حقوق وطموحات السائقين
محمد حسين نجم
المحامي بالنقض
تلقيت سؤالا من أحد الأصدقاء ( يعمل سائقا وعضوا فى نقابة السائقين ) ، عن حقوقه فى ظل جائحة فيرس كورونا المستجد (كوفيد 19) وإجابة على هذا السؤال نقول:
حكمة إنشاء النقابات العمالية جاءت لتحقيق عدة أهداف تشكل فى مجملها الوصول إلى حياة كريمة لأعضائها ، ويتحقق ذلك في حماية الحقوق المشروعة لأعضائها ، والدفاع عن مصالحهم ، وتحسين ظروف وشروط العمل ، والقيام بالأنشطة ذات الطبيعة الاجتماعية والعلمية والرياضية والصحية .
ومن ضمن الأغراض المهمة للنقابات العمالية ، رفع المستوى الصحى والاقتصادى والاجتماعى والرياضى للأعضاء وعائلاتهم ، ولتحقيق ذلك فقد قرر القانون حق النقابات العمالية فى إنشاء صناديق ادخار أو تكافل أو صناديق لتمويل الأنشطة الثقافية والاجتماعية ، ولتعويض العمال فى الحالات التى يترتب عليها أعباء مالية ، طبقا لأحكام قانون العمل .
ويعد احتياج السائقين لمنحة مالية ، تغطى العجز الناتج فى دخل السائق نتيجة تقليل ساعات العمل بسبب فيروس كورونا المستجد من المهام التى ينبغي على النقابة توفيرها ، ونؤكد أن المبلغ الذى قامت بصرفه بعض النقابات الفرعية ، لا يحقق الهدف من تقرير المنحة .
ونذكر فى هذا السياق ، أن هذا المبلغ قليل بالمقارنة بالمنحة التى تصرفها الدولة للأشخاص غير المؤمن عليهم ، وعليه يجب أن تكون المنحة تحقق الحياة الكريمة للسائقين وأسرهم ، والوضع فى الاعتبار ما يقوم بسداده أعضاء النقابة من مبالغ مالية .
وفى ذات الوقت يجب النظر بصورة جدية وسريعة لزيادة قيمة معاش السائقين ، والارتقاء به ليتناسب مع تحقيق الحياة الكريمة لهم ، وذلك لتفاهة قيمة المعاش الحالى ، وعدم تناسبه مع تحقيق حد الكفاف بعد العمل فى مهنة تسبب الكثير من الأمراض لمن يمارسها ، كذلك يجب تقرير تعويض عن الحوادث التى قد يتعرض لها بعض السائقين ، لتغطى مصاريف العلاج .
وكذلك العمل على إنشاء مستشفى لعلاج السائقين وتقديم العلاج وفق أعلى الأصول الطبية ، بما يحقق الارتقاء بصحة السائقين وأسرهم ، وهو طلب عاجل لما يتعرض له السائقون بحكم عملهم من حوادث قد تسبب الوفاء أو فقد عضو من جسم السائق .
ونناشد مجلس نقابة السائقين القيام بدورهم فى تحقيق الهدف من إنشاء النقابات العمالية ، وان البقاء فى كرسى منصب مجلس النقابة ، مرتبط بتحقيق آمال وطموحات أعضاء النقابة ، فرفقا بهم وبأسرهم ، وعليه يجب الإسراع فى إيجاد الحلول المنشودة وتحقيق مطالب وطموحات السائقين من نقابتهم .
وذلَك فى ظل ما تقوم به الدولة من تخصيص أراض لإقامة مدن سكنية لأعضاء النقابات ، و إقامة النوادى الاجتماعية والرياضية للأعضاء ، بما يحقق الارتقاء بالجانب الاجتماعي والرياضي والثقافى لهم .
ونناشد السائقين العمل على تقييم دور مجلس النقابة ومدى اتخاذ الإجراءات لتحقيق هذه الأهداف ، وفى حالة التقصير، فسوف يكون صندوق الانتخابات هو الطريق إلى تحقيق آمال وطموحات ومطالب السائقين من نقابتهم ، إلى أن ياتى على رأس مجلس نقابة السائقين من يحقق طموحات أعضاء النقابة .
وتقديرا منى لأهمية السائقين وتحقيق هدف الوصول إلى حياة كريمة لهم ولأسرهم كبقية أفراد المجتمع ، فإننى على استعداد تام للتواصل مع أى من أعضاء النقابة أو مجلس النقابة تحقيقا للأهداف المنشودة ، إلى أن تتحقق بإذن الله.
وأخيرا فإن الهدف الأساسى هو تسليط الضوء لتحقيق العدالة الاجتماعية التى يحرص عليها القانون .