بقلم الاعلامية أسماء الهوارى
كبير مذيعين بالإذاعة
الحمد لله الذى أعزنا بالإسلام والإيمان ،وأرسل إلينا سيد الأنام، سيدنا محمد عليه افضل الصلاة والسلام، حينما أبدأ بالحديث عن حبيب الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم اقول في نفسي كيف اتحدث عن هذا العظيم ، ولكني حينما يقر في قلبي الحديث عن حضرته استعين بالله لأنه جل وعلا هو الذى يعلم قدره، وجعل له الثناء الحسن العالى والذكر الجميل الذى لم يصل إليه أحد من الخلق، وله في قلوب أمته من المحبة والإجلال والتعظيم ما ليس لأحد غيره بعد رب العالمين، الذي جعل له لسان صدق في العالمين، وحسبه رفعة ومكانة أن اقترن اسمه باسم الله تعالى فى شهادة التوحيد، وجعله سيد ولد آدم، أى سيد الأولين والآخرين، و أعطاه الأولية فى أمور كثيرة، لذلك مدحه حسان بن ثابت-رضى الله عنه-
وشق له من اسمه ليجله فذو.. العرش محمود وهذا محمد..
وايضا رفع ذكره فى الآخرة فقد ذكره فى الكتب المنزلة على الأنبياء قبله؛وامرهم بالبشارةبه وهو صاحب المقام المحمود والشفاعة العظمى وهو صاحب الحوض والكوثر وجعله شهيدا على أمته وعلى سائر الأمم.!
وهنا اذكرحديثا للأستاذ الدكتور صلاح الدين القوصى في كتابه “محمد مشكاة الأنوار من الخصائص المحمدية”وفى القرآن الكريم “وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحى يوحى”سورة النجم (٣-٤)..والأية تدل على أن كل كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم مصدره الأنوار الإلهية..
فليس عند رسول الله لا هوى ولانفس بشرية مثلنا ،وكيف يكون والأنبياء اصلا معصومون من الشيطان ونفوسهم ارتقت بأنوارها إلى روحانيتهم النورانية فلا فرق بين روحانيتهم.. ونفوسهم ..
لذلك يقول صلى الله عليه وسلم :”إنا معشر الأنبياء تنام أعيننا،ولا تنام قلوبنا” نعم .. فليس نومهم غفلة كنوم البشر العادى فتنبه!
فإن قلت لى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأكل ويشرب ويتزوج كبشر عادى .. قلت لك “لا تنس الآية الكريمة ..” قل إن صلاتى ونسكى ومحياى ومماتى لله رب العالمين *لاشريك له وبذلك أمرت وأنا اول المسلمين *”الأنعام الآيات (١٦٣/١٦٢) ..فلا دنيا عند الأنبياء.. ودنياهم كلها فى سبيل الله والدار الآخرة..ولا عجب أن يكون لهم وحى فى كل هذا!
وإلا كيف عرف رسول الله صلى الله عليه وسلم مايسمى الان..بالطب النبوي..وحدد أساليب المداواة،ومن علمه وأتاه بهذه الأساليب إلا أن يكون وحيا من الله تعالى. وفى كل دين منزل تجد هذه الناحية الباطنية الروحية ….وهى اساس الإيمان به، ولا تخضع بالكلية لمقاييس العقل البشرى المحدود بالماديات التى حوله ،فتفكيرك وعقلك هو على قدر ما ترى وتحس بحواسك ومنطقك الدنيوى…
فإذا تحدثنا عن الروحانيات والغيبيات..فإن لها مقاييس اخرى لا تخضع لادراكات العقل البشرى أيا كان….ولذلك كان الإيمان بالغيب ضرورة وأساسا في الإيمان…أما العلم فهو فقط دليل أولى لك على وجود الله وتوحيده …يوصلك إلى باب الإيمان فقط ..أما اليقين فهذا مذاق وشهود ومعاملة لك بالقلب…”وكذلك نرى إبراهيم ملكوت السموات والأرض وليكون من الموقنين”الأنعام آية( ٧٥)
كل هذا التكريم من الله تعالى وهو عبدالله بل سيد العباد ويتواضع صلي الله عليه وسلم فيقول”إنما أنا عبد:آكل كما يأكل العبد، وأشرب كما يشرب العبد” يتواضع ويباسط أحبابه صلى الله عليه وسلم..ولكنه هو العزيز بالله…المؤيد بنصره…المحفوظ بجنده … حتى قال عنه سبحانه وتعالى “واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا وسبح بحمد ربك حين تقوم”الطور آية( ٤٨)
صلي الله عليك وسلم ياسيدى يارسول الله ..هذه الشخصية المتفردة العظيمة، لايجوز أن نطلق عليها الأسماء والصفات الإنسانية العادية فنقول زعيم او مصلح او قائد او عبقري! فهذه الأوصاف لا تناسب هذا المقام الرفيع المتصل بالسماء وبنور الله ووحى الله وروح الله.
هذا عبد تفرد بالمقام الأعلي عند الله تعالي..هذا النبى العظيم …وهذا الرسول الكريم …وهذا البشرىالكامل المكمل…صلى الله عليك وسلم ما ذكر الرحمن محمد.