كتب – هشام أبو رحاب :
في عهد الخديوي محمد علي رائد نهضة مصر الحديثة والذي جعل مصرتنفتح على العالم الغربي لما شهده من تطور في مختلف نواحي الحياة آنذاك كان للجانب الثقافي نصيب كبير من أهتمام محمد علي .
وفي عام 1835 وتحديداً في 29 يونيو .
أصدر محمد علي باشا مرسومًا يقضي بإنشاء مصلحة الآثار والمتحف المصري وقام بإسناد إدارة تلك المصلحة إلى يوسف ضياء أفندي وتحت إشراف الشيخ رفاعة الطهطاوي ليتولى مهمة الاهتمام بآثار الماضي والحفاظ عليها من السرقة والنهب والتدمير .
ونجح في تحذير الرأي العام بقيمة الآثار المصرية وقام بإصدار قرار في 15 أغسطس من نفس العام بمنع التهريب والاتجار في الآثار المصرية بل وضرورة صيانتها والحفاظ عليها .
وكان المتحف المصري آنذاك يطل على ضفاف بركة الأزبكية.
بدأ يوسف ضياء أفندي “مدير مصلحة الآثار” منذ تولى منصبه بالتفتيش على آثار مصر الوسطى التي كان يعثر عليها الفلاحون .
وفي عام 1848 كلف محمد علي باشا لينان بك وزير المعارف بوضع بيان شامل عن المناطق الأثرية وإرسال الآثار المهمة إلى المتحف المصري ولم يكلل هذا العمل بالنجاح بسبب وفاة محمد علي عام 1849 لتعود ظاهرة الاتجار في الآثار إلى الظهور مرة آخري
واستمرت الآثار المصرية تتعرض للسلب والنهب والدمار إلى أن أصدر الخديوي عباس أوامره بفرض رقابة شديدة على الأجانب والمصريين الذين كانوا يقومون بسرقة الآثار وبيعها.
وفي 29 يونيو 1858 وافق الخديوي سعيد على إنشاء مصلحة للآثار المصرية وأنشأ مخزنًا للآثار على ضفاف النيل ببولاق .
والذي تحول في 5 فبراير 1859 إلى متحف عند اكتشاف كنز الملكة إياح حتب بمنطقة دراع أبو النجا بطيبة .
وفي عهد الخديوي إسماعيل تم بناء متحف بولاق للآثار وافتتح للزيارة للمرة الأولى عام 1863 .
وكان المتحف في بدايته مبنًى ضخمًا يطل على النيل وسمي (بالأنتكخانة) .
إلا أنه تعرض لفيضان النيل في عام 1878 لدرجة أن مجموعة من المعروضات ذات القيمة الفنية العلمية قد فقدت .
في عام 1889 تنازل الخديوي إسماعيل عن أحد قصوره بالجيزة في المكان الذي تقع به حديقة الحيوان الآن ليكون المقر الجديد للمتحف نتيجه لأزدحام متحف الأنتكخانه بالآثار .
وفي عام 1897 بدأت فكرة وضع تصميم المتحف المصري الحالي ليقام بالمنطقة الشمالية لميدان التحرير «الإسماعيلية سابقًا» .
واحتفل بوضع حجر الأساس في 1 أبريل 1897 في حضور الخديوي عباس حلمي الثاني .. وفي 9مارس 1902 تم نقل المجموعات الأثرية من قصر الخديوي إسماعيل بالجيزة إلى المتحف الجديد .
وهي العملية التي استُخدم خلالها خمسة آلاف عربة خشبية أما الآثار الضخمة فقد تم نقلها على قطارين سُيِّرا ذهابًا وعودة نحو تسع عشرة مرة بين الجيزة وقصر النيل .
وقد حملت الشحنة الأولى نحو ثمانية وأربعين تابوتاً حجريًا تزن ما يزيد على ألف طن إجمالًا .. وتم الانتهاء من عمليات النقل في 13 يوليو 1902.
وفي 15 نوفمبر من نفس العام تم افتتاح المتحف المصري رسمياً .. وهوه المتحف الحالي بالتحرير الذي شهد طوال مائة وعشرون من تاريخ مصر العديد من الأحداث .
وما شهده المتحف مؤخراً من موكب المومياوات الملكية ونقلها لمتحف الحضارة في موكب شهده العالم أجمع . ما يدل علي عبقرية وفن وإبداع المصري الذي لا ولن يتوقف عبر الزمان والمكان.