يقول المولى تبارك وتعالى فى كتابه العزيز بسم الله الرحمن الرحيم ” وقضينا إلى بنى إسرائيل فى الكتاب لتفسدن فى الأرض مرتين ولتعلن علوا كبيرا فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا اولى بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا ” الآيتان ٤-٥ من سورة الإسراء.
فمعني كلمة جاسوا اى دخلوا الأقصى من غير حرب وحدث هذا بالفعل فى عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب وهذه هى المرة الأولى فى إفساد الأرض من المرتين التى قضاها الله فى كتابه على بنى اسرائيل
لم يتبقى إلا المرة الثانية التى ننتظرها يقول الله تعالى “فإذا جاء وعد الأخرة ليسؤوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه اول مرة وليتبروا ماعلوا تتبيرا” سورة ” الاسراء ” ايه 7
وعد الأخرة أى المرة الثانية بعد الإفساد الثانى ليس المقصود يوم القيامة كما يظن البعض”القرآن كان صريحاً وقاطعاً في أن نهاية إسرائيل وتدميرها سيكون على يد المسلمين وأنه سوف يحدث بانكشاف الدور الإسرائيلي المفسد والمخرب في العالم وفضيحتها على ملأ .
يقول القرآن :
” فَإِذَا جَاء وَعْدُ الأخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ ” سورة الإسراء ايه 7
وإساءة الوجه لا تكون إلاّ بفضيحة
” وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيراً سورة الإسراء ايه 7
أي يدمروا كل ما بنت إسرائيل وكل ما عمرت .
ولأن إسرائيل تعلم هذا ،
فقد جعلت أولى أولوياتها كسر شوكة المسلمين و الإسلام وإذلاله في كل مكان وألّا يقوم للإسلام قائمة في أي بقعة من الأرض .
وهو ما نراه الآن يحدث أمام أعيننا وفي وقت واحد فى الصين و الهند ، وبورما ، وكشمير ، وسيرلانكا ، وطاجيكستان والعراق وسوريا ومن قبل البوسنة والهرسك .. الخ أما كيف ..
فإن لإسرائيل جهازين تعمل بهما ..
أولهما أخطبوط ظاهر هو اللوبي الصهيوني في أمريكا ، وثانيهما “أخطبوط خفي”
في “كل دولة وفي كل حكومة” اسمه “الماسونية” ..
والماسوني هو العميل الخفي الذي يعمل لحساب إسرائيل من الباطن خادعاً أو مخدوعاً وأحياناُ دون ان يدري .
وجماعات برج المراقبة بنادي بريث ، والجماعات الإنجيلية الأمريكية المتطرفة ، ونوادي الروتاري ، والليونز كلها ذوات أصول ونشأة ماسونية .
وبذلك أصبح لإسرائيل في كل مجتمع وفي كل حكومة مُحرِّض خفي وعميل مستتر يعمل لحسابها ومراكز لجمع المعلومات في كل مكان .
هذا غير مدفعية الإعلام الموّجـَه والكتب والصحف والمجلات والأفلام والفيديو والمسرح والفنون المنحلّة التي تنخر كالسوس في البنية السياسية والإجتماعية العالمية استعداداً لليوم الموعود
نحن إذن في هذا الزمان الذي تنتظره إسرائيل وقد جاء رجلها وجاء يومها الموعود ولعل مايحدث الآن فى غزة تكون الشرارة لبداية النهاية لإسرائيل حيث بينت مدى الضعف والهوان فى المجتمع الصهيونى المخوخ
ومن أجل هذا خصّ ربنا إسرائيل بنصيب وافر في القرآن الكريم .. ( 20 % من القرآن يحكي عمّا فعلته إسرائيل في الماضي وما ستفعله في المستقبل ) ، فقد كانوا محوراً من محاور الفساد بطول التاريخ . ويقول الله عز وجل :
{ وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ } سورة الدخان ايه 32
فوصفهم المولى عز وجل بأنهم على علم وبأنه اختارهم ، وخصّهم بالعلم ، ولكنهم أساءوا استخدام هذا العلم ، وسخرّوه للشر والإفساد فلعنهم ، وسلبهم ، وحكم عليهم بالشتات والخسران وقضى عليهم بالدمار في النهاية .
وسوف تنتهي إسرائيل وسوف تُدَمّر رغم هذا العلم ورغم هذا التآمر العبقري ، وسوف يكون ذلك “بيد المسلمين” رغم ما نرى الآن من حالهم ، وستكون تلك آية من آيات إحيائه للعظام وهي رميم .
أما الذي يستهول منا إعطاء كل هذه الأهمية لإفساد هذه القلة من اليهود في شئون العالم وفي تاريخه .
فإني أقول له : ذلك كلام الله الذي خلقهم وليس رأيي وهو أعلم بهم .
والكل متربص .. كل صاحب ملة يرى أنه وحده على الحق وأن الآخرين على الباطل .
{ قُلْ كُلٌّ مُّتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدَى } سورة طه ايه 135
وعند الله فصل الخطاب .