بقلم الاعلامية أسماء الهوارى
كبير مذيعين بالإذاعة
بأبي أنت وأمي يارسول الله إن المتأمل فى هجرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم يجد أنها نصرا ونورا واستكمالا للدعوة إلى الله؛ الهجرة من مكة المكرمة إلى يثرب التى اصبحت المدينة المنورة بإشراق الحبيب فيها، ونحن الآن بعد 1443 عام مازلنا وسنظل نتعلم منها، نتعلم الإيثار والحب حينما بات سيدنا على بن أبى طالب كرم الله وجهه مكان رسول الله ولم يخش من القتل؛ تعلمنا اختيار الرفيق الصالح سيدنا أبي بكر الصديق رضى الله عنه؛ تعلمناروعة وذكاء المرأة المسلمة في السيدة أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنها حينما شقت نطاقها للزاد واخفاءه من المشركين، تعلمنا الصدق في أخوة المهاجرين والأنصار تعلمنا صدق التوكل على الله؛ تعلمنا وتعلمنا….
وهنا أذكر حديثا لـ ا.د/ صلاح الدين القوصي حين يقول: ويهاجر صلى الله عليه وسلم من مكة من أحب البقاع إلى الله وإليه؛ إلى المدينة المنورة، مستخفيا عن عيون المشركين وهو يعلم علم اليقين أن الله ناصره ومؤيده، وينزل فى الغار، مطمئنا أبا بكر رضى الله عنه: لا تحزن إن الله معنا، ويتفل على قدم أبي بكر وقد لدغه ثعبان فيشفى من فوره بترياق رسول الله صلى الله عليه وسلم ويأتي الحمام، ويأتي العنكبوت تريد أن تنال بركة القرب من رسول الله، فيبيض الحمام فى الغار، وينسج العنكبوت خيوطه على باب الغار، ثم يلحقه سراقة بن مالك وقد أغرته مكافأة قريش التى رصدتها بمن يأتي بمحمد، فيشير رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى فرس سراقة، فتسيخ قوائم الفرس فى حجارة الجبل الصماء، ويطلب سراقة الأمان من رسول الله فيؤمنه، ثم يبشره الرسول صلى الله عليه وسلم، ارجع يا سراقة ولك سوار كسري! مستخف من المشركين وهو يعلم أن ملك كسرى سوف يؤول إلى العرب المسلمين!
ويحل بالمدينة المنورة بالهدى والنور حتى الحرائر أشرفت من فوق الأسطح ترحب وتغني طلع البدر علينا، وتتملي من نور رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتباري القوم كل يمسك بخطام ناقته ليحل رسول الله ضيفا عليه فيقول لهم اتركوها فإنها مأمورة! ويبنى المسجد.
وتشع المدينة المنورة بنور الإيمان، ويجاهد المشركين والمنافقين، ويدعو لهم، ويرحمهم مع أذيتهم له ولأهل بيته وللمسلمين، ويخير الله نبيه بين أن يكون نبيا ملكا أو أن يكون نبيا عبدا فيختار صلى الله عليه وسلم أن يكون نبيا عبدا، صلي الله عليك وسلم وبارك ياسيدي يارسول الله، وبارك عليك وعلى آلك وصحبك بكل ما أنت أهله ياحبيب الله.. اللهم اجعل لنا هجرة بالقلب والروح إلى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم .