مسقط – خاص :
تزخر سلطنة عُمان بالعديد من المواقع الثقافية الفريدة المنتشرة في جميع المحافظات، والتي كانت نتاجا طبيعيا للمستوى الحضاري الذي بلغه الإنسان العماني عبر القرون التي تعاقبت على عُمان.
ومع التحولات الزمنية على بنية المكان تحولت تلك المواقع إلى آثار إنسانية تحمل بين تفاصيلها الكثير من التاريخ والعديد من الشواهد القادرة على النطق والحديث لتحكي تفاصيل إنسان عاش على هذه الأرض واستطاع أن يترك بصمة خالدة على مرّ التاريخ.
ومنذ بواكير النهضة العُمانية ، أولت عُمان اهتمامها بتطوير المواقع الأثرية لتنفث في بقاياها وهج الحياة ولتدب فيها الحركة بعد سنوات من السكون والاندثار. وتحول الكثير من تلك المواقع إلى قائمة التراث الإنساني الخالد الذي أعطى عمان رمزيّة وقيمة مضافة يمكن أن تتحول بسهولة إلى مورد اقتصادي هائل.
ومع تدشين السلطان هيثم بن طارق سلطان عُمان، الرؤية المستقبلية لعُمان 2040 باعتبارها بوابة عُمان للدخول لمصاف الدول المتقدمة،
اتجهت الرؤية العُمانية الحديثة الآن نحو التوظيف الإقتصادي للمواقع السياحية، حيث أعادت الحكومة هيكلة كل المؤسسات المعنية بالجانب التراثي والسياحي في مؤسسة واحدة هي وزارة التراث والسياحة وهي وزارة لديها خطة طموحة في هذا الجانب وبدأت تعمل ميدانيا في سبيل تحقيق تلك الطموحات الكبار.
ولما كان من بين أهداف رؤية عمان «2040» الإستثمار المستدام للتراث والثقافة والفنون بما يسهم في نمو الإقتصاد الوطني» فإن المرحلة تتطلب المزيد من العمل لتحويل المواقع التراثية والثقافية في السلطنة إلى مواقع تضج بالحياة وقادرة على المساهمة في نمو الإقتصاد الوطني.
ويمكن الإستفادة من التجارب العالمية في هذا المجال، وتطبيقها على أرض الواقع بأساليب ذكية وقادرة على قراءة اهتمامات السائح المحلي أو السائح القادم من الخارج.
فضلاً عن أن السلطنة تملك تجارب ناجحة يمكن البناء على منجزها مثل موقع أرض اللبان الذي يستقطب أعدادا كبيرة من السياح سنويا.
وثمة إستراتيجية سياحية تهدف إلى جعل السلطنة وجهة سياحية عالمية للعمل على رفع نسبة مساهمة القطاع السياحي في الناتج الإجمالي المحلي، وذلك من خلال تطبيق إستراتيجية تنمية وتطوير القطاع التي تضع في اعتبارها عدة مبادئ رئيسية أهمها المحافظة على الإرث التاريخي والحضاري والثقافي للمجتمع العماني والحفاظ على البيئة والمقومات الطبيعية للسلطنة والتطوير الدائم للبنى الأساسية للمواقع السياحية وإيجاد سياحة نوعية منتقاة، إضافة إلى زيادة معدل الوعي السياحي ودعم المشروعات السياحية المتوسطة والصغيرة وتشجيع السياحة الداخلية وجذب الإستثمارات الخارجية.
وتأمل وزارة السياحة العمانية ان يسهم تنفيذ إستراتيجية السياحة في زيادة عدد الوظائف المرتبطة بالقطاع حتى عام 2040م
لتصل إلى أكثر من 500 ألف فرصة عمل، وزيادة حجم الاستثمارات المتوقعة في الفترة من 2016 إلى 2040 لتصل إلى 19 مليار ريال عماني 12% منها استثمارات من القطاع العام
وزيادة مساهمتها في الناتج المحلي الإجمالي كحد أدنى 6 % بحلول عام 2040م، بالإضافة إلى تنمية الاقتصاد المحلي وتطوير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة لتصل إلى 1200 مؤسسة حتى عام 2040م، حيث يبلغ عددها حاليا 99 مؤسسة، وتحسين نوعية الحياة لمستقبل أفضل وتقوية الاعتزاز بالهوية العمانية.
رسالة السياحة العمانية هدفها تنوع الإقتصاد وإيجاد فرص عمل من خلال تقديم تجارب سياحية ثرية بطابع عماني، وأن تصبح السلطنة في عام 2040م من أهم المقاصد السياحية التي يزورها السائح لقضاء الإجازات، وللاستكشاف والإجتماعات؛ وأن تجذب 11 مليون سائح دولي ومحلي على أقل تقدير.