سورة الأعراف وتحديد الولاية
أ.د. محمد السعيد عبد المؤمن
لقد بدأ الله سبحانه سورة الأعراف ببيان بساطة الرسالة وما كتبت به من أحرف، وذلك في الآية الأولى(المص)، ثم أكد أنه لا ينبغي أن تكون سببا في الحرج،لأنها تحمل خيرين: الأول في الإنذار وهو خير للغافلين، والثاني في التذكير وهو خير للواعين (كتاب أنزل إليك فلا يكن في صدرك حرج منه لتنذر به وذكرى للمؤمنين) والرسالة تبدأ بتحديد الولاية لله وحده دون غيره من العالمين إنسا وجنا (اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلا ما تذكرون) ثم يضرب الله مثلا لمن يتخذ غيره وليا، مهما بلغت قوته أو تسلطه أو علمه أو سياسته أو أسلحته أو عطاؤه أو يقظته (وكم من قرية أهلكناها فجاءها بأسنا بياتا أو هم قائلون) فلن يكون أمامهم إلا الاعتراف بظلم أنفسهم إزاء عقاب الله لهم (فما كان دعواهم إذ جاءهم بأسنا إلا أن قالوا إنا كنا ظالمين) ثم الله يلزمهم الحجة بأن يسأل الشهود منهم والمرسلين من قبله (فلنسألن الذين أرسل إليهم ولنسألن المرسلين) وعندئذ يقدم لهم القصة كلها بعلمه وحضوره (فلنقصن عليهم بعلم وما كنا غائبين)
إن السير في ركاب من لا يقيم لله ولا للآخرة وزنا، مهما علا جبروته، أو قوته أو ثروته، لا مبرر له، ولو كان نظاما عالميا، أو قوة دولية، فقد أنذر الله وذكَّر بوضوح كامل، وحدد أنه لا ولاية إلا له. أفيقوا عباد الله واتبعوا الحق، واتركوا تبعية الباطل فهو لا يغني عن الله في شيء.