تطاول المثقفين وتدنى الحوار فى بسيون
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم :
الكاتب الصحفى
النائب محمود الشاذلى
أحبابى الكرام .. تحياتى وتقديرى .. أصدقكم القول لايشغلنى أمر الإنتخابات البرلمانيه على الإطلاق وبنسبه كبيره لست طرفا فيها وحاولت أكثر من مره التأكيد على ذلك داخل حزب ” الوفد ” الذى أتشرف بالإنتماء إليه لإعتبارات كثيره وبصراحه شديده ، أن إنطلاقها مرهون بقانون الإنتخابات الذى تبدو ملامحه تلوح فى الأفق أن الناس لاعلاقة لهم بالإختيارات ، حيث المطروح 75% قائمه و25% فردى وستتم من خلال تشكيل قائمه مطلقه موحده من كل الأحزاب والسلام .
الأمر الآخر أجد نفسى من موقعى الصحفى الرفيع كنائب رئيس تحرير الجمهوريه للشئون السياسيه والبرلمانيه ، ورئيس تحرير موقع صوت الشعب نيوز أفضل مليون مره من حصولى على عضوية البرلمان رغم أنها شرف كبير أحمد الله على أن نلته فى زمن الشموخ قبل أن تتدنى السلوك وتنحدار الأخلاق إلى هذه الدرجه ، فالصحافه مهنة العشق ، والحب ، والإبداع ، والعلاقات ، والإتصالات ، وكشف أعماق العالم من خلال السفريات بلا وجع دماغ ، أو تنطع من أحد ، يعنى تمثل سلطه فى ذاتها ليست هذه السلطه مرهونه بإبتزاز أحد من أجل صوته الإنتخابى فى زمن مضى عندما كان للصوت قيمه .
إنطلاقا من ذلك أقدم الخدمات حسبة لله تعالى بلا هوى ، ولاغرض ، ولاتنازلات ، ولامش عارف إيه ! ، مستقطعا ذلك من الوقت الذى يجب أن أستمتع به مع أسرتى ، وعائلتى ، وأحبابى ، وأصدقائى ، ومن يروا فى ذلك نقيصه أو محاوله لكسب الأصوات أو حتى رضاؤه أناشدهم ألا يطرقوا بابى ، وأكون ممتن لهم أن يطلبوا من الناس ألا يطرقوا بابى أيضا ويتوجهوا لهم خاصة المرضى ، وليتركوا لى الوقت أستمتع به متناغما مع إبداعى الصحفى ، والإستمتاع بحديقة منزلى ، والذهاب لزيارات الود ، والحميميه مع الأصدقاء .
ماشغلنى حقا فى الفتره الأخيره هذا التدنى الخلقى الغير مسبوق ببلدتى بسيون المركز ، والبندر ، والقرى ، والكفور ، والعزب بالنسبه لتناول أمر المرشحين المحتملين ، أو حتى النواب السابقين ، أو الحاليين ، الكارثه أن هذا التدنى وتلك السوقيه فى التعقيب خاصة على مايطرح بالفيس لم يكن هذه المره منطلقه بسطاء الناس الذين يتم خداعهم ، ودفعتهم الحاجه إلى القبول بلعب دور دنىء من تطاول على الفيس لصالح من يدفع ، وفى حق أى أحد إنما سوء الخلق والتناول السيىء هذه المره جاء من طبقة المثقفين فى القلب منهم مدرسين ، وشباب خريجى جامعات ، وآخرين وضعوا حول أنفسهم هاله لإيهام الناس وأنفسهم أنهم ذو شأن عظيم ومفكرين .
لم أكن أتخيل على الإطلاق أن تصل تعليقات تلك الفئه على مايكتبه أى أحد بشأن أى مرشح على هذا النحو من السوء ، وكأن من كتب كان ماكتبه فى حق شيطان رجيم ، وليس إنسان محترم ، نظرا لأنه لم يحقق طلبا شخصيا لأحد فيهم ، أو أراد أن يعرف ولو بالسوء من القول ، أو أنه زهقان وخلاص لأنه لم يرتقى لمكانته الرفيعه ، الأمر الذى أيقنت معه أن الوضع المجتمعى جد خطير ، وأن الحكومه أدركت هذا السوء فستتولى مشكوره فى تصورى طرح النواب القادمين وبالقانون رغم أنف الجميع الذين سيبحث كثر منهم والأيام بيننا عن طريقا للتودد للحصول على مصلحه أو دفع ضر ، ولايقول أحدا من هؤلاء أنه لايريد شيئا من النائب لأنه لايعيش فى معزل ، إنما فى مجتمع ، وعلى أية حال سأكون لهؤلاء من الشاكرين إذا لم يذهب أحد منهم للنواب القادمين فى أى أمر من الأمور أيا ماكان .
بعد أن دخل حلبة السباب والتطاول تلك الفئه من كبار السن الذين كان البعض منهم ومازالوا يشغلون موقعا تربويا رفيعا بالتربيه والتعليم والأزهر ومنهم من هم على المعاش إستقر اليقين أن بسيون ترسخ فيها الهزل ، وتنامت قلة الأدب بإمتياز ، وأصبح تصويب مسلك هؤلاء يحتاج إلى زلزال أكبر من زلزال كورونا ، وجدت أنه من المناسب تأصيل كل كلمة بذيئه أو تعبير متدنى ، أو إسقاط كاذب يكتبه أى من هؤلاء إنتظارا لليوم الذى أعلن فيه عن سجل العار الذى يجب أن يعرف أفراده كل أبناء بسيون وماطرحوه من قلة أدب أيا ماكانت وظائفهم وياحبذا لو وضعت أمام رؤسائهم ليعرفوا كيف هو شأن هؤلاء .
خلاصة القول .. لست ضد الرأى الآخر بل تربيت سياسيا على تعظيم ذلك شريطة الموضوعيه والإحترام ، والحجه والبيان ، وأبدا لايمكن على الإطلاق أن يقول أى أحد بأن قلة الأدب حرية رأى ، وسب الناس حق مكفول لمن يريد أن يتطاول على نائب أو شخصيه عامه أو مرشح ، فالتذهب حرية الرأى إلى الجحيم إذا كان هذا مفهومها عند طبقة المثقفين المتفيقهين ، الذين كنت أظن أنهم سيفعلون كما يحاول أن يفعل الخلوق المحترم الأستاذ عبد المنصف السعداوى أحد أبرز فضلاء التربيه والتعليم على تعظيم الإحترام من خلال حوار هادف وبناء وحقيقى بغية رفع المستوى الثقافى العام وخلق جيل يحترم الرأى والرأى الآخر ليقينى أن الأحاديه أمر بغيض يؤدى حتما إلى إنهيار الأوطان وتلاشى المجتمعات .
يبقى السؤال الذى يبحث عن إجابه ؟ هل ماأطرحه من الموبقات ؟ ، وماأقول به من النقائص ؟وماأنادى به من السخافات ؟ هل فقدنا القدره على التفكير والتصويب ، وفرض الإحترام منهج حياه ، ونبراس وجود ، ومنطلق تعايش ، أين هذا الإحترام الذى رسخه لدينا أساتذتنا الأجلاء صغارا ، وظل ملازما لنا حتى اليوم بفضل الله تعالى خالى الحبيب الحاج السيد الشاذلى ، والأستاذ سعيد ماضى ، والأستاذ حسان بدر ، والأبله فريده المراسى ، والأستاذ صلاح زرير ، والأستاذ على الغايش ، والأستاذ مصطفى حامد ، والأستاذ عبدالوهاب راشد ، والأستاذ عبد المنعم خاطر ، والأستاذ عبدالعاطى البلاط ، والأستاذ السيد أبوطاحون ، والأستاذه دريه خاطر .. والله جميعا مدانون إذا ظل هذا الوضع على هذا النحو من السوء ولله الأمر من قبل ومن بعد .