. يالها من أيام عايشتها تجعلنى أقول إعتبروا ياأولى الألباب .
. أموات رحلوا وأحياء تجردوا من السلطه ولم يكن لديهم جميعا ملاذا إلا عملهم الصالح .
. يتعين أن يعى كل صاحب منصب أنه سيصبح تاريخا حيا أو ميتا .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلـم :
الكاتب الصحفى
النائب محمود الشاذلى
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اليوم عايشت الماضى بشموخه وعظمته ، وتذكرت كراما أفاضل رحلوا لكنهم تركوا لنا صنيع أعمالهم نتذكرهم بها بكل خير وندعو لهم بالرحمه والمغفره ، وذلك حيث لقاء جمعنى بالخلوق المحترم الدكتور طارق رحمى محافظ الغربيه المسئول الذى سيتعب كل من سيأتى بعده لأدائه المتميز ، ونشاطه الملحوظ ، وعطائه الملموس ، وذلك بمكتبه تم خلال اللقاء بحث العديد من مشكلات أهلنا ، ومايمكن أن يتم المساهمه فيه لتكون محافظتنا فى الصداره ، وذلك فى حضور الصديقين العزيزين النائبين محمود الشامى ، وسامح حبيب ، تذكرنا كريم صنع والديهما الكريمين النائب الحاج عبدالسميع الشامى ، ونسيبى النائب فتحى حبيب رحمهما الله ، وكيف كان رجال الزمن الجميل بشموخهم وقدرهم الرفيع ، وكيف كنا كنواب عن المحافظه بكافة إنتماءاتنا الحزبيه نذهب لرئيسا الحكومه الدكتور عاطف عبيد ، والدكتور أحمد نظيف للحصول على دعم للمحافظه ، أو إنهاء مشكله عامه ، ولحسن الطالع حضرت جانبا منه الأستاذه جيهان القطان مدير مكتب المحافظ سليلة العائله الكريمه ، والأصل الطيب ، والتاريخ العريق ، والنواب الأكارم بقلين .
تأثرا بتلك الذكرى الطيبه للكرام من النواب تركت فى طريق العوده لبلدتى بسيون العنان للذاكره لتغوص فى الماضى رجالا ومواقف حيث شعرت بأنه تتملكنى رغبه ملحه أن أهز كل صاحب منصب أو مكانه إغتر بها وجعلته يعيش فى معزل عن الناس يتملكه الغرور ، وتناسوا أنهم حتما سيتركون المنصب وسيعودوا مواطنين عاديين بلا صولجان ساعتها لن يجدوا من يسلم عليهم أو حتى ينظر إليهم لأنهم لم يكونوا قريبين من الناس بل قريبين من المنصب الذى عزلهم عن أقرب الأقربين ، وأكاد أقول لكل واحد فيهم يامسكين ستكون ذكرى حيا وميتا فاإجعلها ذكرى طيبه ، لستم أفضل من الراحلين أحياءا وأموات ، أحياءا رغم ماكانوا يشغلونه من مناصب رفيعه لايجدون من يسلم عليهم الآن ، وأمواتا حيث فاضوا إلى بارئهم ليحاسبهم أو يشملهم برحمته ، تاركين خلفهم سيره يخجل منها الأبناء .
يتعاظم الأمر بشأن من رحلوا لأنه لن يكون أى من هؤلاء المساكين أصحاب المناصب الجدد سياسيا ، أو إداريا ، أو نيابيا ، أو مجتمعيا بقدر ولامكانة كثر عشت معهم وتعلمت منهم وتوقفت أمامهم وما يصنعون وفى النهايه إنتقلوا جميعا إلى رحاب رب العالمين سبحانه بجميل صنيعهم يذكرهم الجميع بالخير ، فى القلب منهم الفريق سعد الدين الشاذلى بطل حرب أكتوبر ، واللواء دكتور صلاح الشاذلى إبن المخابرات الذى أسس مدينة الدواء بمصر ، واللواء أحمد شامه . ورجالات الوفد العظماء ، فؤاد باشا سراج الدين ، وإبراهيم باشا فرج ، وعبدالفتاح باشا حسن ، وأحمد بك أباظه ، والدكتور محمد على شتا ، والدكتور عبدالحميد حشيش ، والدكتور نعمان جمعه ، وحافظ شيحا ، وعلى سلامه ، والدكتور إبراهيم الدسوقى أباظه ، وطارق الشيشينى ، والعظماء مصطفى شردى ، وجمال بدوى ، وعباس الطرابيلى ، وسعيد عبدالخالق ، والدكتور عاطف عبيد ، واللواء عبدالحليم موسى ، والوزير كمال الشاذلى ، واللواء جميل أبوالدهب ، والدكتور فتحى سعد ، والمهندس عصام راضى ، والدكتور عبدالهادى راضى .
ستظل النماذج الطيبه تاجا على الرؤوس تنبعث من الأفواه رائحة العطر بمجرد ذكر أسمائهم ، بل يستقبلوا بحفاوه بالغه وترحيب شديد رغم أنهم تحللوا من المنصب وباتوا مواطنين عاديين لكنهم يحملون درجة أسمى من المنصب وهى العدل والإنصاف والإنسانيه لكريم صنيعهم ، وطيب نفوسهم ، وحفاظهم على تقديم الخير للناس لعله وهم بالمنصب من المناسب أن اذكر منهم القيمه القانونيه والشعبيه والمجتمعيه الرفيعه الدكتور أحمد فتحى سرور رئيس مجلس الشعب السابق ، والوزير المهندس محمد عبدالظاهر أبوالحكم المحلى فى مصر ، الذى أسس للأصاله والنزاهة والإحترام فاستحق أن يذكر فى كل المجالس بالخير حتى بعد أن ترك منصبه مرفوع الرأس ، واللواء طارق عطيه ، واللواء جمال الرشيدى زميل العمر والدراسه ، واللواء محمد جاد مساعدى أول وزير الداخليه النماذج المشرفه بالشرطه المصريه على مر التاريخ ، متعهم الله بالصحه والعافيه .
يتعين أن يعى كل صاحب منصب أو مكانه أنه سيصبح تاريخا حيا بخروجه على المعاش أو تركه للمنصب ، أو ميتا فى رحاب رب العالمين سبحانه بما أفضى خاصة هؤلاء المنوط بهم حمل هموم الناس شعبيين كانوا أو تنفيذيين ، والآخرين الذين رفعهم الله بعد ظلم طالهم لكنهم نسوا إنصاف المظلومين ، بل وغضوا الطرف عن مساعدتهم ، ودفع الظلم عنهم ، كل هؤلاء ومن على شاكلتهم يقينا سيلفظهم الجميع ويتجنبونهم وذريتهم إلى يوم القيامه لأنها حكمة رب العالمين سبحانه ، وحتى لو فرضت الظروف عليهم اللقاء فإن الإنصاف الذى لم يفعلوه سيكون لعنة عليهم فاعتبروا ياأولى الألباب .
راحة بالقلب ، وسكينه بالنفس تملكتنى اثناء وبعد لقاء المحافظ المحترم الدكتور طارق رحمى وكأن الله تعالى أراد أن يطيب خاطرى من بعض التصرفات الصغيره التى لمستها من أصحاب المناصب الجدد مع الناس ، عجزت عن حماية هؤلاء المساكين من زلفهم وغرورهم ، وأدركت أن تمسكى بأن أكون جزءا من كيان الناس ، ملتحما بالبسطاء منهم ومحتضنا الفقراء وأقطع المسافات الطول لخدمتهم نعمه بل من أجل النعم التى ينعم الله تعالى بها على عباده ، وأننى على صواب بهذا القرب ، لأننى لم أغتر بمنصب ، أو أتعالى على بشر ، أو أنخدع بجاه ، وإلى اليوم رغم موقعى الوظيفى الرفيع فى الصحافه ، ومكانتى الطيبه التى أحمد رب العالمين عليها لعل الله تعالى ينظر بعين الرحمه فيتغمدنى بواسع رحمته ، فهو سبحانه رحيما بعباده عن بنى البشر .