إن من أهم أسباب زيادة الحب وثبات جذوره فى القلب هو التأمل فى صفات الحبيب ، لذلك فإن جلسة تأمل فى صفات الله والنظر فى صفحة الكون ورؤية بديع صنعه وجمال خلقه تعتبر من أهم أسباب تعميق حب الله وتمكينه فى القلب ، وكثير من الأيات فى القرءان الكريم تحثنا وتحضنا على التأمل فى ملكوت السموات والأرض ، نرى لماذا يحثنا القرءان على هذا التأمل ؟
لا شك لأن الله يريد منا أن نعبده حق عبادته والعبادة هى كمال الحب وغايته وكمال الذل وغايته كما يقول علماء الدين ، إذا فالنتيجة التى نخرج بها مما سبق أن الله يحثنا على التأمل والتفكر حتى نعبده والعبادة هى الحب والخضوع ، لذلك فإن التأمل أحد عوامل نماء الحب فى القلب ، وإذا أردت أن يزداد منسوب حبك لأى شخص فعليك أن تتأمل فى صفاته الجميلة ، وعلى النقيض فإن التركيز والتأمل فى الصفات السيئة لشخص ما فمما لا شك فيه فإن منسوب حبه سوف يقل فى القلب .
ولذلك فإن الإنسان يحب الوردة لأنه ينظر لها من خلال صفاتها الجميلة مثل ألوانها وعطرها ومنظرها ، ولكن هل يمكن أن يكون هذا هو نفس الشعور إذا نظر وتأمل فى أشواكها ؟ بالطبع لا .
وتعالى معى نتأمل هذا الحديث النبوى الذى يقول فيه النبى صلى الله عليه وسلم (لا يفرك مؤمن مؤمنة قط ، إن كره منها خلقا رضى منها أخر ) فهذا أمر من النبى صلى الله عليه وسلم لكل زوج يؤمن بالله واليوم الأخر وارتضى النبى(ص ) إماما وقدوة له فى حياته ، أمر له أن يتغاضى عن صفات زوجته السيئة وينظر إلى صفاتها الحسنة وذلك بقوله صلى الله عليه وسلم إن كره منها خلقا رضى منها أخر ، ومعنى لا يفرك أى لا يطلق ولا يترك ، وهذا يؤكد مثال الوردة السابق ذكره ، إنها دعوة من النبى صلى الله عليه وسلم للحب فى ظلال السنة ، فهنيئا لكل زوجة تعيش مع زوجها فى ظلال سنة النبى ، وأدعو الله أن يصبر كل زوجة تعيش مع زوج بعيدا عن هدى نبيه صلى الله عليه وسلم .
جميع الحقوق محفوظة | جريدة صوت الشعب الإلكترونية 2020