. شهادة للتاريخ بحق رجالات الشرطه من شاهد عيان منطلقها الصدق والموضوعيه .
. لماذا كرهت الشرطه طفلا ، وإطمئننت لها صبيا ، وأدركت قيمتها شابا ، وأصبحت فخورا بها رجلا ؟.
. رحل عبدالحليم موسى ، وجميل أبوالدهب ، وأنور الشاذلى لكنهم ظلوا متربعين بالقلب .
. متى ننتبه إلى خطورة الأحكام الأبديه التى يحررها تقرير ضابط يفتقد للخبره .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلــم :
الكاتب الصحفى
النائب محمود الشاذلى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
منذ الصغر طفلا ترسخ فى ذهنى أن الشرطه ماهى إلا مجموعه من الظالمين مرجع ذلك تاريخ قديم سمعته من جدى وأعمامى رحمهم الله ، له علاقه بعائلتى حيث ألقى ضابط المباحث القبض على أحد أبناء العائله من حى الأشراف ببلدتى بسيون هذا الحى العريق الذى نشأنا فيه وبه تتمركز عائلتى ، كما يقع به مسجد جدى سيدى سليمان البسيونى ، وبه كان مبنى مركز الشرطه ، وقتل داخل مبنى المركز ، فما كان من أفراد عائلتى إلا أن تجمعوا وأشعلوا النار فى مبنى مركز الشرطه .
تراجع هذا الموروث الغريب شابا عندما لمست القيمه والقامه والإحترام فى أحد أبرز قامات عائلتى اللواء أنور الشاذلى حكمدار الغربيه فى الوقت الذى كان فيه اللواء جميل أبوالدهب ملازم أول وكان يؤثرنى بخلقه الرفيع وحميميته كلما إلتقينا بواجب عزاء ، ثم تأكدت تلك الشهاده من خلال صلتى القويه بأخى وصديقى وإبن بلدتى النبيل اللواء أحمد شامه رحمه الله أحد قامات مباحث أمن الدوله الذى بكى يوم وفاته الجميع حتى الأطفال حبا وحزنا رحمه الله ، كما إقتربت أكثر فى بداية الثمانينيات بضباط بلدتى بسيون وكثر من مأمورى المركز على فترات متفاوته وذلك بعد أن إلتحقت للعمل صحفيا بجريدة الوفد ولم أجد فيهم إلا كريم الخلق ، والإحترام ، منهم توفى إلى رحمة الله وتركوا سيره طيبه مثل العميد سيد زمزم رحمه الله مأمور مركز بسيون ، ومنهم وصلوا إلى أعلى موقع بالشرطه مساعدى الوزير وإنتهت مدة خدمتهم للوطن منهم الأصدقاء الأعزاء اللواء محمد جاد مساعد وزير الداخليه لمحافظات القناه ، ولحق به اللواء هشام خطاب من مدير أمن بور سعيد ليخرج من نفس المكان ، وكلاهما كانا رئيس مباحث بسيون .
تمر الأيام وتدور ويشاء القدر أن أقترب من ضباط الشرطه بحكم تخصصى الصحفى كمحرر شئون وزارة الداخليه بجريدة الوفد قبل أن أنتقل لجريدة الجمهوريه فى فترة الوزير المحترم الحبيب اللواء محمد عبدالحليم موسى الذى كانت تربطنى به صداقة تتسم بالإحترام والتقدير ومابعدها ، وأدرك جهدهم ، وكريم خلقهم ، ورأيت بنفسى عن قرب نظافة معظمهم فى القلب منهم على سبيل المثال اللواء كمال الدالى محافظ الجيزه السابق عندما كان عقيدا مديرا لمكتب اللواء عزالدين الأحمدى مساعد وزير الداخليه لمباحث الضرائب والرسوم ، واللواء طارق عطيه مساعد وزير الداخليه للعلاقات العامه والإعلام ، عندما كان عقيدا بمباحث أمن الدوله وأشهد الله أنه من أكارم الناس وأروعهم ، وقبل هؤلاء اللواء جميل أبوالدهب مدير أمن الغربيه ومحافظ بور سعيد السابق . واللواء محمد عبداللطيف خضر رئيس أكاديمية الشرطه السابق ، فأدركت أن الشرطه بخير .
حيث أتذكر هذا التاريخ مع الشرطه الذى أنا طرف فيه لايمكن ألا أذكر بعظيم التقدير والتوقير القيمه الرفيعه والعظيمه إبن محافظة الغربيه وإبن الأصول اللواء حسن أبوباشا الذى سمعت بحقه من أستاذى مصطفى شردى شهادة فخر من أنبل فرسان الصحافه المصريه ، وكذلك اللواء أحمد رشدى الذى سجله التاريخ بأحرف من نور ، مؤكدا على تسجيل تقدير وإحترام وتوقير إلى الشرطه المصريه من معالى اللواء محمود توفيق وزير الداخليه وحتى أحدث ضابط شرطه وفرد أمن إنطلاقا من تقدير مستحق ، إلى الصديق المقدم محمد عمار رئيس مباحث بسيون والذى إنتقل للعمل رئيسا لمباحث قسم ثانى المحله ، والذى كانت يتمتع بنظافة يد ، ومهنيه أمنيه عاليه ، وإبن مركز شرطة بسيون الذى إنتقل للعمل رئيسا لمباحث مركز المحله الكبرى والذى يعطى مثالا مشرفا لشباب الشرطه .
أجد أنه من واجبى تسجيل الرأى فيما يتعلق بضباط الشرطه الذين تركوا العمل بمركز شرطة بلدتى بسيون متمنيا لهم التوفيق ، شهادة حق وصدق تلك الشهاده أراها منقوصه بدون توجيه التحايا والتبريكات إلى العميد عصام الشنراقى لتجديد الثقه فى شخصه الكريم مأمورا لمركز شرطة بلدتى بسيون ، هذا الرجل رغم أنه رجل أمن محترف وفى الغالب رجل الأمن المحترف يفقد بعضا من العاطفه تأثرا بتطبيق القانون إلا أنه رجل أمن محترف ممزوجا بالإنسانيه ، فهو طاهر اليد ، نظيف القلب ، إستطاع أن يرسخ فى يقين وضمير المواطن البسيط أن الشرطه ككيان من الثوابت الراسخه بوطننا الحبيب الذى يجب أن نحافظ على قوته ، وعدم السماح لأى مغرض أو مأجور بإضعافها أو تشويهها ، لأنها وبحق تعمل لصالح الوطن والمواطن ، وأن كثر بها شرفاء بصدق ، ولايقبلون الظلم ، ولايحيدون عن الحقيقه ، ومهما تحدثت أو تناولت العميد عصام الشنراقى لن أوفيه حقه أو أعطيه قدره لأنه وبحق فخر للشرطه المصريه .
قد يفهم البعض أننى لاأتحدث عن بشر بل عن ملائكه ، أو أننى أنزلت الشرطه كيانا وأشخاصا منزلا مبالغا فيها ، وهذا غير صحيح لعدة أسباب مجملها أننى طرحت جانبا من الشرطه كيانا وأشخاص كنت فيه شاهد عيان ومن واجبى ألا أكتم تلك الشهاده بل إننى يجب أن أدلى بها لله ثم للتاريخ ككاتب متخصص صاحب قلم بالصحافه المصريه ، ومحاولة للتنبيه أن الشرطه ليست بهذا السوء الذى يصدره بعض المغرضين ، إنطلاقا من أن أى وطن وليس وطننا الغالى بلاشرطه قويه ، وجيش وطنى هو والعدم سواء ومطمع للمجرمين بالداخل والخارج ، فى نفس الوقت قلت قبل سابق وبوضوح شديد ، أن الشرطه تاجا على رؤوس كل المصريين فبها ومن خلال أفرادها يتحقق الأمن والأمان ، لكن لتعظيم ذلك لايجب ترك الأمر لصغار الضباط عديمى الخبره للإساءه بمسلكهم للشرطه المصريه ، وظلم الناس خاصة المنوط بهم كتابة تقارير تدمر مستقبل الناس وترسخ لديهم الكراهية والبغضاء للشرطه الصالح فيهم قبل الظالم تأثرا بما يقع عليهم من ظلم لذا يجب مراجعتهم وتنمية قدراتهم وتعظيم الجانب الإنسانى عندهم والتأكيد عليهم أنهم ليست رسالتهم تصيد الأخطاء وترسيخ الأحكام الأبديه على البشر ، وإدراك أن الإنسان دائما مايكون فى حالة مراجعه مع نفسه بتغير الوقائع حتى ولو سجل عليه خطأ لايجب أن يظل يدفع ثمنا لذلك رغم أنه قد يكون مرجعه سوء فهم أو قلة خبره ، كما أن مثل هؤلاء الضباط بالتأكيد كلما مرت الأيام بهم يتذكرون ماكانوا يأتون به فى شبابهم فيتعجبون أحوالهم ولايقول لى أحدا غير ذلك لأن ماأقول به له علاقه بالنفس البشريه وحكمة رب العالمين فى خلق الإنسان .
يضاف إلى ذلك كله أن كتابة التقارير الأبديه فى حق الأشخاص والتى يقينا تدمر مستقبلهم ومستقبل أولادهم تتعارض مع صحيح الدين وماحث عليه ديننا الحنيف من أن الله تعالى يقبل توبة العبد ، فكيف لإنسان لايقبل مراجعة بشر مثله كلاهما كتب اللهم عليهما الموت . ومع فارق التشبيه وكما جاء فى سورة الأعراف ” ﴿153﴾وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ ثُمَّ تَابُوا مِن بَعْدِهَا وَآمَنُوا إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ ” أى أن الذين عملوا السيئات من الكفر والمعاصي، ثم رجعوا مِن بعد فعلها إلى الإيمان والعمل الصالح، إن ربك من بعد التوبة النصوح لغفور لأعمالهم غير فاضحهم بها، رحيم بهم وبكل مَن كان مثلهم من التائبين .