل ألف مره من تداعيات القرار والذى لاشك سيمثل كارثه محققه بيئيا ومجتمعيا وصحيا .. هذا ماعندى فى هذا الشأن حسبة لله تعالى وإرضاءا لضميرى متمنيا أن أسمع للساده النواب رأيا واضحا مبنيا على قناعه ومصداقيه وتحرك إيجابى يحقق الصالح العام .