وداعا مريم عروس السماء التى شيعناها بدموع الفرح ليقيننا أنها فى معية رب العالمين .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عندما طلب منى وزير قبل رحيله شهادة لعل نفسه تستقر أنه على خير .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ياكل الأحباب .. إقتربوا ، تحابوا ، كونوا كراما أعزاء ، كونوا مصدر بهجه ، ونبراسا للسعاده .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلـــم :
الكاتب الصحفى
النائب محمود الشاذلى
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أحبابى .. صبحكم الله بالخير .. ومتعكم بالسعاده ، وأنعم عليكم براحة البال .. هزنى رحيل مريم عياد الحبيبه ، المجتهده ، المتفوقه ، التى شيعها كل أبناء بلدتى بسيون بالأمس بدموع الفرح ليقينهم أنها فى معية رب العالمين سبحانه ، عروس السماء التى كانت تتمنى أن تصبح طبيبه لتعالج المرضى ، وتخفف آلامهم . لكن المرض اللعين إنتصر عليها لكنه لم يقهر بداخلنا الرضاء بالقدر خيره وشره ، حلوه ومره . أبكانى رحيلها لأننى إنسان ضعيف مسكين ، عليل النفس ، منهك الجسد ، لكن بداخلى قلبا ينبض بحب الناس .
ماأروع أن يحاسب الإنسان نفسه ، وينتبه إلى حاله ، ويتأثر بمرضه ، أو مرض عزيز لديه أو حتى رحيله ، ويسترجع الذكريات الطيبه للأخيار الكرام ليزداد اليقين أن الدنيا بخير ، ذات يوم سألنى صديقى الوزير الذى كانت تربطنى به صداقه من نوع خاص وهو فى النزع الأخير بمستشفى الطيران هل ترانى وزملاءك الصحفيين أصدقائى الكرام كريمه السروجى ، وأشرف بدر كما أرى نفسى غير ظالم لأحد ، أو مستغلا لمنصب ، أو متأثرا بالمغريات ، قلت له والله منذ صداقتنا نحن الثلاثه بسيادتك و التى ترجع لأعوام طويله قبل أن تتقلد منصبك الوزارى لانراك إلا من الأنقياء ، الشرفاء ، العلماء ، الذين بداخلهم إنسان ، وفوق كل ذلك طهارة اليد ، وعفة اللسان ، ودماثة الخلق ، قال الحمد لله ، أرحتنى ، بالله عليكم بحق عشرة السنين والعيش والملح لاتنسونى من الدعاء ، وإذكرونى عند أحبابكم ليشملونى بدعواتهم ، يومها ماتت المناصب بداخلى ، وبعدها بيومين رحل إلى مستقر رحمة رب العالمين سبحانه راضيا مرضيا ، تاركا رصيدا من المحبه فى القلوب جعلتنى أتذكره اليوم بكل الخير .. رحم الله صديقى الحبيب الدكتور عبدالهادى راضى وزير الرى .
لعله من الأهميه ضرورة التوضيح أن الفرح والحزن ، والسعاده والتعاسه والبهجه ، وحتى التردى من ثوابت الحياه ، لذا علينا تجاوز الحزن ، وتخطى الآلام ، والإنطلاق نحو الإتساق مع النفس ، والتعايش مع الذات ، أبوابا هامه لتجاوز المحن ، وتخطى الصعاب .. نعــــم إن القلب ليحزن ، والعين لتدمع تأثرا بفقدان الأحباب كما أوضح النبى الكريم صلى الله عليه وسلم مطالبا جموع المسلمين ألا نجزع أو نسخط ولانقول إلا مايرضى ربنا إنا لله وإنا إليه راجعون ، لذا استمرت الحياه ولم تتوقف ، وتجلت الأحداث ، ودارت الأيام دورتها وبقى الحزن بالقلوب يتجرعه أقرب الناس للأحداث والملمات .
كل منا يتعرض للمرض وفقدان عزيز لكن من منا ينطلق منها نحو ٱفاق التعايش مع الذات ، وإستلهام العبر ، وتجاوز المحن ، ومساعدة الناس ، والمساهمة فى أن يعيشوا فى أمن وأمان وإستقرار . من منا ادخل السرور على قلب إنسان لجأ له .. من منا وفقه الله تعالى فى رفع ظلم عن إنسان .. من منا إحتضن فقير .. من منا تعايش مع هموم جيرانه وأهله وأصدقائه .. من منا فتح الباب على مصراعيه لمن طرقه مستنجدا طالبا العون والمساعدة ولو بكلمه طيبه .. من منا وبحق إنسان .
هكذا رؤيتى التى أسطر حروفها بوجدانى مستلهما ماأتعايشه فى الحياه ، وماأرصده ترسيخا للواقعيه ، وإنطلاقا من المصداقيه ، وردعا للنفس ، وتذكيرا للبشر خاصة الجبارين منهم الذين قلت لبعضهم ذات يوم لو تستطيعوا تحدى الموت بحيث لايجرى عليكم ، ومنع المرض من الإقتراب منكم ، لن ألوم أحدا لو عبدكم عبادة الإله ، وهذا مستحيل لذا يتعين أن تنتبهوا أنكم بشر مساكين ، تحتمون بالدراسة ، والمناصب ، وماتملكونه من مال غافلين قدرة رب العالمين سبحانه مالك الملك والملكوت ، وأعيد ماقلته لأحد الغفلى لأحاججه .. تعالى نتذكر سويا ماإحتوته القبور من الأهل ، والأحباب ، ومن كنا نسمع عن جبروتهم ، وسطوتهم ، وصولجانهم .. تعالى معا نذهب عند صديقى الدكتور إسلام صبرى مدير معهد الأورام بطنطا ونلقى نظره على ما فعله المرض ببعض بنى البشر .. تعالى نمر من أمام عمارة فلان ، والتى تقاسمها الورثه ، وإستمعوا الناس لشجارهم ، وتعايشوا خلافاتهم .. تعالى نتذكر الأحياء من المسئولين الذين كنا نسمع عنهم ، بل كانوا ملىء السمع والبصر سنجدهم منذ أن تركوا المنصب بفعل طبيعة الحياه وهم مساكين لايرن تليفوناتهم ، بل إنهم يستجدون سؤال الكرام عنهم ، لاينفعهم إلا عملهم الصالح ، ولايسأل عنهم إلا من ساعدوهم فى كربهم .
كثيرا أتمنى أن نتعايش مع واقعنا بصدق ، ونتحدث بشفافيه ، لذا لاأسطر بقلمى حكم فلست من الحكماء ، ولاأطرح مواعظ فلست من العلماء المنوط بهم ذلك ، بل أنطلق فى الكتابه من كونى كاتب متخصص تجسيدا لواقع يحدد معالمه أننى مواطن بسيط أثقلته المحن ، والصعاب ، ومعايشة هموم أسيادنا من المرضى ، والبسطاء ، والمهمشين ، ورقيقى الحال الذين لو أقسموا على الله لأبرهم ، الذين ندعو الله تعالى أن يتقبل دعائهم الذين قد ينالنا بعضا منه .
ياكل الأحباب .. إقتربوا ، تحابوا ، كونوا كراما أعزاء ، كونوا مصدر بهجه ، ونبراسا للسعاده ، كونوا شامخين لأن الله تعالى لايجب عباده المنكسرين ، ثقوا أن هذا الكون بمن فيه ، ومن عليه ، وحتى نحن ، نسير فى دوامة الحياه وفق مشيئة رب العالمين سبحانه ، ووفق إرادته ، ولانملك إلا الأخذ بالأسباب ، والقبول بالنتائج ، إنطلاقا من حديث النبى صلى الله عليه وسلم الذى أورده مسلم ” عَجَباً لأمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَلِكَ لأِحَدٍ إِلاَّ للْمُؤْمِن : إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْراً لَهُ ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خيْراً لَهُ ” .