متابعة- أحمد نورالدين:
اختتمت اليوم كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالإسكندرية فعاليات مؤتمرها العلمي الدولي الرابع “الأزهر والتحديات المعاصرة في ضوء أحاديث الإمام الطيبِ وتصريحاته”.. بإعلان التوصيات، حيث أكدت أ.د /إيمان محمد الشماع عميدة كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالإسكندرية، رئيسة المؤتمر أن التحديات التي يواجهها الأزهر الشريف في المرحلة الراهنة تستدعي الثبات على المنهج الوسطي، الذي رسمه الأزهر منهاج حياة لأبنائه، مع بذل الجهد لنشر صحيح الدين، ومقاومة الدخلاِء وغير المؤهلين ممن يتصدرون المشهد باسم الدين، موضحة أن جهود فضيلة الإمام الأكبر في هذا الميدان لا تنكر، فقد صارت مؤسسة الأزهر منارة للتجديد القائم على أسس صحيحة، تقدر التراث ولا تقدسه، وتقدم الدين صافيا – بقدر الطاقة – كما أنزله الله على نبيه – صلى الله عليه وسلم.
فيما أكدت أ.د/ مؤمنة حمزة عون وكيلة الكلية لشؤون التعليم والطلاب، أمينة المؤتمر على أن الأزهر الشريف حصن الأمة الحصين، وحرزها المكين في مواجهة التحديات المعاصرة، ،موضحة دوره الفعال في وحمل لواء التجديد، بمنهج وسطي متزن، يجمع بين الأصالة والمعاصرة، وينفتح على الآخر محافظا على ثوابت الأمة وخصوصيتها الثقافية، بما يتميز به من امتلاك أدوات التجديد، واستيعاب أسرار العربية، والاقتدار في التعامل مع الأدلة الشرعية، وعبر مسيرته التنويرية جعل الأزهر الشريف من تراث أمتنا الخالد نقطة الانطلاق نحو عملية التطور الحقيقي، التي ترتكز على معالجة فاعلة لا انفعالية، قوامها النظرة الفاحصة التي تعيد قراءة التراث، وتحدد موقعه من الفكر المعاصر، لتخرج برؤية معاصرة مضمخة بعبق الأصالة.
وفى كلمته أوضح أ.د/ محمد حسن محمد قنديل وكيل الكلية للدراسات العليا والبحوث، ومقرر المؤتمر أن هذا المؤتمر عقد تأكيدا على الرسالة الخالدة التي يحملها الأزهر الشريف،والتي تتسم بالوسطية والجمع بين الأصالة والمعاصرة، والموازنة بدقة بين ثوابت الدِّين وحقوق الوطن، مؤكدا عزم المؤسسة على المضي قُدمًا في هذا السبيل لرفع راية الأزهر الشريف، وتقديم زادًا شافيا من علوم الدِّين واللغة، سالما من المغالطات والمفاهيم الخاطئة، كما أكد على وطنية المؤسسة الأزهرية، وحرصها البالغ على معايشة واقع الأُمَّة، والمشاركة بقدر الطاقة في تحقيق الأمن الفكري والمجتمعي للدولة المصرية، في ظل القيادة الرشيدة للشيخ الجليل، فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطَّيِّب – حفظه الله وبارك جهوده الكريمة .
وكان من بعض البحوث التى نوقشت بالمؤتمر”ملامح التجديد الفقهي عند الدكتور محمد يوسف موسى” إعداد: د/ أحمد عرفة أحمد يوسف مدرس الفقه المقارن بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بالشرقية- جامعة الأزهر، والفكرة الرئيسية التي يدور حولها البحث: الدعوة إلى التجديد الفقهي، وبيان ضرورته وضوابطه في ضوء ما ذكره فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر، وهو يتحدث عن الدور البارز للدكتور محمد يوسف موسى في تجديد وتطوير الدراسات الفقهية، وكان مما نشره في مجلة الأزهر مقالا بعنوان: “كفانا تقليدًا في الفقه” ، ولذا كان لا بد من السعي لتحقيق هذه المقولة، وتطبيقها على الواقع.
و”دور الأزهر الشريف في تعزيز قيم المواطنة المصرية” إعداد:حسن سيد خليفة أحمد دكتوراة في الحقوق – جامعة الأسكندرية كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالأسكندرية- جامعة الأزهر، والفكرة الرئيسية التي يدور حولها البحث: بذل الأزهر الشريف وعلى رأسه فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور/ أحمد الطيب جهودا كبيرة في إرساء وتعزيز فيم المواطنة المصرية، وإذا كان مصطلح المواطنة قد يبدو للبعض أنه مصطلح حديث نسبي إلا أن رابطة الإنسان بوطنه وبأرضه راسخة منذ القدم، وقد سبقت الشريعة الإسلامية النظم المعاصرة في التأكيد على قيمة الوطن وإعلاء المواطنة من خلال منظومته الفكرية، والثقافية، والعقدية من حيث تعلق الانسان بوطنه وأرضه، واحتسبت من قتل دون أرضه ووطنه شهيد.
وفى ردود علمية منهجية لبعض الشبهات العقدية (قضايا النبوات نموذجًا عرض ونقد)، إعداد: أ.د/ إيمان عبد المؤمن سعد الدين أستاذ العقيدة والفلسفة بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بالإسكندرية، وتدورالفكرة الرئيسية للبحث حول: إبراز جهود علماء الأزهر الشريف قديماً وحديثًا في الرد على الشبهات المثارة ضد العقيدة الإسلامية، من خلال عرضها لشبهتين :أولهما تتعلق بإنكار نبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.والثانية:تتعلق بدعوى إنكار عالمية الإسلام.
و”جهود فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر في تحرير المفاهيم.. “أهل السنة والجماعة انموذجا” إعداد: أد. إبراهيم خليفه عبد اللطيف أستاذ ورئيس قسم العقيدة والفلسفة بكلية أصول الدين والدعوة بالمنصورة، والفكرة الرئيسية التي يدور حولها البحث: التأكيد على أن البحث في المفاهيم يمثل قاعدة ثابتة، تبعث على التألق العلمي والحضاري لهذه الأمة، حتى تستطيع أن تنهض بعلمائها وأئمتها نهوضا يجعلها في حضور دائم وعطاء مستمر حيث بين أن تحرير المفاهيم ينأى بمفهوم أهل السنة والجماعة بعيدا عن الدعاوى والأهواء التي حاولت في الآونة الأخيرة النيل منه، بعد أن خرجت على أصوله وقواعده، وألصقت به مما هو غريب، مما جعل منه مفهوما ملتبسا في أذهان العامة من المسلمين، ومضطربا عند خاصتهم ممن يتصدرون الدعوة والإرشاد، ولذا أصبح الناس يتصادمون في أفكارهم حين تتصادم تفسيرات هذا المفهوم.موضحا الدور العظيم الذى بذله شيخ الأزهر في تحرير مفهوم أهل السنة والجماعة و الطرق التي استطاع بها أن يعبر بالعقول نحو الفهم الصحيح.
و”التعددية الفكرية وقبول الآخروأثرهما في تحقيق السلام العالمى” إعداد: د/غادة عبد الجليل أحمد الغنيمى مدرس العقيدة والفلسفة بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالإسكندرية، والفكرة الرئيسية التي يدور حولها البحث: بيان مفهوم التعددية من خلال التأكيد على السنة الإلهية في خلق الناس مختلفين في :أديانهم ،وأعرافهم ،وألوانهم،وكيفية تحقيق التعايش السلمى مع الإقرار بهذا التنوع والاختلاف ،موضحة دور الأزهر الشريف في إرساء قيم التسامح والتعايش.
و “التنمر من منظور إسلامي(دراسة فقهية مقارنة) إعداد: أ.د /صفاء السيد لولو الفار، أستاذ الفقه المقارن المساعد بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالإسكندرية، والفكرة الرئيسية التي يدور حولها البحث ظاهرة التنمر وأسبابها وأنواعها وموقف الشريعة الإسلامية منها ،وما أشار إليه الإمام الطيب في ذلك.
و”الخطاب الإعلامي للإمام الطيب بين الإقناع والإمتاع.. دراسة أدبية في أحاديث الإمام الرمضانية للعام الهجري1442 اعداد د/ هدى محمد أبو اليزيد البنا المدرس بقسم الأدب والنقد، كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالإسكندرية، والفكرة الرئيسية التي يدور حولها البحث تلمس بعض تقنيات الإقناع والإمتاع في الخطاب الإعلامي للإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب، شيخ الأزهر، حيث تركز على أحاديثه الرمضانية في العام الهجري 1442، بوصفها خطابا نثريا يستهدف التأثير الإيجابي في المتلقين على المستويين: الفكري والوجداني، كما يحاول الإجابة عن بعض التساؤلات والتي من أهمها :ما أبرز تقنيات الإقناع والإمتاع في خطاب الإمام؟ وهل حقق استخدامها الهدف المنشود؟ وما تأثير ذلك على وعي المتلقي وذائقته؟ وقد ظهر عبر تحليل خطابه أنه استخدم تقنيات الحجاج العقلي ومنها: السبر والتقسيم، وإيراد الأمثلة، واستخدام الأقيسة، والاستدلال المنطقي، والاستقراء والإحصاء، واستخدام السلطة المعرفية، والحجاج بالرأي، والحجاج بكل من النقيض والدحض، والحجاج بتقديم الوثائق والشواهد. كما ظهر استخدامه تقنيات الإمتاع: ومنها حسن الاستهلال، والوحدة الموضوعية، وحضور العاطفة واستثارة الهمم، ودقة اختيار الألفاظ الدالة، وتنويع الأساليب، والترتيب المنطقي للأفكار، والوضوح في الأفكار وتجنب الغموض، وقد كان لهذا الجمع بين الإقناع والإمتاع تأثيره على المتلقي في جانب وعيه: دفعا للشبه، وإزالة للغبش، وتصحيحا للمفاهيم، وربطا بين الواقع والإسلام؛ وفي جانب ذائقته: دعما لارتباطها بالفصحى، وإمدادها بمصطلحات ومفردات وأساليب بعيدة عن العامية.
وفى الختام تلا مقرر المؤتمر أ.د/ محمد حسن قنديل وكيل الكلية للدراسات العليا والبحوث البيان الختامي والتوصيات للمؤتمر العلمي الدولي الرابع لكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالإسكندرية “الأزهر والتحديات المعاصرة في ضوء أحاديث الإمام الطيبِ وتصريحاته”.. وجاء به: الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم علي المبعوث رحمة للعالمين، سيدنا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد ..فقد شرفنا بتنظيم هذا المؤتمر المبارك، وسعدنا باستقبال مشاركات بحثية شديدة التميُّزِ، قاربت خمسين عنوانا، في موضوعات متنوعة، وتخصصات مختلفة، منها ما يتعلق بفضيلة الإمام الطَّيِّبِ وجهوده المباركة، ومنها ما يتعلق بمؤسسةِ الأزهر الشريف بمختلف قطاعاتها، ومنها ما يتعلق بدراسات متخصصة في أبرز قضايا العصر، ونحمدُ اللهَ – تعالى – على توفيقِه لنا بنجاحِ هذا المؤتمرِ، والذي شَرَّفَنا بافتتاحِ أعمالِه – معالي أد. محمد حسين المحرصاوي ، رئيسُ الجامعةِ، والسادةُ النُّوابُ الأكارمُ، في جَمعٍ غفيرٍ مِن العلماءِ والباحثينَ، والمهتمينَ بالشأنِ الأزهريِّ.
ولا يفوتُني في هذا المقامِ أن أُشيدَ بجهودِ فضيلةِ أد. إيمان محمد الشماع – عميدةِ الكلية، ورئيسِ المؤتمرِ، وفضيلةِ أد. مؤمنة حمزة عون – وكيلِ الكليةِ لشؤونِ التعليمِ والطلابِ، وأمينِ المؤتمرِ، وسائرِ الزملاءِ والزميلاتِ رؤساءِ وأعضاءِ اللجانِ العاملةِ بالمؤتمرِ من أعضاءِ هيئةِ التدريسِ والهيئةِ المعاونةِ، والإداريينَ، والفنيينَ، والأمنِ الإداري، وطاقمِ الخدماتِ المعاونةِ.
وفي ختامِ هذا المؤتمرِ المبارك ، نُقَدِّمُ بين يدي قياداتِ الأزهرِ الشريفِ جملةً من أبرزِ التوصياتِ التي خرجَ بها هذا المؤتمرُ؛ عسى أن تكونَ زادًا يُعينُهم على مهمتِهم المُقَدَّسَةِ، في النهوضِ بالأزهرِ الشريفِ، والحفاظِ على مكانتِه التي نفخرُ بها، بوصفِه مؤسسةً وطنيةً، تتكاتفُ مع الدولةِ المصريةِ لتحقيقِ الأمنِ الفكريِّ، والاستقرارِ المجتمعيِّ.
وقد أسفر المؤتمر عن جملة من التوصياتِ، أبرزُها ما يلي:
– العملُ بقدرِ الطاقةِ على تأكيدِ الهُوِيَّةِ الوطنيةِ لمؤسسةِ الأزهرِ الشريفِ، وغرسِ هذا المعنى في نفوسِ أبنائِه، في ضوءِ التطويرِ المستمرِ لمناهجِ التعليمِ الأزهريِّ، بما يَتَّفِقُ ورؤيةَ الدولةِ المصريةِ في هذا الميدانِ.
– إنشاءُ هيئةٍ علميةٍ رسميةٍ من علماءِ الأزهرِ الشريفِ، تقومُ برصدِ التحدياتِ والمشكلاتِ التي تواجهُ الأمَّةَ الإسلاميةَ، وتُعْنَى بإيجادِ الحلولِ المناسبةِ لها، والتفاعلِ معها، والعملِ على معالجَتِها بطريقةٍ موضوعيةٍ.
– الاهتمامُ – على وجهِ الخصوصِ – بالتحدياتِ المرتبطةِ بالتطرفِ الفكريِّ، الداعي إلى العنفِ والإرهابِ، وتطويرِ خُطَطِ العملِ، وآلياتِ المواجهةِ الموضوعيةِ لهذا التَّطَرُّفِ على كافةِ المستوياتِ.
– الاهتمامُ بالتحدياتِ ذاتِ الصِّلَةِ بالفتوى، واتخاذِ كافَّةِ الإجراءاتِ الدَّاعِمَةِ للإقناعِ بضرورةِ الرجوعِ إلى منابعِ العلمِ الصَّافِي في الأزهرِ الشريفِ، وتعزيزُ الثقةِ بالمؤسساتِ الدينيةِ والعلميةِ الرسميةِ في الدولةِ المصريةِ؛ تجنبًا لفوضَى الفتاوَى، وما يترتبُ عليها مِن تَطَرُّفٍ فِكريٍّ يُفسدُ المجتمعاتِ.
– والعملُ على تقنينِ الفتاوَى العشوائيةِ بمنحِ ترخيصٍ مُعتمَدٍ للدعاةِ والمفتينَ، يكونُ شرطًا لتولِّي هذه المهمةِ، معَ إصدارِ تشريعاتٍ تُجَرِّمُ الفتوَى في وسائلِ الإعلامِ المختلفةِ دونَ ترخيصٍ معتمَدٍ.
– تقديمُ الدَّعمِ الكاملِ لبيتِ العائلةِ المصريةِ، والحفاظُ على بقائِه، وتطويرُ أدائِه، واستحداثُ آلياتٍ جديدةٍ للتوسعِ في أنشطتِه وفَعَاليَّاتِه؛ ترسيخًا لمفهومِ الوحدةِ الوطنيةِ، وغرسًا لِقِيَمِ المُواطنةِ واحترامِ الآخرِ، مع التَّصَدِّي لكافَّةِ صورِ التوترِ المُحتَمَلَةِ في المجتمعِ، وتجفيفِ منابعهِا، والقضاءِ عليه؛ حفاظًا على وحدةِ النسيجِ الوطنيِّ المصريِّ.
– فتحُ منافذَ قويَّةٍ للتواصلِ معَ المؤسساتِ الإعلاميةِ الوطنيةِ؛ للتعريفِ بالمؤسساتِ الدِّينيَّةِ الرَّسميَّةِ في مِصرَ، ودَورِهَا في إرساءِ دعائمِ الإسلامِ الصحيحِ، معَ إعلامِ المواطنينَ بمواقعِهَا الإلكترونيةِ، والجغرافيةِ في مختلفِ المحافظاتِ، ووسائلِ التواصلِ معها، وأبرزِ الخَدَماتِ التي تقدمُها للجمهورِ؛ لتكونَ وِجهتَهم الوحيدةَ في كافةِ أسئلتِهم الشَّرعِيَّةِ؛ سدًّا للمنافذِ التي يتسلَّلُ منها أتباعُ الجماعاتِ المتطرفةِ.
– دَعمُ اذاعةِ القرآنِ الكريمِ، والتوسعُ في إطلاقِ القنواتِ الفضائيةِ المُتَخَصِّصَةِ في نشرِ الثقافةِ الوسطيةِ للإسلامِ؛ والتَّصدِّي لأدعياءِ العِلمِ الشرعيِّ مِمَّن يتصدرون للفتوَى عبرَ وسائلِ الإعلامِ المُوَجَّهَةِ، معَ دعوةِ الأزهرِ الشَّرِيفِ لإطلاقِ قناةٍ باسمِه، يُشرِفُ عليهَا علماؤُه، تقدِّمُ محتوًى هادفًا، ومادةً إعلامِيَّةً جاذِبَةً للمُشاهِدِ، مع الاستعانة بالخبراتِ الإعلاميِّةِ المُتَمَيِّزَةِ.
– التوسُّعُ في إنشاءِ المواقعِ الدعويةِ الإلكترونيةِ المتخصصةِ، والتي تُعنَي بمواجهةِ الأفكارِ المنحرفةِ، والرَّدِّ على الشُّبُهاتِ المثارةِ حولَ الإسلامِ، فِي ظِلِّ المؤسساتِ الوطنيةِ المصريةِ.
– المبادرةُ إلى تحديدِ آلياتٍ واضحةٍ، ووسائلَ مُحَدَّدَةٍ، وتوقيتاتٍ زمنيَّةٍ لتجديدِ الخطابِ الدينيِّ، بما يتفقُ وتوجهاتِ الدولةِ المصريةِ، معَ تحقيقِ التوازنِ الكاملِ بينَ الحفاظِ على ثوابتِ الدِّينِ ومراعاةِ ظروفِ العصرِ وواقعِ الناسِ، في ظِلِّ دعوةٍ متجددةٍ للعلماءِ والباحثينَ بتطوير أدائهم خاصة في التعاملِ مع القضايا المعاصرةِ، والحرصِ على عقدِ البرامجِ التدريبيةِ اللازمةِ لذلكَ، في ضوءِ مقترحٍ بوضعِ معجمٍ خاصٍّ بمفرداتِ تجديدِ الخطابِ الدينيِّ المعاصرِ، وتخطيطِ منهجٍ علميٍّ دقيقٍ لدراسةِ هذه المفرداتِ بخصائِصِها.
– الاهتمامُ بتراثِ أُمَّتِنا العظيمِ، والحفاظُ عليهِ بقدرِ الطَّاقةِ، مع تنقيتِه مِن كافَّةِ الشوائبِ التي قد يُسِيءُ البعضُ توظيفَها لتحقيقِ أغراضٍ مُعَيَّنَةٍ، والعملُ على تقريبِ كتبِ التراثِ الدِّينيِّ للناشئةِ والطلابِ – بوصفِها الملاذَ الآمنَ للعقيدةِ الصحيحةِ –، وتفعيلُ مركزِ تحقيقِ التراثِ بالجامعةِ، من خلالِ عقدِ الدوراتِ العلميةِ المتخصصةِ في فَنِّ التحقيقِ، والمراجعةِ الدَّقيقَةِ لما تَمَّ تحقيقُه مِن كتبِ التراثِ بطرقٍ غيرِ منهجِيَّةٍ.
– إطلاقُ مشروعِ التحديثِ الشاملِ في نظامِ التعليمِ بالأزهرِ الشَّريفِ، والعنايةُ بالإخراجِ الفنيِّ المتميزِ للمقرراتِ الشرعيةِ والعربيةِ بما يتواكبُ وثورةَ الطباعةِ في عصرِنَا، مع عدمِ إغفالِ التعليمِ الإلكترونيِّ ولو بصورةٍ تدعيميَّةٍ.
– مناشدةُ جامعةِ الأزهرِ بإقامةِ الندواتِ العلميةِ والثقافيةِ والأدبيةِ بصورةٍ منتظمةٍ في سائرِ الكلياتِ، مع توحيدِ موضوعِها وأهدافِها، وعناصرِها وموعدِ إلقائِها؛ لتكونَ وسيلةً إضافيةً لتحصينِ طلابِها في مواجهةِ التحدياتِ المعاصرةِ، مع اقتراحِ تشكيلِ لجنةٍ عليا بالجامعةِ لدراسةِ ما تنتهي إليه هذه الندواتُ مِن التوصياتِ والمقترحاتِ؛ للاستفادةِ منها بقدرِ الإمكانِ.
– العملُ على نشرِ الثقافةِ الأزهريةِ الأصيلةِ، من خلالِ التوسعِ في إقامةِ الأروقةِ الأزهريةِ، والمقارئِ – على غرارِ نظامِ الدراسةِ الحالي بالجامع الأزهر الشريف بالقاهرة –، مع الاستفادةِ مِن أبنيةِ الكلياتِ الأزهريةِ المنتشرةِ في ربوعِ مصرَ، وجميعِ هيآتِها التدريسيةِ، على أن تكون الدراسةُ بها مسائيةً، ويتمُّ منحُ الخرِّيجِينَ شهاداتٍ رسميةً معتمَدَةً باجتيازِ الدوراتِ الشرعيةِ والعربيةِ المقررةِ، ولا يُعملُ بها كمُسَوِّغٍ للتعيينِ.
– الدعوةُ إلى إقامةِ شراكةٍ علميةٍ بينَ الأزهرِ وغيرِه مِن المؤسساتِ التعليميةِ المِصرِيَّةِ؛ لنشرِ الثقافةِ الإسلاميةِ بالقدرِ الذي يَعصِمُ شبابَنا مِن الوقوعِ في براثنِ الجماعاتِ المتطرفةِ، والأفكارِ الشاذَّةِ والمنحرفةِ، وذلكَ مِن خلالِ التوسعِ في عقدِ النَّدواتِ والمحاضراتِ واللقاءاتِ الدينيةِ، مع الدعوةِ لتطويرِ هذا المُقتَرَحِ مُستقبلا، بإضافة مقررٍ للثقافةِ الإسلاميةِ بالجامعاتِ المصريةِ، يقومُ بتدريسِه أساتذةُ جامعةِ الأزهرِ الشريفِ.
– الدعوةُ إلى إقامةِ شراكةٍ علميةٍ بينَ الأزهرِ ووزارةِ الشبابِ، وتكثيفُ برامجِ التوعيةِ الدينيةِ في كافَّةِ التجمعاتِ الشَّبَابِيَّةِ؛ والعملُ على ترسيخِ القيمِ الأخلاقيةِ والاجتماعيةِ والوطنيةِ في نفوسِ شبابِنا، وتحصينُهم فكريًّا لمواجهةِ التحدياتِ المعاصرةِ التي تستهدفُ اغتيالَ طاقاتهم، أو تعطيلَهَا.
حفظَ اللهُ مصرَ قيادةً وشَعبًا، مع صادقِ الدعواتِ لفخامةِ السيدِ الرئيسِ عبد الفتاح السيسي – بالتوفيقِ والتأييدِ والسدادِ، وللأزهرِ الشريفِ بالتميُّزِ والريادةِ، ولإمامِه الأكبر بمزيدٍ من العطاءِ لرفعة هذه المؤسسةِ العريقةِ. وصلَّى اللهُ وسلَّمَ وباركَ على سيدِنا محمد، وعلى آلهِ وأصحابهِ أجمعين، والحمد لله ربِّ العالمين.