بقلم :
الكاتب الصحفى
النائب محمود الشاذلى
كتامه والكورونا والوعى المفقود
لأول مره أشعر بخيبة أمل كبيره ، وأمنيه أن تقوم الدوله صراحة بتعيين النواب فى البرلمان القادم لأن فى ذلك قضاءا على حالة الحراب التى تشهدها كل ربوع مصر الحبيبه فى القلب منها بلدتى بسيون .. والجدل العقيم الذى بات مريبا وأصبحت رائحته عفنه تزكم الأنوف من شدة عفنها ، لأنه تم خلط الهم العام والذى منه صحة المواطنين بالإنتخابات ، والذى من أبرز ملامحه هذا الجدل العقيم الذى تابعت تنامى وتيرته بين بعض أبناء كتامه تلك البلد العريقه إحدى قرى مركز بسيون الذى أتشرف بالإنتماء إليه ، وإحدى قلاع صناعة الموبيليا فى مصر والذى يكشف عن خطوره داهمه لحقت بالمفاهيم ، البعض بسخافه وتطاول حاولوا تأكيد أنه لايوجد بقريتهم حالة كورونا رغم أن ذلك ليس نقيصه أو أمرا معيبا إنما هو إبتلاء قد يطول أى أحد لاقدر الله ، ندعو الله تعالى أن يعافينا منه ويشفى من إبتلاهم به .
البعض إنبروا عن جهاله لنفى ذلك ووصف ماتم طرحه بأنه إشاعات ، والتأكيد على أن صاحب الحاله صحته ” بمب ” و” عال العال ” بل إن البعض منهم وبعنتريه ذهبوا لزيارته لتأكيد ذلك فى عناد لمن قالوا بأنها حالة إشتباه بالكورونا يتعين معها الحذر والإنتباه والمتابعه الصحيه المستمره ، وجاء بيان إدارة الصحه ببسيون ليؤكد بوضوح أنهم جميعا أعياهم عدم الفهم عن رؤية الحقيقه .
إن ماأكد سوء النيه ، وتسييس أمر حالة المشتبه فيه الذى يخضع لعزل منزلى أن البعض تركوا الأمر برمته ونسوا حالة المريض شفاه الله وعافاه بدل أن يلحوا فى ضرورة وجود متابعة طبيه دقيقه له ، بل وكأنهم نسوه ، وإنبروا للهجوم على شخصى والتأكيد على رفض ترشحى رغم أننى لاأتحمس لهذا الترشح فى ذاك المناخ ، وتلك الأجواء المتبوعه بقانون إنتخابات المتواتر عنه أن المواطن لن يكون له فيه دور فاعل ، ومع ذلك فهو رغما عنهم حق دستورى لى لاينازعنى فيه أحد منهم كائنا من كان ويبقى أن من حقهم ألا يمنحونى صوتهم ، إلا أن هذا النقاش بذاك الشكل يكشف عن فساد فى الفهم وغياب عن الوعى ، وفشل فى التوجه قد يضر بالمريض نفسه وكأنه لايعنيهم الإهتمام بحالته الصحيه ، والمصيبه الكبرى أنهم نسوا الشخص الذى يخضع للعزل والذى حالته الصحيه يجب أن تكون محور إهتمام الجميع وطالبونى بتقديم كشف حساب عن فترة نيابتى وذلك لمجرد أننى إستجبت للإستغاثات التى تلقيتها من بعض الأهالى لمعرفة حقيقة الحاله المرضيه ، والتواصل مع المسئولين لمعرفة التطورات ومايجب تطبيقه حتى يتعافى المشتبه به ، ولايلحق الأهالى أذى ، درءا لحالة الجدل العقيم التى صاحبت ذلك خاصة وأن سيارة الإسعاف أحضرته لمنزله بكتامه من عزل المدينه الجامعيه ببنى سويف حيث أنه قادم من الخارج وسط إجراءات طبيه غير مسبوقه مرتدين كل ملابس الأمان محذرين الأهالى بعدم الإختلاط بالحاله لمنحها فرصه للتعافى ثم إنصرفوا .
رغم كل هذا الهزل كان من الطبيعى أن أتحقق من تلك المعلومات من جهات الإختصاص قبل أن أطرحها وكان التأكيد ، وكان الرد ممهورا بوجود إخطارا بإسمه لمتابعته صحيا ، وكالعاده البهوات بصحة كتامه أقسموا بأغلظ الأيمان أنهم يتابعونه رغم أنهم وبصراحه شديده لم يشعر بهم أحدا بل إن الأهالى كانوا يزورونه للإطمئنان عليه ، الأدهى والأمر أن أحد هؤلاء المنوط بهم متابعة الحاله الصحيه إنبرى للإصطفاف فى الهجوم على شخصى ووصف ماقلت به بأنه يفتقد للحقيقه .
ولما كان الأمر جد خطير وأن تلك الجهاله قد تسبب كارثه محققه ، كان تنبيه مدير الإداره الصحيه ببسيون الذى كان على مستوى المسئوليه فأصدر على الفور بيانا تدارك فيه ترهل التابعين له بكتامه أكد فيه صراحة وبكل شفافيه يستحق الشكر عليها على أن الحاله تخضع لبروتوكول وزارة الصحه الجديد بالنسبه لحالات الإشتباه بكورونا ، ونبهت على الأهالى فى هذا البيان الرسمى بعدم زيارة الحالة والجلوس معها لإعطائه فرصة للتعافى والراحة . فى تأكيد على أن مسئولى الطب الوقائى يتابعون الحالة يوميا . ونبه البيان بوضوح أهالى كتامة عموما بتنفيذ تعليمات الوزارة الخاصة بالوقاية من غسيل الأيدى والتباعد الإجتماعى وارتداء الكمامات عند التواجد فى تجمعات .
لإدراك هذا المسئول المحترم حجم الجهد المبذول من شخصى لم يشغله شاغل ولم تثنيه الخطوره التى سببها جهالة البعض والتى جعلنى الله سببا فى التنبيه لها أمهر بيانه بتقديم بالشكر لشخصى وهو شكر لاأستحقه لأنه واجبى إن لم أفعله أكون مقصرا لكنه الإنصاف الذى لايتحلى به إلا المحترمين من المسئولين الذين يقدرون المسئوليه بقدرها مؤكداعلى متابعتى المستمرة للحالة والتواصل معهم على مدار اليوم من أجل مصلحة المريض والإطمئنان على حالته وكذلك توعية أهالى كتامة الكرام وطمأنتهم .
كنت أتصور أن الوعى وصل لمستوى أرفع من ذلك بكثير فى كتامه نظرا لأنها مسقط رأس العالم الجليل الدكتور عبدالفتاح الشيخ رئيس جامعة الأزهر السابق ، وأستاذ الأدب العلامه الدكتور إبراهيم عوض ، لكننى للأسف أدركت أن الإستقطاب المحموم ، وغياب الفهم يمثلان خطرا حقيقيا على مجريات الأمور بها ، لأنه وببساطه شديده كان يدرك من كادوا يتسببون فى كارثه لمجرد أننى أديت واجبى بدفع الناس دفعا لمخالطة الحاله ، والذى جاء بيان الصحه مزلزلا لكل من تجاوز وإستخدم قلة الأدب فى الحوار ، وكان منهجه الجهاله ، وساهم فى توريط عدد كبير من الناس زاروا الحاله وفقدوا القدره على التمييز أننى لست فى حاجه لثناء ، ولا منافسا فى إنتخابات مؤشرات نظام الإنتخاب بشأنها لاتشجع على الترشح ، لذا كان الأولى بمن فعل تلك الفعله ألا يخلط الأوراق ويتسبب فى هذا الهزل .
يكفينى رضاء لرب العالمين سبحانه ، ثم فخرا وشرفا أننى أديت واجبى وأنقذت الموقف بقلمى ، وتواصلى مع المسئولين داعيا الله تعالى ألا يكون قد أصاب أحد زائرى الحاله بسوء تأثرا بجهالة من صوروا الأمر على أنه إشاعه ، وأهمس فى أذن الكرام من أبناء كتامه وكتامه كلها كرام أن ينتبهوا فهم أحفاد الزعيم الوطنى مصطفى كامل لذا يليق بهم أن يكون لهم موقف ليفهم الجاهل ، وينتبه الغافل ، ويدرك المغيب أنه كان يمكن لى ألا أشغل بالى ، وأسعد بحالى وأترك الأمر برمته وليذهب من يشاء إلى حيث يريد من الدمار لكنه الواجب الذى كان يمكن لهم أن يبحثوا عن غيرى ليقدمه لهم ويرسخه لديهم بدل تلك الحاله من التنطع والإنحدار والذى كشف عن فارق كبير بين كتامه الماضى العريق والحاضر المؤلم .