بقلم : عبدالله مصطفى
صحفي مقيم في بروكسل عاصمة الاتحاد الاوروبي
جاء الخبر عاديا ولم يتوقف احد امامه ، لا لشئ سوى انه وقع في دولة اوروبية وليس في مصر او أي دولة عربية اخرى .
وبالتالي ، لم يتم التركيز عليه ولا المطالبة باستقالة الوزير ولا تخصيص مساحات لنقل ردود افعال اهالي الضحايا ولا لشهود العيان ولم تنتشر الصور المرعبة للحادث وعلى اثر ذلك ينتشر الامر على وسائل التواصل الاجتماعي ونسمع الاراء والاحكام والشتائم وغيرها ..
فماذا حدث ؟ قبل ايام قليلة قتل شخصان وأصيب العشرات، في حادث تصادم بين قطارين ببلدة ميلافتشي غربي تشيكيا، وقالت الشرطة : “تم الإبلاغ عن عشرات الجرحى في مكان الحادث.
وصرحت سكك حديد تشيكيا بأن القطارين:
أحدهما دولي فائق السرعة يربط مدينة بيلزن التشيكية الغربية بمدينة ميونيخ الألمانية، وقطار ركاب آخر محلي.وقالت وكالة أنباء محلية إن نحو 50 راكبا ربما يكونوا قد أصيبوا، نقلا عن رجال الإطفاء.وفي غضون العام تقريبا وبالتحديد في يوليو 2020، لقي 3 أشخاص حتفهم وأصيب العشرات، في حادثي قطار في تشيكيا. “
أي في نفس البلد ” وهي بلد اوروبي عضو في الاتحاد الاوروبي وما ادراك ماهو الاتحاد الاوروبي من اموال طائلة وامكانيات هائلة وتكنولوجيا متطورة ومرافق ومراقبة وتخطيط غير مسبوق ومع ذلك وقعت الحوادث ولايقتصر الامر على تشيكيا فهناك ايضا دول اخرى في الاتحاد الاوروبي عرفت حوادث قطارات فمثلا أعلنت متحدثة باسم شركة السكك الحديدية الألمانية (دويتشه بان) في الثاني من ابريل من العام الجاري تأخر الرحلات على الطريق بين العاصمة برلين ومدينة هانوفر بما يتراوح بين 50 إلى 70 دقيقة بسبب غلق هذا الخط إثر حادث تصادم قاطرتين في مدينة فولفسبورغ.
وأشارت المتحدثة إلى تحويل مسار قطارات الرحلات البعيدة، لافتة إلى أنها ستتوقف في مدينة براونشفايغ بدلا من فولفسبورغ.
كانت قاطرة اصطدمت بقاطرة قطار بضائع في محطة فالرسليبن في مدينة فولفسبورغ وذلك حسبما أعلن متحدث باسم الشرطة الاتحادية، ولم يسفر الحادث عن وقوع إصابات.
وتوقعت الشرطة الاتحادية أن تصل قيمة الأضرار المادية الناجمة عن الحادث إلى مئات آلاف اليورو، وقالت إنه لا يزال يجري التحقيق لمعرفة ما إذا كان سبب الحادث عيبا فنيا أو خطأ بشرياوفي 22 سبتمبر 2019.
صدم قطار سيارة على تقاطع لسكة حديد وشارع مخصص للمركبات في ولاية سكسونيا السفلى. ودفع القطار السيارة أمامه عدة مئات من الأمتار. وأدى الحديث الأليم إلى وفاة أم تبلغ من العمر 35 عاماً وجرح ابنتها ذات الثلاثة أعوام بجراح خطيرة،
والشئ الخطير في هذا الحادث كما ورد في الخبر الذي تناقلته وسائل الاعلام الاوروبي هو أن تقاطع السكة الحديدية مع الشارع كان غير مزود بحاجز لمنع السيارات من العبور ريثما يمر القطار. ولم يعلق احد ولم يصطاد احد في الماء العكر ،
والاغرب من ذلك ان التقارير الاعلامية الاوروبية قالت وبالنص ” وتشهد ألمانيا حوادث من هذا النوع بين الحين والآخر؛ ففي العام الماضي كان العدد 144، وفي العام الذي سبقه 157، أما في عام 1995 فقد كان العدد 603. وقد تم في العام 2018 إزالة الكثير من هذه التقاطعات، بيد أنه بقي العدد أكثر من 16 ألفاً، 38 بالمائة منها بدون أي تقنيات أمان فني.
اما في فرنسا فقد شهدت العام الماضي حادثة خروج قطار فائق السرعة عن مساره بين ستراسبورج بشرق فرنسا والعاصمة باريس، مما أدى لإصابة 22 شخصا إصابات خطيرة في 5 مارس 2020،
وكان هناك 348 راكبا على متن القطار، كما أصيب سائق القطار بـ”إصابة بالغة” ونقلته طائرة هليكوبتر. كما عرفت بلجيكا حادثة قطار مأساوية أثرت بالعالم أجمع، ففي 15 فبراير 2010، حيث تصادم قطار ركاب مباشرة بالقرب من بروكسل، مما أدى إلى
سقوط 18 قتيلا، وإصابة 50 آخرين كما شهدت منطقة بوليا الإيطالية الجنوبية، حادثة بشعة وهي تصادم قطارين في يوليو 2013؛ حيث لقى ٢٧ شخصا مصرعهم وكانت واحدة من أحدث مآسى السكك الحديدية في أوروبا، وكان قبلها في 2009 قتل 29 شخصا فى إنفجار قطار يقل مواد بترولية فى محطة بمدينة فياريجوا.
وفي اسبانيا وقع حادث قطار سانتياغو دي كومبوستيلا هو حادث قطار تابع لشركة رينفي، وقع في مدينة سانتياغو دي كومبوستيلا في منطقة غاليسيا شمال غرب إسبانيا، حيث أدى إلى مصرع 70 شخصا وإصابة 143 جريحا.
يعتبر الحادث من أسوأ حوادث القطارات في إسبانيا، حيث كان يحمل 218 راكبا و4 موظفين، وكان يربط العاصمة مدريد بمدينة فيرول فى 24 يوليو 2013.
هذه الحوادث وقعت في الدول المتقدمة والتي تشهد باستمرار تطويرا واهتماما بالمرافق ، ام في مصر التي لم تشهد تطوير لخطوط السكك الحديدية وغيرها من المرافق منذ عقود ، عندما يحدث فيها تصادم لقطارين ،
يستغل البعض الحادث وينساق ورائهم البعض من اصحاب النفوس والعقول المريضة وكل هذا لاظهار ان هناك تقصيرا وتعطيل عجلة التجديد والاصلاح التي بدات سواء في قطاع النقل او غيره وفي كل مره يخرج البعض مطالبا بضرورة اقالة الوزير المسئول وهذا لم يحدث في الحوادث التي شهدتها تشيكيا او غيرها ويكفي ان نقول لهؤلاء الذين يستغلون مصائب الناس لتحقيق مصالح سياسية او غيرها
ان اقالة الوزير كانت تحدث من قبل ولكن لم تضع حدا للحوادث وتكررت في عهد الوزير الذي جاء من بعده وبالتالي الحل ليس في تغيير الوزير بل في تغيير الافكار الخاطئة واستبدالها بالفكر المنفتح وفي نفس الوقت استمرار العمل بكل جد لتحقيق الاصلاحات ومحاسبة كل من يهمل في عمله وتضافر جهود الجميع من اجل مصلحة المواطنين والحفاظ على ارواحهم وسلامتهم