بقلم الشاعرة الأديبة: إسلام العيوطي
سألتُ الأمَّ عن همٍ … وقد مزّقتُ كتماني
فقلت : فداكِ يا أمي … أيعبسُ وَجهُكِ الحاني
فقالت : إنه الخسران .(م) .. قد أودى بأوطاني
سبيلُ الموت يكرهني … وطولُ العمر يهواني
أريد لقاءَ أحبابي … وعقّ الموت سلطاني
سأحكي قصتي وحدي … ويشهد كل إنسانٍ
بأن الحق مسلوبٌ … وأن الجبنَ كتماني
أنا أمٌ تعيش اليوم (م) … فى سهدٍ وحرمانٍ
أرى طفلي هنا يحبو … ويبسمُ وجهه الهاني
أراه حينما جذبوه (م). من جنبات أحضاني
فناداني كأول مرةٍ (م) سمعته آذاني
تجلت منه《أماهُ》 … فأحرقني بنيراني
فكدتُ أُقَطِّع الأوصال (م).. من جذبي وبركاني
بفيض السِلم أرهقني … فأسقطني وأعماني
بصاعقةٍ على وجهي … وسكينٍ بوجداني
أفقت بصرخةٍ نفذت … بأعماقي وشرياني
فآهٍ يا ابنتي من صرخةٍ (م). جاءت بحرماني
فلم أره سوى جسمٍ … بلا رأسٍ بأكفان
فأغمدَ مديةً فى صدر … أمٍ عمرُهَا فاني
حملتُ النصفَ من إبني … وأرمقُ نِصفَهُ الثاني
أُخَيَّلُ أن ذا حلمٌ … وهذا فعل شيطانٍ
يمرُّ الوقت فى بطءٍ … وأتلو بعض قرآنٍ
لعلَّ الإبن يوقظُني … فأغمرُه بأحضاني
وأسقيه شذا عمري … وأمسح دمعهُ القاني
أفاقتني يدٌ مُدّت … لتقصيني بأحزاني
سألت اليدَّ قائلةً : … أهذا وقع جدراني؟
أهذا الصخبُ من بيتي ؟ .. أهذا دمُ فتياني؟
يقينًا ! ليس ذا حلُما … أحقًا ضاعَ عُنوانِي؟
ألا يا عُرْبَ أسألكم … على إبني من الجاني؟!