مسقط – خاص:
تؤدي المطارات دورًا جوهريًّا في جذب الأنشطة الإقتصادية والإستثمارية المباشرة، وغير المباشرة إلى المناطق الموجودة بها، فهي تشكِّل إحدى أهم وسائل النقل في العالم الحديث، وتُسهم بصورة فعالة في تطوير وتنمية البيئة الإقتصادية والإجتماعية والثقافية والسياحية للمناطق التي توجد بها؛
لذا تستثمر معظم الدول، خصوصًا ذات الموقع الجغرافي الفريد مثل سلطنة عُمان، عوائدها في إقامة منظومة لوجستية تعتمد على المطارات والموانئ في رفد البلاد ببواعث التنمية المستدامة، لدرجة أنها أضحت إحدى أهم البنى الأساسية في طول البلاد وعرضها.
تلعب المطارات في عُمان دور القاطرة الأساسية في جذب الأنشطة الإقتصادية المختلفة إلى التجمُّعات السكانية وتعمل على تنمية إقتصادية مستدامة، إذ أصبحت المطارات بحدِّ ذاتها قاطرة صناعية وتجارية وسياحية تسهم بجدية في تحقيق التنمية الشاملة، فضلًا عن أنَّ المطارات حيَوية للتنمية الإقتصادية في السلطنة.
ويأتي مطار الدقم كإحدى هذه القواطر الإقتصادية، التي شكَّلت بُعدًا جديدًا لمنطقة الدقم الإقتصادية، وميناء الدقم، فقد حقَّق المطار تكاملًا ملحوظًا مع باقي المكوِّنات الحديثة ضمن منظومة المنطقة الإقتصادية الخاصة بالدقم كإحدى الدعائم المهمَّة للمنطقة لإكمال خريطة الرؤية الحكومية الشاملة
لجعلها أحد مرتكزات التنمية الإقتصادية والسياحية في محافظة الوسطى، ولمواكبة خطط التنويع الإقتصادي الحالي والمستقبلي التي توفّرِه المنطقة للمواطنين والمستثمرين على حدٍّ سواء.
ويتوقع خبراء الإقتصاد، أن تعزز منطقة الدقم الإقتصادية التي تمتلك موقعًا جغرافيًّا فريدًا، التنمية المستدامة، وستؤدي إلى تحقيق التنويع الإقتصادي المأمول الذي تسعى إليه السلطنة بجدِّية، ويُعدُّ أهم أهداف رؤية “عُمان 2040″،
فالدقم جزء من قطاع لوجستي واعد يربط الأنشطة الإقتصادية الأخرى مثل الصناعة والتجارة والسياحة بشكْلٍ أكثر فاعلية، يعظم من القيمة المضافة ويفتح الباب المباشر نَحْوَ الأيدي العاملة الوطنية، ويقدم فرصًا مهمَّة لروَّاد ورائدات الأعمال، ويتيح إستثمارات واعدة لرؤوس الأموال المحلية والدولية.
ومن منطلق هذه المكانة الخاصة للمنطقة الإقتصادية بالدقم، فإنَّ المطار الذي يستوعب نصف مليون مسافر، ومع خطط التوسُّع المستقبلية من المتوقع أن يصل إلى مليوني مسافر سنويًّا، قادر على إحداث الفارق الإقتصادي للمنطقة،
وسيكون له عوائد مهمَّة في تحقيق التنمية الشاملة المستدامة في المنطقة التي يعوِّل عليها الإقتصاد الوطني في مستقبَل البلاد.
ولعلَّ الأرقام التي حققها المطار منذ افتتاح المبنى الجديد في عام 2019م، والتي بلغت حوالي 2152 رحلة طيران حتى نهاية عام 2021م، .
حيث استفاد قرابة 136 ألفًا و755 مسافرًا من المطار للفترة ذاتها، تؤكد أهميَّة المطار للمنطقة، ودَوْرَه الحيَوي في ربطها بباقي المناطق الإقتصادية والصناعية والتجارية في أرجاء البلاد كافَّة.
لذا فالقائمون على المطار يسعون إلى ضمان تجربة سفر سلسة وآمنة لجميع مستخدمي المطار، وتم تزويد المطار بأنظمة حديثة في مجالات الإتصالات وتقنية المعلومات وأنظمة المراقبة الأمنية والأنظمة الخاصة بخدمات الملاحة والأرصاد الجوية،
ما يؤهِّله للتعامل مع مختلف الرحلات القادمة، سواء من داخل السلطنة أو الرحلات الدولية القادمة من الخارج، ما يعزز فرص الإستثمار في تلك المنطقة الإقتصادية الواعدة.