مسقط، وكالات:
تمتلك محافظة مسندم مقومات سياحية وتاريخية وأثرية عالمية، فهي ذات طبيعة وتركيبة جيولوجية كما تنفرد بأخوارها وخلجانها ومضيقها المعروف، وكلها تمثل فرصًا واعدة للاستثمار السياحي، الداعم للتنويع الاقتصادي بما يتوافق مع رؤية عُمان 2040.
وقد أولى السلطان هيثم بن طارق، اهتمامه بهذه المناطق موجهاً بحزمة من القرارات اللازمة لتطوير محافظة مسندم، منها إنشاء مناطق اقتصادية وسياحية للاستثمار والاستفادة من التسهيلات والحوافز المقدمة للمستثمر الراغب في الاستثمار بالمحافظة حيث تم تخصيص 31 أرضًا بمحافظة مسندم مخصصة وجاهزة للاستثمار السياحي.
وفي إطار التوظيف الأمثل لتلك المقومات قامت وزارة التراث والسياحة بوضع محافظة مسندم ضمن أولوياتها في التطوير والتنمية السياحية المستدامة وفقًا للاستراتيجية العُمانية للسياحة والاستراتيجية الشاملة للتنمية الاقتصادية والمخطط الشامل لمحافظة مسندم، بالتنسيق والتعاون المباشر مع وحدة متابعة وتنفيذ رؤية عُمان 2040.
ويؤكد خبراء الشأن السياحي، أن محافظة مسندم ليست بحاجة لصناعة سياحة فقط وإنما بحاجة لإيجاد تجربة سياحية جريئة كفيلة بجذب الاستثمار والمستثمرين، علمًا بأن المحافظة تستقطب سنويًّا قبل الجائحة حوالي 200 ألف سائح، حيث بلغ عدد الزوار في القلاع والحصون حوالي 50 ألف زائر سنويًّا، بينما بلغ عدد الزوار القادمين عن طريق السفن الكبيرة ( الكروز) حوالي 129452 زائرًا.
ويعد الشريط الساحلي بالمحافظة من المناظر الفريدة بالسلطنة، حيث يمتاز بموقعه الجغرافي وتضاريسه المتنوعة إذ يلتقي الجبل بالبحر بما يتخلله من الأودية العميقة لتشكل شبه برازخ بحرية مع إطلالة على بحر عُمان من جهة الشرق والخليج العربي من جهة الغرب، فيما تقود الطرق المتعرجة بين طبقات الصخور لاستكشاف كنوز الطبيعة سواء في أعماق البحر أو في قمم الجبال الشامخة.
وتضم محافظة مسندم 10 منشآت فندقية بإجمالي 513 غرفة، متنوعة التصنيف، وتسعى عُمان إلى زيادة عدد المنتجعات والفنادق ضمن المشاريع السياحية لتتواءم مع البيئة المحلية، حيث وزعت 10 أراض لإقامة مشاريع سياحية وتم التوقيع على حق الانتفاع لإقامة ثلاثة فنادق فئة ثلاثة نجوم اثنان منها في ولاية بخاء وآخر في ولاية مدحاء.
وثمة عدد من المشاريع السياحية المزمع إقامتها بمحافظة مسندم، أبرزها مشروع “مركز المغامرات” الذي تتبناه شركة عمران التي قامت مؤخرًا بتنفيذ المرحلة الأولى المتمثلة في السلك الانزلاقي على مساحة 1500 متر وعلى ارتفاع 250 مترًا.
كما أن هناك مشروع مركز الزوار الذي سيُقام في موقع دبا الأثري الذي يعد من المواقع التاريخية والنادرة التي تم اكتشافها مؤخرًا، حيث سيتم استثمار الموقع سياحيًّا من خلال إنشاء المركز بتمويل من شركة اوكيو وستقدم المعلومات التاريخية عن الموقع وتعرض المكتشفات الأثرية في متحف، ليكون إضافة نوعية لمنظومة المشاريع السياحية والتاريخية لجذب الزوار.
يُشار إلى أن المعالم التاريخية كالقلاع والحصون بمحافظة مسندم والبالغ عددها 4 بالإضافة متحف بولاية مدحاء والقرى السياحية، تعد من الموارد المتاحة والمتوفرة التي يجب استثمارها سياحيًّا من قبل القطاع الخاص والمجتمع المحلي خاصة؛ وذلك بهدف تفعيل النشاط السياحي في هذه المعالم التي أصبحت مُعدة ومهيأة لتكون مزارات سياحية، بدورها تحقق أولويات التنوع الاقتصادي .
كما تُعد المخيمات البيئية بمحافظة مسندم منتجًا سياحيًّا تتفرد به محافظة مسندم ورافدًا يُسهم في زيادة وتوفير الغرف الفندقية للقطاع السياحي بالمحافظة، وثمة مقترحات مواقع للمخيمات البيئية تتمثل في “صحاصح” و” السي” و”عشتنة” و”جبل خنزور” و”محاس” و”روبية”و” رأس الأعلى” و”الخالدية” و”غب القديمة” و”شيصة” و”خور نجد” و”حبلين”.