مضت أيام الخير والبركات والنفحات وصعد رمضان إلى ربه سبحانه وتعالى فيقول الله له فوعزتى وجلالى لأكرمن من أكرمك ولأهينن من أهانك فهل أنت من الفائزين المقبولين المغفور لهم من رب العالمين ..
ولكن كيف حالكم بعد رمضان ؟ .. فلابد لنا أن نقارن حالنا حالنا في رمضان وحالنا بعد رمضان .. هل سنجعل أيامنا كلها رمضان فالرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه جعل لنا منحة من مداومة الصيام بعدما ذقنا حلاوته حينما سن لنا الصيام بعد رمضان بستة أيام من شوال وأخبرنا بأنه من صام رمضان ثم أتبعه بست من شوال فيكون ثوابه كمن صام العام كله فربما يسأل سائل كيف يكون ذلك ..
نحن نعرف منحة الحق سبحانه وتعالى أن جعل الحسنة بعشرة أمثالها فشهر رمضان ثلاثون يوما أى بثلاث مائة يوم ونحن نعرف أن العام ثلثائة وستون يوما فهناك ستون يوما على العام فصيام ستة أيام تعادل ستين يوما فنكون بذلك كتب ملنا ثواب السنة كلها .
لقد كنا في أيام الرحمات من صلاة وصيام وقيام وتلاوة قرآن وذ كّر .
لقد ذقنا حلاوة الإيمان وعرفنا نفحات الصيام وذقنا لذّه القرب الدمعه من الله وكيف كنا نناجى ربنا سبحانه ونحن نقرأ القرآ ن وذقنا حلاوة المناجاة في الأسحار .
ها نحن ودعنا شهر القرآن والتقوى والصبر والجهاد والرحمة والمغفرة والعتق من النار .
فماذا جنينا من ثماره اليانعة وظلاله الوارقه ونفحاته الربانية ..
فهل تحققنا بالتقوى … وخرجنا من رمضان بشهادة المتقين .
هل تعلمنا فيه الصبر والمصابرة على الطاعة وعن المعصية .
هل جاهدنا أنفسنا وشهواتنا وانتصرنا عليها .
أسئلة كثيرة .. وخواطر عديدة .. تتداعى على قلب كل مُسلم صادق .. يسأل نفسه ويجيبها بصدق وصراحة .. ماذا استفدت من رمضان ؟
هل غير رمضان عاداتنا السيئة .. نُغير فيه من أعمالنا وسلوكنا وعاداتنا وأخلاقنا المخالفة لشرع الله جل وعلا حيث يقول : { .. إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ… } الرعد 11 .
وبعد أنتهاء قيام رمضان فقيام الليل مشروع في كل ليله وهو سنة مؤكدة حيث حثنا النبي صلى الله عليه وسلم على أدائها بقوله : ” عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم ومقربة إلى ربكم ومكفرة للسيئات ومنهاة عن الإثم مطردة للداء عن الجسد “.
وأيضا ورد في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ” أفضل الصلاة بعد المكتوبة قيام الليل ” وقد حافظ النبي صلى الله عليه وسلم على قيام الليل وقام صلى الله عليه وسلم وهو سيد ولد آدم المغفور له ما تقدم من ذنبه وما تأخر حتى تفطّرت قدماه فقيل له في ذلك فقال الرسول الكريم : ” أفلا أكون عبداً شكوراً ” .
وهكذا …. فالأعمال الصالحه في كل وقت وكل زمان ….. فاجتهدوا في الطاعات …. وإياكم والكسل بعد رمضان .
فالاستقامة والثبات على الدين في كل حين فلا تدروا متى يلقاكم ملك الموت فإحذروا أن يأتيكم وأنتم على معصية .
إن كنتم ممن أستفاد من رمضان … وتحققت فيكم صفات المتقين فصُمتم حقاً وقُمتم صدقاً واجتهدتُم في مجاهدة أنفسكم فيه فأحمدوا الله وأشكروه وأسألوه الثبات على ذلك حتى الممات .
وبعد هذا كله أنت فى رمضان كنت عبدا ربانيا وكنت فى قرب القرب من ربك فهل تترك هذه المعية وتعود إلى سلوكياتك القديمة وتهجر المساجد وتهجر مناجاة ربك بقراءة القرآن .