مداغ – يونس الناصري :
لم تخلف مشيخة الطريقة القادرية البودشيشة ومعها مؤسسة الملتقى الموعد مع المتابعين لفعاليات ليالي الوصال الرقمية بتنظيمهما بتعاون مع مؤسسة الجمال، السبت 15 ماي 2021، الليلة الرقمية الثالثة والخمسين، التي بثت عبر المنصات الرقمية الرسمية لمؤسسة الملتقى.
توزع برنامج هذا السمر العلمي والروحي بين المداخلات العلمية والوصلات الإنشادية، وشهادات حية لمريدي الطريقة من خارج المغرب، الذين أبرزوا من خلالها الأثر الإيجابي للطريقة على حياتهم وتربيتهم، من بينها شهادة لقمان شايب طبيب جراح من ستراتبورغ فرنسا، وأرموندو مونتويا جوردان من دولة البيرو، طبيب أسنان ومختص في علم الأنثربولوجيا.
افتتحت الليلة الرقمية بآيات بينات من الذكر الحكيم بصوت المقرئ علي السباعي من الولايات المتحدة الأمريكية، ليفسح المجال أمام أولى المداخلات العلمية، التي خصصها الدكتور عبد الرزاق التورابي أستاذ التعليم العالي بجامعة محمد الخامس بالرباط، لعرض مختارات من كلام شيخ الطريقة الدكتور مولاي جمال الدين، والتي تمحورت حول مجاهدة النفس لتحصيل التقوى من خلال العبارة الشهيرة التي يرددها شيخ الطريقة “جاهد تشاهد”، مبينا أن السلاح الأقوى لجهاد النفس هو الذكر الكثير المتواصل غير المنقطع، وأن هذه المجاهدة تورث المشاهدة لتجليات الحق سبحانه وتعالى، مذكرا بقول أحد السادة العلماء: “من لا مجاهدة له لامشاهدة له “.
أما المداخلة العلمية الثانية فكانت للدكتورة أسماء المصمودي، باحثة بالرابطة المحمدية للعلماء، حول موضوع: “مقومات الصحبة وشروط سلامتها في السلوك الروحي”، وذلك انطلاقا من نموذج صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذين لم يكونوا لينالوا تلك المراتب السامية لولا صحبتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم واقتدائهم به، مستعرضة الشروط التي يجب أن تتحقق في الشيخ المربي الدال على الله .
فيما كانت المداخلة العلمية الثالثة للدكتور مولاي منير القادري بودشيش مدير مؤسسة الملتقى ورئيس المركز الأورومتوسطي لدراسة الإسلام اليوم، تحت عنوان “الفرح بالله وتجلياته على المؤمنين في الدنيا والاخرة”، بين من خلالها أن الفرح بالله هو أسمى أنواع نعيم القرب من الله تعالى، وأن فرح القلب بالله عبادة قلبية عظيمة،
مشيرا إلى أن الفرح الحقيقي بالله هو فرح بذكر الله تعالى وفرح بالقرآن وبشريعة الحق عز وجل وفرح بالصلاة والصيام وجميع أنواع الطاعات والقربات، مستشهدا بنصوص من الكتاب والسنة وأقوال الصحابة والسلف الصالح والعلماء.
فيما كانت المداخلة العلمية الرابعة للدكتور محمد بحطاط، أستاذ جامعي مختصص في الفيزياء بجامعة سانت إيتيان بفرنسا، خصصها للكلام عن مفهوم التوجه في طريق التصوف من خلال استعراض دلالات الكلمة في القرآن الكريم والسنة النبوية، وارتباطاتها الاشتقاقاتية،
وأكد على أن التوجه من أهم المفاهيم داخل الطريقة القادرية البودشيشية، محددا إياه في قول شيخ الطريقة الدكتور جمال الدين:” التوجه يساوي المحبة “.
أما المداخلة العلمية الخامسة فتناول فيها الدكتور بلقاسم الجطاري بالتحليل موضوع “مقترحات المسلمين لتجاوز أدواء العصر”،
مبرزا قيمة هذه المقترحات وأثرها في السلامة من انعكاسات الأدواء والأزمات.
وباللغة الإنجليزية تناول الدكتور ادريس شاريي قيم الرحمة واللطف في أقوال وأحوال الصوفية.
وتخللت هذه المداخلات وصلات من السماع والمديح لكل من المجموعة الرسمية للطريقة القادرية البودشيشية، ومجموعات الطريقة بكل من مدن الجديدة وتيزنيت وكلميم ودولة ليبيا الشقيقة، ومشاركة فردية للمنشد مراد العطواني من برشلونة باسبانيا، بالإضافة لمجموعة برعومات الطريقة بمداغ.
وتم ختم أطوار هذا السمر الروحي بفقرة من كلام القوم خصصها إبراهيم بلمقدم، باحث ومؤطر بمركز أجيال للمواكبة والوقاية والتمنيع بالناظور التابع للرابطة المحمدية للعلماء، للحديث عن مختارات من كلام الشيخ مولاي عبد السلام بن مشيش،
مختتما كلمته برفع الدعاء الصالح للبلاد ولملكها ولسائر المسلمين والبشرية جمعاء.