بقلم الاعلامية: أسماء الهوارى
كبير مذيعين بالإذاعة
كنت اتصفح إحدى الكتب وهو كتاب (أنوار الإحسان) للأستاذ الدكتور صلاح الدين القوصي هذا الكتاب بمكتبة الأزهر الشريف، وهو وقف لله تعالى، ولفت نظري بين طيات صفحاته كلمة (الحضرة المحمدية)، حينما تأملتها وجدت أن لرسول الله صلى الله عليه وسلم حضور دائم فى الأكوان ، فهو لايغيب بدليل الصلاة عليه فى كل وقت وحين وذكر اسمه مع كل صلاة وإقامة ، وحاضر فى القرآن الكريم حينما نقرأه لأنه لولا لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما خرج هذا النور فى سور وآيات تقرأ وتتلى إلى يوم الدين ، لكن هذا الحضور يستلزم منا الأدب اللائق لحضرته والدليل على ذلك سورة الحجرات والتى تسمى عند العلماء بسورة الأدب فهذا دليل على حب رب العزة لرسوله صلى الله عليه وسلم وإلزام العباد بالأدب حتى أمهات المؤمنين رضى الله عنهم رب العالمين فى قرآنه علمهم الأدب مع حبيبه ومع تعاليمه لهن قال الله تعالى فى سورة الأحزاب (يا نساءالنبى لستن كأحد من النساء).
وهنا اتوقف أمام كلمات اد /صلاح الدين القوصي أنهن لسن كعامة النساء، فإنهن أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويعشن فى حضرته الدائمة المنيرة بنور الله تعالى، لذلك فالثواب فيها مضاعف والتحذير أشد، والله سبحانه تعالى اذهب عنهن الرجس وطهرهن تطهيرا اكراما لمعية وحضرة رسوله صلى الله عليه وسلم، ولذلك فهن لسن كأحد من النساء، ويقول تعالى (لاتجعلوادعاءالرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا)، ورفع الصوت ينافى الوقار، وكذلك من يكون فى حضرة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فيجب أن يلتزم بالوقار والسكينة والأدب اللازم لحضرته صلي الله عليه وسلم، فلا يبدأه بالقول، ولايرفع صوته ، ولايخاطبه مخاطبة الند بالند، وقد سبق لنا القول بأن نور محمد الله صلى الله عليه وسلم يسرى بالهداية فى البشر أجمعين، وأنه لايصدر فعل بر من مخلوق، إلا بسريان نور محمد صلى الله عليه وسلم فيه، فالذين يستشعرون هذا النور معهم ويتذوقون هذه المعانى العالية، فهم فى الحقيقة يكونون فى أنوار الحضرة المحمدية، وأسرار الحضور النبوى، فيكون لهم أدب خاص فى مجالسهم وحديثهم ومعاملاتهم، وعلى قدر حضورهم فى هذه المعية المباركة، على قدر مايكون سمو اخلاقهم.
نظرت النور في المشكاة…شع وصارألوانا …وقيل: “محمد ” يبدو …ويتلو اليوم قرآنا… أصخت السمع حتى صرت فى “المشكاة.. “سكرانا … فقلت: شهدت أن رسولك المختار مولانا… أشاهد رؤية المشهود … تصديقا وإيمانا… (لو غاب عنى رسول الله صلى الله عليه وسلم طرفة عين ما عددت نفسي من المؤمنين )…وكيف يغيب وهو سر الكون ورحمته! فهنيئا للأزهر الشريف الذى تعج مكتبته بهذه اللآلئ من الأنوار وجزى الله عنا كاتب هذا الكتاب (أنوارالإحسان) الإسلام شريعة وطريقة وحقيقة الذى فتح لنا هذه الأسرار والأنوار المحمدية.