مسقط، خاص:
حققت موانئ سلطنة عُمان نموًّا في مختلف عملياتها التجارية وأحجام الاستيراد المباشر خلال النصف الأول من العام الجاري 2021 مؤكدةً دورها الريادي في تعزيز مختلف الأنشطة التجارية ورفد الناتج المحلي الإجمالي للسلطنة ودعم أهداف الحكومة في التنويع الاقتصادي.
ويأتي تصنيف الموانئ العُمانية وفق أحدث المؤشرات الدولية بحلولها الأولى عالميا في مدة بقاء السفن في الموانئ، وحصول ميناء صلالة على المركز السادس عالميا في الكفاءة التشغيلية، ترجمة لمكانتها وتنافسيتها العالمية كجزء حيوي من الممرات التجارية العالمية في سلسلة التوريد الدولية.
وعملت مجموعة “أسياد” بالتعاون مع مختلف الجهات الحكومية ومؤسسات القطاع الخاص على تنفيذ العديد من المبادرات والحوافز التي أسهمت في الحفاظ على مستوى الأداء التشغيلي واللوجيستي للموانئ العمانية، وتحقيق نمو اقتصادي مستدام في قطاع الموانئ من خلال إيجاد شراكات استراتيجية مع مختلف الخطوط الملاحية العالمية المرتبطة مع موانئ دولية لتسهيل عمليات تصدير المنتجات الوطنية، وتسريع الحركة التجارية مع الأسواق العالمية وجعلها مركزًا لوجيستيا رئيسيا في سلسلة التوريد العالمية.
وبلغت أعداد الحاويات التي تمت مناولتها قرابة 2.5 مليون حاوية نمطية في الفترة من يناير إلى نهاية يونيو من 2021، وبلغت كمية البضائع العامة التي تمت مناولتها حوالي 28.8 مليون طن بزيادة بلغت 18 بالمائة عن نفس الفترة من عام 2020، في حين بلغت كمية البضائع السائلة التي تمت مناولتها في موانئ السلطنة 9.9 مليون طن بزيادة بلغت 12 بالمائة عن نفس الفترة من عام 2020، لتأتي هذه الزيادة المضطردة في أحجام البضائع العامة والسائلة لتواكب النمو في الأنشطة الاقتصادية والتجارية في السلطنة.
وبلغ عدد المواشي التي تم استيرادها مباشرة عبر الموانئ العمانية قرابة 1.9 مليون رأس حتى نهاية شهر يونيو 2021 بزيادة بلغت 65 بالمائة عن نفس الفترة من عام 2020، وشهد استيراد وإعادة تصدير المركبات والمعدات انخفاضًا بلغ 8 بالمائة. وبلغت أعداد المركبات والمعدات التي تم استيرادها وإعادة تصديرها حوالي 55.5 ألف مركبة ومعدة، نتيجة لتباطؤ النمو الاقتصادي العالمي وتأثيراته على الأسواق المحلية والإقليمية، وبلغ عدد السفن والناقلات التي زارت موانئ السلطنة حتى نهاية شهر يونيو 2021 أكثر من 4.4 ألف سفينة.
ويرى خبراء في الشأن الاقتصادي، أن القدرات الكبيرة لميناء صلالة ومرافقه الحديثة تعزز مكانته كبوابة مهمة لسلطنة عُمان في التجارة البحرية الدولية، ومركز دولي لإعادة شحن الحاويات، خاصة أن ميناء صلالة يعمل ضمن المنظومة اللوجيسيتة العالمية في تدفق سلاسل التوريد وانسابيبة الإمدادات الطبية والغذائية والحيوية والمنتجات الزراعية والثروة الحيوانية وغيرها من السلع والخدمات التي تعزز الأنشطة التجارية والحركة الاقتصادية.
وأنه تأكيدًا على ريادة ميناء صلالة العالمية في سلسلة التوريد صنف السادس عالميًا من بين 351 ميناءً على مستوى العالم في الكفاءة التشغيلية عند استقبال سفن الحاويات والتعامل معها بناءً على مؤشر أداء موانئ الحاويات لعام 2020 بحسب تقرير أصدرته مؤسسة النقل العالمية التابعة للبنك الدولي.
وتؤكد تقارير دولية أن ميناء صحار يواصل الوفاء بالتزاماته للمجتمع التجاري المحلي والعالمي، ورفع كفاءة عملياته اللوجيستية ليكون بوابة لوجستية ومركزًا عالميًا يربط بين الأسواق الآسيوية والأوروبية والأفريقية. فضلاً عن أن للميناء دورًا محوريًا في سلسلة التوريد لضمان التدفق السلس للسلع وتسهيل حركة ومناولة المواد الخام والسلع الأساسية، بجانب ضمان استمرارية العمليات على مدار الساعة.
يأتي ذلك في ضوء النتائج الإيجابية التي حققها ميناء صحار خلال النصف الأول من هذا العام، حيث شهد ارتفاعًا ملموسًا على مستوى عملياته خاصة في مناولة البضائع العامة بنسبة 30 بالمائة والتي جاءت لتترجم الجهود الكبيرة المبذولة، والتكامل التشغيلي بين مختلف أطراف المجتمع التجاري وعملائه من الأسواق المحلية والعالمية، وسيواصل الميناء القيام بدور محوري في رفد الناتج المحلي الإجمالي للسلطنة ودعم أهداف الحكومة في التنويع الاقتصادي، وسيُسهم في تعزيز التصدير والاستيراد المباشر لمختلف البضائع والمواد البترولية والبتروكيماوية والثروة السمكية.
وذكرت التقارير الاقتصادية العالمية، أن الميناء يشهد نموًا مستدامًا في مختلف عملياته التشغيلية؛ حيث حقق نتائج إيجابية خلال الأشهر الستة الأولى من العام الجاري 2021 تمثلت في استقبال 466 سفينة، وارتفاع أعداد الحاويات المناولة بنسبة 79 بالمائة.
وأشارت التقارير إلى أن النمو السنوي التصاعدي على مستوى أحجام الأعمال التشغيلية والتجارية التي تسجلها الموانئ المتوسطة ممثلة في موانئ السويق وشناص وخصب وميناء السلطان قابوس تأتي متناغمة مع الجهود التي تُبذل لتعزيز وتكاملية منظومتها اللوجيستية لجعلها أكثر سلاسة ومرونة لنقل البضائع منها إلى مختلف محافظات السلطنة، ومكملة لأنشطة الموانئ الكبيرة في صلالة وصحار والدقم.
كما أن هذه الموانئ الناشئة حققت ارتفاعًا في مناولة الخضروات والفواكه بنسبة 16 بالمائة وأعداد المواشي بنسبة 67 بالمائة، كما شهدت أعداد السفن التي استقبلتها ارتفاعًا بنسبة 10 بالمائة وذلك مقارنة بالمدة المماثلة من العام الماضي 2020.
ولا شك أن تدشين ميناء خزائن البري قريباً، سيسهم في تسريع حركة الحاويات والبضائع ليكون حلقة وصل مهمة بين الموانئ البحرية المختلفة والمناطق التجارية والصناعية والاقتصادية في السلطنة، نتيجة لنمو حركة الشحن والملاحة البحرية التي تشهدها موانئ سلطنة عُمان.