لاشك أننا نكتشف إنسانيتنا من بين ثنايا المرض ، ويتحرك وجدان أصحاب القلوب الطيبه تأثرا بأحوال المرضى ، وهذا الوطن الغالى زاخرا بالكرام من البشر مسئولين ومواطنين الذين يتعايشون أحوال العباد فى القلب منهم المرضى ، ويدركون جيدا أن الخير فى أمة سيدنا محمدا صلى الله عليه وسلم إلى يوم القيامه ، وأمام تداعيات المرض ، وأحوال المرضى ، ومعاناة أسرهم ، والغوص فى أعماق وتفاصيل ماحدث ويحدث لهم إجتماعيا ، وأسريا ، وماديا تأثرا بمرض عائلهم تهتز القلوب ، وترتعد الأفئده ، وينتاب الناس الهلع أن يلحق بهم مالحق بأحبابهم من إبتلاء المرض ، الأمر الذى معه يدفعهم أن يندفعوا لتقديم العون والمساعده ولو بجبر الخاطر ، ورفع المعنويات ، ومشاركتهم كافة السبل التى يكون نتيجتها شفاءا لمريضهم الحبيب .
تزاحمت تلك الكلمات على نفسى كإنسان قبل أن أكون كاتب متخصص يحركه وجدانه ، ويرسم معالم كلماته الصدق ، بل وهزت تلك الكلمات وجدانى وأنا أتابع الحاله المرضيه لأحد أبناء الشرطه الكرام ، العميد إسلام فرج عطيه السباعى النموذج المشرف للشرطه المصريه الذى إبتلاه الله تعالى بالمرض كما يبتلى عباده الصالحين ليختبر إيمانهم ، وأحسبه كذلك ولاأزكيه على الله تعالى ، والموجود حاليا بالعنايه المركزه بالمجمع الطبى بوزارة الداخليه بالتجمع الأول ، فى غيبوبه تامه منذ 25 أكتوبر الماضى عقب دخوله غرفة العمليات لعمل جراحة مسالك بولية صغيره جدا تستغرق من 40 إلى 60 دقيقه وذلك لإزالة قسطره حالب فاستمر فى غرفة العمليات لأكثر من 4 ساعات ليخرج منها إلى العنايه المركزه فى غيبوبه تامه كما أكد شقيقه الدكتور أحمد إستشارى أول الأمراض الباطنيه .
ملابسات عديده ، وأمور كثيره تتعلق بحالة العميد إسلام السباعى ، يجدر طرحها للتوضيح لتكون أمام كل من بيده قرار إنقاذ العميد إسلام السباعى ، تتحدد فى أنه لم يكن يعانى من أى مرض مزمن أو غير مزمن طبقا لما هو مثبت طبيا قبل إجراء العمليه الأمر الذى أكد معه طبيب التخدير أن نسبة الخطوره صفر ، إذا لماذا توقف القلب حسب روايات أطباء التخدير والأطباء الذين قاموا بإجراء العمليه ؟، البعض من الأطباء بالعمليات أرجعوا الغيبوبه لنقص فى الأكسجين الواصل للمخ ، لكن كيف ذلك وحجرة العمليات مجهزه ، وحتى لو توقف القلب لايمكن أن ينقطع الأكسجين خاصة وأن المريض لابد وأن يكون فى قبضته الهوائيه أنبوبه لتوصيل الأكسجين من خلال وصلات وخراطيم .
هناك أمورا غير مفهومه تحتاج إلى إيضاح تتعلق بعدم الإستجابه لمطلب شقيقه الطبيب المتكرر بمنحه إفاده بماحدث بالضبط ، وسبب الوصول لهذه الحاله إنطلاقا من رؤيه طبيه ، علاوه على ذلك لاأعرف كيف أنه تم عمل أشعات مقطعيه على المخ ، والصدر ، ولايوجد أى تقرير من طبيب الأشعه ، فى المجمع الطبى حتى الآن .
خلاصة القول .. لم يكن منطلق طرحى إلقاء التهم ، ومحاسبة المقصرين لو ثبت ذلك وفقط ، إنما الأهم من ذلك كله البحث عن مخرج طبى لحالة العميد إسلام السباعى من خلال لجنه طبيه عليا خاصة وأنه تكونت لديه قرح فراش فى الجانب الأيمن العلوى من الظهر وقرح الفراش خطيره جدا قد تتسبب فى وفاة المريض وهى كما هو معروف طبيا تكون نتيجه لتقصير طبى ، ويقينا أن جهاز الشرطه الذى يضم شرفاء هذا الوطن الغالى سيكونوا على مستوى المسئوليه فى النظر لهذا المطلب الذى أراه حق إنسانى قبل أن يكون حق وظيفى لشخص أعطى بإخلاص فى خدمة الوطن ولديه أسره تضم ثلاثة أطفال صغار ، ومزيدا من التأكيد والتوضيح وبعيدا عن المطالبه بتحديد المسئوليات الطبيه وعما إذا كان هناك تقصير من الأطباء من عدمه يتعين التدخل السريع لإنقاذه حتى ولو بالسفر للخارج . يقينا أن السيد وزير الداخليه اللواء محمود توفيق بما أسمعه عنه من صديقى العزيز وصديق سيادته معالى الوزير محمد عبدالظاهر من خصال طيبه ، وأداء محترم ، ومايتمتع به من إنسانيه سيلبى هذا المطلب وسيتدخل لإنقاذ حياة أحد أبنائه العميد إسلام السباعى ، وسيعيد البسمه لأطفاله ، والبهجه لأسرته .