كتب- أحمد نورالدين:
عبر تقنية الاتصال المرئي، عقد البروفيسور قطب مصطفى سانو الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي الدولي اجتماعا تشاوريا مع الشيخ محمد قاسم حليمي وزير الإرشاد والحج والأوقاف بجمهورية أفغانستان الإسلامية، حيث استهل حليمي حديثه بالتعبير عن شكره الجليل وتقديره العظيم وامتنانه الكبير لمعالي الأمين العام للمجمع لما يقوم به مجمع الفقه الإسلامي الدولي من جهود مباركة وموفقة في نشر الإسلام الصحيح وتصحيح المفاهيم، وتعزيز منهج الوسطية والاعتدال، منوها في هذا الصدد بأن المجمع يكاد أن يكون المرجعية العلمية العالمية الشرعية الوحيدة التي يحظى باحترام وقبول جميع العلماء والفقهاء من جميع أنحاء العالم، مشيدا بأن قراراته وتوصياته تلقى قبولا حسنا من العلماء والمفكرين في العالم أجمع، كما عبر بشكل خاص عن تقديره العظيم لعلم وفكر معالي الأمين العام للمجمع، حيث إنه يحظى هو الآخر باحترام وتقدير العلماء في جميع البلدان الإسلامية.
ثم عرض الوزير على الأمين العام للمجمع رغبة الحكومة الأفغانية في أن يكون للمجمع دور كبير في تحقيق المصالحة في جمهورية أفغانستان الإسلامية من خلال تنظيم مؤتمر أو ندوة تجمع كبار علماء أفغانستان للتباحث حول تحقيق المصالحة المنشودة بين الفرقاء، وختم حديثه بالتعبير عن ثقته في المجمع وقدرته على تحقيق هذا الأمل في أقرب الآجال.
من جانبه، رحب معالي الأمين العام للمجمع بمعالي الوزير، وشكره على هذه المبادرة القيمة التي تعد من صميم مهام المجمع وخاصة فيما يتعلق بتحقيق التلاقي الفكري وتعزيز التعاون والتواصل والمقاربة بين علماء الأمة، كما أعرب معاليه عن موقف المجمع الثابت في دعوة الفرقاء المتحاربين من الأشقاء إلى حقن الدماء المعصومة، وحفظ الأعراض المصونة، وحماية الممتلكات المحفوظة؛ مؤكدا في هذه الأثناء على تضافر النصوص الشرعية القطعية من الكتاب والسنة التي تنص على حرمة الدم والعرض والمال، كما رحب سانو بمبادرة الوزير واعدا إياه باستعداد المجمع لتحقيق ما تتطلع إليه حكومة أفغانستان من اضطلاع المجمع بدور فعال في تحقيق المصالحة بين الفرقاء في العاجل القريب، واتفق الطرفان على مواصلة الاجتماعات في الأيام القادمة للتباحث حول تحقيق المبادرة في أقرب وقت.
فى سياق متصل قام السيد راين كليها القنصل العام والمبعوث الخاص للولايات المتحدة الأمريكية لدى منظمة التعاون الإسلامي ترافقه السيدة خلود قنديل نائبة مدير الدائرة السياسية والاقتصادية بالقنصلية بزيارة الأستاذ الدكتور قطب مصطفى سانو الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي الدولي بمقر الأمانة العامة للمجمع، حيث أعرب السيد راين عن تقديره وإعجابه بما تشهده الأمانة العامة للمجمع من تغيرات نوعية، وتطورات واضحة سواء على المستوى الإداري أم المستوى العلمي والفكري منذ تولي معاليه مهامه أمينا عاما للمجمع قبل أشهر، كما اعرب عن سروره لما يقوم به المجمع من دور مهم في مكافحة الفكر المتطرف، والإرهاب، ونبذ العنف، والتعصب، مشيدا في هذا الصدد بما سمعه من معاليه بشكل مباشر من موقف علمي واضح وصريح تجاه العديد من الممارسات الخاطئة التي تتعرض لها المرأة في بعض المجتمعات، كالخفاض، وزواج القاصرات، وغير ذلك.
متطلعا إلى تعزيز علاقات التعاون والتواصل بين الأمانة العامة للمجمع وبين الولايات المتحدة من خلال القنصل العام والمبعوث الخاص الجديد الذي سيصل إلى مدينة جدة مع بداية شهر أغسطس، خاتما حديثه بتمنياته لمعاليه وللمجمع بالنجاح والسداد والتوفيق في تحقيق ما تتضمنه خطة المجمع الإستراتيجية من أنشطة وبرامج واعدة.
من جانبه، رحب الدكتور قطب براين والسيدة المرافقة له، مؤكدا على الرغبة الصادقة في تعزيز علاقات التعاون والتواصل بين الأمانة العامة للمجمع والولايات المتحدة الأمريكية، مشيدا في هذه الأثناء بما لمسه منه من حرص جليل على توثيق عرى التعاون والتواصل بين المجمع والمؤسسات المعنية بالمسائل والقضايا التي يعالجها المجمع عبر قراراته وندواته؛ وعبَّر معاليه بهذه المناسبة عن حزنه وأسفه على مغادرة سعادته في هذا الوقت بعد أن ترك أثرا طيبا وذكرا حسنا لدى كل من عرفه من قرب أو تعامل معه؛ وتمنى له التوفيق والنجاح في مهامه الجديدة في الولايات المتحدة، كما أكَّد لسعادته مضي المجمع قدما في مهامه وخاصة فيما يتعلق بمكافحة التطرف والغلو والإرهاب والعنف، فضلا عن تصحيح جملة المفاهيم الخطأ التي نسجت حول العديد من قضايا المرأة كالخفاض، والإقصاء، والاعتداء النفسي والجسدي، حيث قد سبق للمجمع أن أصدر إزاء تلك القضايا والمسائل قرارات منددة ومشجبة ورافضة لجميع أشكال العنف والامتهان التي يرتكبها بعض باسم الإسلام والحال أن الإسلام لا يقر بأي شكل من أشكال الامتهان أو الاعتداء النفسي والجسدي على بنات حواء؛ كما أكد سانو استعداد المجمع لتعزيز الوعي لدى المجتمعات المسلمة بأهمية الالتزام بمقتضيات المواطنة في دولهم، وضرورة احترام القوانين والأنظمة مع الحفاظ على هويتهم الدينية، إذ لا يوجد في واقع الأمر تعارض ذو بال بين الانتماء الديني والولاء للوطن الذي يقطنه الإنسان المسلم، ولذلك لا بد من تصحيح المفاهيم التي تفترض صراعا بين الأمرين والحال أن الإسلام لا يعارض الانتماء إلى وطن مع المحافظة على عقيدته ودينه.
وختم معاليه حديثه بالتأكيد على أن المجمع سيمضي قدما في تعزيز علاقات التعاون مع القنصل العام والمبعوث الخاص الجديد الذي سيخلفه، ومع كافة المؤسسات والمراكز العلمية الأمريكية المعنية حضر الاجتماع مع معاليه كل من الدكتور أيمن عبد الكريم مستشار الأمين العام للمجمع، والأستاذ مراد التليلي مستشار الأمين العام للمجمع، والسيدة سارة أمجد حسين مديرة شؤون الأسرة والمرأة بالمجمع، والأستاذ أمجد مصطفى رئيس قسم المراسم بادارة شؤون الديوان والمراسم.