رؤيه فى بناء الدول وإقامة المجتمعات تبحث عن متلقى لها .
خلق مناخ ملائم لحصار تنامى الإجرام ، عبر حياه كريمه أساس لبناء مجتمع قوى .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلـم :
الكاتب الصحفى
النائب محمود الشاذلى
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يقينا .. إن بناء الدول وإقامة المجتمعات ، والترسيخ لأمه قويه يتطلب عوامل كثيره المعروف منها للكافه هى جيش قوى ، وشرطه قويه ، وقضاه يطبقون القانون بالعدل ، لكننى أرى أن كل تلك العوامل لايمكن لها أن تكون على المستوى المأمول فى هذا البناء دون بناء الإنسان على أسس سليمه بعيدا عن أى هوى ، وإعداد مناخ سليم يسمح ببناء مواطن قوى علميا وجسديا ومنضبط سلوكيا ، ومتزن عقليا ، وبيئه حاضنه للإبداع العلمى والثقافى ، بالمجمل التربيه هى الأساس ، التربيه المجرده من أى هوى أو موجهة طبقا للمزاج ، تربية الطفل والصبى والشاب على الحب ، والإحترام ، والسماحه ، والفضائل ، والجد ، والإجتهاد فى العمل ، والصدق فى القول ، وليس على الإستقطاب المحموم والإنتقام والكراهية والبغضاء ، ولنا فى واقع الحياه دلائل وشواهد كثيره تدعم تلك الرؤيه .
من هنا أجد أن تنمية المجتمع ونهضة الدول ، والعمل على ضبط سلوك الناس ، وفرض الإحترام عليهم لايمكن أن تكون عبر إجراءات قاسيه ، أو تجاوزات سلوكيه ، أوالتهميش ، أو تغييب المجرمين خلف القضبان ، فإن تلك الطريقه خاطئه فى تصورى لأنها تقوم أحيانا على إهدار قيمة الإنسان وليس خلق مناخ ملائم لحصار تنامى الإجرام ، وتزايد المجرمين عبر حياه كريمه ومجتمع يتسم من فيه بالإحترام لذا سيظل هذا الإجرام مهددا للمجتمع لأن من طاله القمع من المجرمين يتحين الفرصه للإنتقام .
فى تقديرى أن تلك المعالجات تزيد الجروح ، وتنمى البغضاء حتى ولو كان لها نتيجه فإنها نتيجه وقتيه تمت تحت الضغط ماتلبث أن تنهار كل منظومتها إذا سمحت الظروف بذلك ، بل إنه يفرز مجتمع كل من فيه وصموا بخطيئة الكذب ، بل وأصبحوا يتعايشون مع النفاق ويتنفسون الكذب ، ويتعايشون معه ، وفى أى لحظه تكتشف أن كثر فى هذا المجتمع يتسمون بقلة الأصل ، والشواهد الحديثه والقديمه خير شاهد ولأضرب لذلك مثالين .
عندما شرفت بعضوية مجلس الشعب عن المعارضه الوطنيه الشريفه والنظيفه حيث الوفد فى زمن الشموخ إقتربت أكثر وبشده من الناس معيشة ، وسلوكا ، ودخلت فى أعماقهم ، ورأيت أنماطا مختلفه من البشر لم أكن أتخيلها رغم أن حياتى جميعها وسط الناس ومازالت بفضل الله تعالى ، سمعت كلاما كاد قائليه أن يقنعونى أننى شخص ملهم ، وكان مثل هؤلاء يتنافسون للإقتراب منى لينالوا أكبر قدر من الخدمات وهم لايدركون أننى سعيد بذلك لأنه حقهم فما أنا إلا خادما لهم ، إجتهدت وقدمت كثيرا بشهادة الجميع ويبقى الكمال لله وحده فمن المستحيل أن يلبى نائبا فى دائرة ريفيه كل متطلبات الناس ، فعلت مافعلت خاصة فيما يتعلق بالتعيينات هذا الملف الشائك وبإعتراف الجميع لن يتكرر مافعلته فى هذا الشأن ، وكذلك فيما يتعلق بالخدمات العامه بالدائره ، وما يتعلق بالأداء البرلمانى ومسئولياتى التى حددها لى الدستور كنائب عن الشعب من ناحية الرقابه والتشريع وإقرار الموازنه وأضفت إليهم تبنى قضايا المواطن البسيط خاصة فى الحياه العامه والزود عن المظلومين وأحدثت حراكا غير مسبوق ساعدنى فى ذلك طبيعة عملى الصحفى والوضع الوظيفى والمجتمعى لإخوتى وكثر من عائلتى ، ثم بعد أن تركت البرلمان إنكشف أمامى معدن الناس وعايشت مواقف تندرت فيها على الأخلاق وذهب هؤلاء أنفسهم للقيام بنفس الدور مع من أتى بعدى وهذا لايزعجنى ماأزعجنى عدم الإنصاف أو رد الغيبه من قبلهم ظنا منهم أن هذا قد لايعجب من أتى بعدى .
المثال الآخر .. ماورد وتواتر من وقائع مثل مقاومة(محمد كريم) في مصر للحملة الفرنسية بقيادة نابليون حيث تم الحكم عليه بالإعدام إلا أن نابليون أرسل إليه وأحضره وقال له .. ” يعز على أن أعدم رجلا دافع عن بلاده ببسالتك ولا أريد أن يذكرنى التاريخ بأننى أعدم أبطالا يدافعون عن أوطانهم ولذلك عفوت عنك مقابل عشرة آلاف قطعة من الذهب تعويضا عن من قتل من جنودي ” فقال له محمد كريم ليس معى ما يكفي من المال ولكن أدين التجار بأكثر من مائة ألف قطعة من الذهب فقال له نابليون سأسمح لك بمهلة لتحصيل أموالك فما كان من محمد كريم إلا الذهاب الى السوق كل يوم وهو مسلسل فى أغلال ومحاط بجنود المحتل الفرنسى ولكن يحدوه الأمل فيمن ضحى من أجلهم من أبناء وطنه فلم يستجب تاجر واحد بل اتهموه أنه كان سببا فى دمار الأسكندرية وسببا فى تدهور الأحوال الاقتصادية ، فعاد إلى نابليون خالى الوفاض ، فقال له نابليون ليس أمامي إلا اعدامك ليس لأنك قاومتنا وقتلت جنودنا ولكن لأنك دفعت بحياتك مقابل أناس جبناء تشغلهم تجارتهم عن حرية الأوطان ، من هنا تكمن أهمية تربية الشعوب على أسس سليمه مجرده من الهوى بداية من الطفل بعيدا عن الشعارات البراقه والكلمات الخادعه . تلك رؤيه لاأدعى أنها صواب أ أو تحمل الحقيقه المطلقه ، لكننى يحسب لى أننى إجتهدت فى طرحها ويبقى التوفيق من الله رب العالمين وحده .