متابعة :ملك احمد رامون
مسقط: خاص:
نظرا للمقومات السياحية الكبيرة التي تمتلكها سلطنة عُمان، أضحى قطاع السياحة أحد الخيارات الاقتصادية المهمة في النهج الذي تنتهجه نحو التنويع الاقتصادي، وهو ما رشحها لتكون أحد القطاعات الاقتصادية الواعدة التي تسعى الدولة الى تنميتها والنهوض بها وفق الخطط الخمسية العُمانية، حيث تتمتع السلطنة بمقومات سياحية تشكل ثقلا حقيقيا، حيث تمتلك قدرات سياحية عديدة ومتميزة، فمن ناحية الموقع الجغرافي تعد السلطنة الوسيط المثالي كبوابة بين شرق العالم وغربه، كما أنها تمتلك تاريخا تليدا وحضارة قديمة كانت ومازلت تتواصل مع مراكز حضارات العالم، بالاضافة إلى ما حبا الله عمان من شواطئ خلابة، فضلا عن تميزها بسياحة بيئية تمتلك تنوعا حيويا، يختلف روعته من السهل الى الجبل والنجد والساحل، بالاضافة الى التباين الملحوظ في مناخها شمالا وجنوبا، حيث تمتلك طوال العام أماكن تعبر عن روح الوقت.
وتكمن أهمية الاستراتيجية العمانية للسياحة 2016 ـ 2040 م ، في كونها خريطة طريق لهذا القطاع الواعد، حيث ترتكز على وقائع تؤكد أن القطاع السياحي بإمكانه أن يكون من مصادر الدخل المحلي للبلاد ونمو هذا القطاع سيساهم في الناتج المحلي الإجمالي للسلطنة، وذلك تهدف بتعزيز مكانة السلطنة عالميا وجعلها تسير على طريق التحول إلى وجهة عالمية للضيافة المتميزة إلى جانب تعزيز التنويع الاقتصادي وإيجاد فرص العمل وجذب الاستثمارات ورفع قيمة المعالم الطبيعية والثقافية واستدامتها وتحقيق المنافع الاقتصادية والاجتماعية وتوفير الإيرادات الضرورية لحفظ وحماية واستدامة التراث وحماية البيئة.
وتستهدف الاستراتيجية توفير أكثر من 500 ألف فرصة عمل، وزيادة حجم الاستثمارات المتوقعة خلال الفترة (2016 – 2040م) لتصل إلى ما يقارب 19 مليار ريال عماني 12% منها استثمارات من القطاع العام، كما أنه من المؤمل زيادة مساهمة السياحة في الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2040م وفقاً لمنهجيات مختلفة من (6 -10%) أضف إلى ذلك تنمية الاقتصاد المحلي وتطوير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة مستهدفة أن تبلغ هذه المؤسسات 1200 مؤسسة صغيرة ومتوسطة حتى عام 2040م، لتصبح السلطنة في عام 2040م من أهم المقاصد السياحية.
وتعد محمية جزر الديمانيات الطبيعية مناطق واعدة للاستثمارات السياحية، لأنها تتميز بشواطئها البكر ذات الرمال البيضاء ومياهها الزرقاء الصافية، وتضم مجموعة نادرة من الشعاب المرجانية، وتأوي إلى هذه الجزر أعدادا كبيرة من السلاحف البحرية لوضع البيض والتعشيش فيها، وتفد إليها أعدادًا لا حصر لها من الطيور المهاجرة والمستوطنة، ويوجد بالمحمية أنواع عديدة من المرجان وأسماك الشعاب المرجانية بألوانها الزاهية وتتيح هذه الشعاب المرجانية المتنوعة ومحيط قاع البحر فرصا جيدة للاستمتاع بكنوز البحر ومياهه الدافئة حيث يرتاد هذه الجزر والشواطئ المحيطة بها هواة الغوص.
يبلغ إجمالي زوار محمية جزر الديمانيات الطبيعية نحو 25998 زائرًا لعام 2021م مقارنة بـ19783 زائرًا لعام 2020م، حيث تراجعت أعداد الزوار في عام 2020 نتيجة الإغلاق ولعدم السماح بمزاولة الأنشطة السياحية لتفشي فيروس «كوفيد-19»
وتعمل سلطنة عُمان ممثلة في هيئة البيئة على دراسة عدة مشروعات استثمارية في محمية جزر الديمانيات الطبيعية والتي يتوقع أن تجد النور قريبا حسب الإجراءات المتبعة في هذا الشأن، لما تتمتع به هذه المحمية من مقومات يجعلها معلما سياحيا بارزا يستقطب العديد من الزوار.
ولعل من أبرز الكائنات الموجودة في محمية جزر الديمانيات الطبيعية سلاحف الشرفاف والخضراء، والثدييات البحرية منها الدولفين ذو الأنف القنيني ودولفين سبنر والحوت الأحدب والقرشي، والطيور المهاجرة والمستوطنة وأبرزها الصقر الأدهم وخطاف البحر الأسحم وخطاف البحر المتوج الصغير وغيرها من الكائنات الحية الأخرى مثل الشعاب المرجانية والأسماك واللافقاريات.
وتسعى السلطنة إلى استهداف مشاريع نوعية ذات قيمة اقتصادية مضافة يمكن أن تسهم في إيجاد مشاريع سياحية تدار بأيدٍ وطنية، ونقل السياحة لمراحل متقدمة من حيث المنشآت ومستوى الخدمات، وتنوع المنتجات السياحية التي تلبي احتياجات السياحة المحلية والخارجية، وبما يواكب النمو المتسارع لقطاع السياحة العالمية.