متابعة :ملك احمد رامون
مسقط، خاص:
“دبلوماسية الترويج الاستثماري والاقتصادي” هذا هو عنوان المرحلة الجديدة في سلطنة عُمان للدخول لمصاف الدول المتقدمة بحلول عام 2040.. فقد شكَّل التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري سِمة من أبرز سِمات الدبلوماسية العُمانية، فالسَّلطنة تؤمن دائمًا بأنَّ تقوية أواصر الأخوَّة بَيْنَ الدول الشقيقة والصديقة يحتاج أنْ يتعزَّز بتعاون مبني على المصلحة الثنائية، خصوصًا في الأنشطة الاقتصادية.
لذلك حرصت الدبلوماسية العُمانية على عقد لقاءات والتمهيد للقاءات تجمع ممثلي الأنشطة الاقتصادية على اختلافهم مع نظرائهم من دول العالم.
ويتجسَّد هذا التوجُّه، الذي يمزج الدبلوماسية بالترويج الاستثماري، في استعراض غرفة تجارة وصناعة عُمان أمام الوفد التجاري من مملكة نيذرلاند الفُرص الاستثمارية بالسَّلطنة والتسهيلات المقدَّمة للمستثمرين من أجْل تعزيز التبادل التجاري والاستثماري بَيْنَ البلدَيْنِ، وهو ما يهدف إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية، واستعراض آفاق التعاون في مختلف القطاعات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية.
يقوم القطاع الخاص في البلدَيْنِ بِدَوْرٍ رائد في تكوين شراكات اقتصادية ومشروعات تجارية، تستطيع اللقاءات الدائرة أنْ تكون مدخلًا مُهمًّا يصنع الفارق في التعاون الاقتصادي في المستقبَل القريب بَيْنَ مملكة نيذرلاند والسَّلطنة، لا سيَّما في مجال الطاقة المُتجدِّدة (طاقة الرياح والطاقة الشمسية)، بالإضافة إلى مجال الهيدروجين الأخضر، وجميعها تُمثِّل فُرصة للشركات النيذرلاندية العاملة في هذه القطاعات، إضافةً للتعاون مع الشركات في مملكة نيذرلاند ذات الخبرة في تطوير تقنيات حديثة لتحلية المياه والزراعة المائية، وهو شقٌّ يتعدَّى الجانب الاقتصادي نَحْوَ أهداف تنموية أخرى في تحقيق الاكتفاء الذاتي في البلاد من الماء والغذاء، وهو مسعًى مُهمٌّ تحرص عليه السَّلطنة وتُبلوره عبْر رؤية “عُمان 2040” الطموحة.
لقد كان نقْصُ المياه من أهمِّ القضايا التي وُضعت على طاولة التباحث خلال اللقاء، وهو موضوع حيَوي يُمثِّل أولويَّة كبرى للسَّلطنة، حيث حرصت الجهات الحكومية المشاركة على استعراض تجربة السَّلطنة في إنشاء السُّدود من أجْل تحقيق أكبر استفادة مُمكِنة من مياه الأمطار والحدِّ من إهدارها، حيث تمَّ تنفيذ عددٍ كبير من سُدود التغذية الجوفية والسُّدود التخزينية والسطحية الأخرى.
كما استعرضت السَّلطنة مصادرها من المياه والتي تشمل المياه الجوفية والأفلاج والآبار وأيضًا تحْلِيَة مياه البحر، بهدف تعريف الضيوف بما تملكه السَّلطنة من قدرات في معالجة مياه الصَّرف الصحِّي؛ كونها أحد المصادر المُهمَّة للمياه التي إذا أُحْسِن استخدامها ستُغيِّر واقع السَّلطنة الزراعي، وستجعل منه أكثر اخضرارًا وصحَّة، وحفاظًا على الصحَّة العامَّة.
لعل هذا اللقاء المُثمر يُشكِّل نموذجًا لإمكانات التعاون العُماني والنيذرلاندي، في مجالات نظام المعالجة البيولوجية المتتابعة ذات التدفُّق المُستمر، وأنظمة المفاعلات الغشائية والبيولوجية ليكون بديلًا للأنظمة التقليدية، وبحث المشروعات المستقبَلية وما تشمله من شبكات إمدادات المياه، والاستفادة من المياه المعالجة، والفُرص المُتاحة في قطاع المياه، ما سيُسهم في تحقيق توفير المزيد من مصادر المياه للسَّلطنة، وما يمكن لمملكة نيذرلاند تحقيقه بالتعاون مع السَّلطنة في هذا المجال، والفُرص المُتاحة لشركاتها المُتخصِّصة في نشاط تحْلِيَة المياه.
وأخيراً يعد اللقاء العُماني والنيذرلاندي فُرصة لتثمير التعاون والعلاقات الطيِّبة بَيْنَ البلدَيْنِ والاستفادة من الخبرات المُتبادلة، وعقْد لقاءات ثُنائية بَيْنَ أصحاب وصاحبات الأعمال من الجانبَيْنِ لبحْثِ إبرام الاتفاقيات والشراكات وتوسيع التعاون المستقبلي بَيْنَ البلدين.