أكد صاحب المعالي السيد عادل بن عبد الرحمن العسومي رئيس البرلمان العربي أنه على الرغم من وجود العديد من الإستراتيجيات الدولية والإقليمية لمواجهة التنظيمات الإرهابية في منطقة الساحل الأفريقي، إلا أن التنظيمات الإرهابية في هذه المنطقة الحيوية، ما تزال قادرة على شن هجمات إرهابية نوعية، واستقطاب عددٍ كبيرٍ من العناصر المحلية للانضمام إليها، وتصعيد عملياتها الإرهابية على نطاق جغرافي أوسع. وتساءل رئيس البرلمان العربي عن أسباب هذا الإخفاق رغم كل الجهود المبذولة، مشيراً في هذا السياق إلى عدم وجود تكامل وانسجام بين الإستراتيجيات الإقليمية والدولية لمحاربة الإرهاب في هذه المنطقة، وتفضيل بعض الدول مصالحها السياسية الضيقة، على حساب الاعتبارات الإنسانية التي تفرض المواجهة الشاملة للإرهاب.
جاء ذلك خلال مشاركة رئيس البرلمان العربي في افتتاح مؤتمر برلماني دولي نظمه الاتحاد البرلماني الدولي حول مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل، بمشاركة كل من رئيس الجمعية الوطنية الموريتانية ورئيس اللجنة البرلمانية لمجموعة دول الساحل الخمس، ورئيس الفريق الاستشاري رفيع المستوى المعني بمكافحة الإرهاب والتطرف العنيف التابع للاتحاد البرلماني الدولي، والسكرتير التنفيذي للجنة البرلمانية لمجموعة دول الساحل الخمس، وممثلين عن 18 برلماناً إفريقياً.
وأشار العسومي في كلمته في افتتاح أعمال هذا المؤتمر، والتي ألقاها من مقر الاتحاد البرلماني الدولي، في إطار الزيارة الحالية التي يقوم بها إلى جنيف على رأس وفد برلماني، إلى أن التهديدات الإرهابية المتنامية التي تشهدها منطقة الساحل، ليست بعيدة في تأثيرها ومخاطرها، عن المنطقة العربية، في ضوء علاقات الجوار الجغرافي التي تربط بين المنطقتين، والطبيعة العابرة للحدود للتنظيمات الإرهابية، والتي تجعل أي دولة بمفردها، مهما كانت إمكاناتها المادية والفكرية، عاجزة عن أن تواجه هذا الشر بمفردها.
وشدد “العسومي” في كلمته على أن هناك حاجة ماسة إلى مراجعة شاملة لسياسات مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل، لتحقيق أكبر قدر ممكن من التكامل بين الإستراتيجيات الإقليمية والدولية القائمة، حتى تكون هناك نتائج ملموسة على أرض الواقع في محاربة التنظيمات الإرهابية، ووقف أنشطتها ومدها الفكري البغيض.
كما أكد رئيس البرلمان العربي على أن المواجهة الأمنية والعسكرية فقط لن تقضي على الإرهاب، وإنما يجب أن تسبقها مواجهة تنموية شاملة، لكي لا يوفر الجهل والفقر، بيئة خصبة تستغلها التنظيمات الإرهابية، لتجنيد واستقطاب المزيد من الإرهابيين، محذراً من خطورة اختزال مواجهة الإرهاب في تنظيم واحد أو إثنين، ومؤكداً على أن المواجهة الفكرية تأتي على