. نعــم .. إنها حرب على الإرهاب ولكن ؟ .
. التحذير واجب من العبث بمقدرات الوطن وأحوال الناس إستغلالا بإنشغال الأجهزه بالحرب على الإرهاب .
. الدوله ملزمه بالتدخل لحماية عمال سنيوريتا وأمريكانا من التشرد تحت مظلة قرارات معيبه .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلــم :
الكاتب الصحفى
النائب محمود الشاذلى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بلامزايدات إن الحرب على الإرهاب حرب وجود ، حرب من أجل فرض واقع يتسم بالأمان ينعم به كل الناس ، حرب إرساء دعائم المحبه ، والحفاظ على مقدرات الوطن ، وأعنى بالإرهاب كل عمل خسيس ينال من هذا الوطن حتى لو معنويا ، وأعنى بالإرهابى كل من تسول له نفسه تخريب مقدرات الوطن ، أوالعبث بعقول البشر ، أوهدم القيم ، والمبادىء ، والأخلاقيات ، أونهب ثرواته ، أوالتربح الغير مشروع ، أوالترويج للمساخر والمفاسد تحت زعم المدنيه والحريه الشخصيه ، أوتقديم الشاب أبو فيونكه فى شعره على أنه النموذج المشرف للشباب ، أوإطلاق العنان لأساتذة الجامعه لتوريث أبنائهم بطرق عبثيه يراها الجميع رؤيا العين لأن ذلك يصدر الإحباط عند أجيال متعاقبه ، أوالعمل على جعل الوطن منبعا للموبقات لطمس معالم الفطره السويه التى فطر الله الناس عليها ، أوهؤلاء الذين يروجون للفساد ، ويقدمون الفاسدين على أنهم علية القوم والقدوه .
إنشغلت الحكومه بالحرب على الإرهاب ونحن معها لكن إنطلاقا مما طرحته من رؤيه وما إستقر فى الوجدان ، وليس بترك الأمور سداح مداح بترك العنان لمن يتاجر بهذا الهدف النبيل ويعبث بمقدرات الوطن وأحوال الناس إستغلالا أن الأجهزه مشغوله بالحرب على الإرهاب ، يضاف إلى ذلك عدم الإنتباه أن ترك الأمور على هذا النحو يفرز طبقه تتسم بالإجرام ، الإجرام الجنائى من بلطجه لأنه لاردع ، أو بلطجة النصب فرأينا هذا الكم الهائل من النصابين الذين لولا الجهود التى تبذل من خيرة ضباط الشرطه مباحث الأموال العامه فى القلب منهم العميد أسامه حتاته إبن الأصول لتمزق المجتمع أشلاءا تأثرا بتداعيات هذه الظاهره .
إن أخطر تداعيات إنشغال الحكومه بالحرب على الإرهاب فى تقديرى فتح الباب على مصراعيه للمستثمرين بالخارج لشراء المصانع والشركات دون الحفاظ على حق العماله ، أو وضع ضوابط تسمح للدوله بأن تراقب تنامى الإستثمارات وليس تجاوز الهدف منها ، والسماح بإنشاء شركات توريد عماله وأمن خاصه يتولى إنشائها بعض الكبار الذين أحيلوا للتقاعد ، حتى أصبحت بابا لتدمير أسر بكاملها عائلهم يعملون بالمصانع ويجدوا أنفسهم بالشارع وبالقانون ، ويحل محلهم عمال تابعين لتلك الشركات الخاصه ، وذلك بعد أن يحصل كل منهم على شهرين عن كل سنه كل حسب أساسيه وهو بالواقع ضعيف جدا ومدة الخدمه ، وهو ليس أمامه خيار إلا القبول نظرا لأنه وقع على إستماره 6 عند الإلتحاق بالعمل وهى تعنى فصله من التأمينات ، ومقابل ذلك ليس له معاش ، ولا علاج .
لتوضيح ذلك يجدر التأكيد على أن ماتفعله شركتى أمريكانا وسنيوريتا التى إشتراها أحد المستثمرين الخليجيين والكائن مصانعهما فى طنطا والسادات من تسريح العاملين بهما بعد 10 سنوات و15 سنه خدمه طبقا لتلك المنظومه اللعينه ، بعد أن يكون العامل أو الموظف قد وصل لموقع وظيفى كبير وسن متقدم والإتيان من تلك الشركات الخاصه بشباب صغير السن بمرتبات هزيله يقبلون بها لأنه لابديل بعد أن أعياهم البحث عن لقمة عيش فى الشوارع والذى فيها إضطر خريجى جامعات العمل عمال يوميه الأمر الذى أحدث وبصدق خللا بالمجتمع ومكوناته وتركيبته . حتى أصبح من الطبيعى أن يخرج طبقا لتلك المنظومه إلى الشارع بلا أى إستفاده تعوضه عن سنين عمره التى قضاها بالشركه .
الكارثه أن الشركتين تفعل ذلك ولاأعرف بالضبط أين ضمير لمسئول سمح بهذا الوضع المعيب ، وأى ضمير يجعل نواب البرلمان يصمتون حيال تلك الكارثه ، وأى دوره برلمانيه إرتكبت فيه خطيئة هذا الإجرام بمنح تلك التيسيرات التى مزقت المجتمع إربا إربا ، حيث يخرج الموظف الكبير من الشركه بمبلغ ضعيف طبقا للقانون ويجد نفسه بلا عمل أو مورد رزق رغم مالحق به من أمراض تحتاج لعلاج ، وحاجته لتدبير نفقات زواج أولاده ، الأمر الذى خلف مشاكل أسريه لاحصر لها ، بل إنهارت بعض البيوت بسبب هذا الوضع الذى يتسم بالإجرام والبشاعه والتجرد من الإنسانيه .
قولا واحدا .. إن هذا الذى يحدث للعاملين بشركة أمريكانا وسنيوريتا وغيرهما من الشركات التى أصبحت من ممتلكات مستثمرين أجانب وتحت مظلة القانون أرى أنه الإرهاب بعينه الذى يجب أن تتصدى له الحكومه ، ويتعين على الأجهزه الأمنيه إفعال صحيح القانون حيال كل صاحب مصنع ، أو مسئول يقطع أرزاق الناس لتحقيق مكاسب خياليه يتضخم بها كرشه ، وتساعده على تغيير مسكنه لقصر بدلا من الفيلا التى يسكن فيها دون إدراك منه أن من أنهى خدمتهم ليس لديهم طموح غير لقمة عيش شريفه ، وأن يعيشوا مستورين ، يربوا أولادهم على العزه والكرامه ولقمة عيش حلال .
هل تنتبه الحكومه وأجهزتها لتلك القضيه التى طرحتها أم سيتركوا الأمور سداح مداح ، ولايهم أن يتحول المجتمع إلا مجموعه من العصابات تحترف السطو والنهب بحثا عن لقمة العيش بعد أن سدت فى وجوههم سبل الحياه الكريمه ، إنه تنبيه محب لهذا الوطن أوجهه للحكومه وأجهزتها حسبة لله تعالى ثم للوطن مقدرا ماتقدمه من عطاء ، ومايتم من إنجازات نتمنى أن تتنامى وتزيد . وليس تسفيها أو تقليلا مما تقدمه الحكومه بكل أجهزتها ويبقى عليها أن تنتبه لما طرحت وتدرك الامور قبل أن نبكى جميعا على اللبن المسكوب طواعية وعن طيب خاطر .