– رجعت من المدرسة.. ولم أتمالك نفسى عندما شاهدت كبدة الفراخ فأكلتها.. والصائم الحق من يحتفظ بثباته الانفعالى
– كنت معزوم ذات مرة والفطار سمك مقلى وأنا لا أحبه ففطرت على عيش وجبنة
– الصيام يمنع الفكر السلبى من الاشتعال ونبذ عمليات النفسنة والذكريات الأليمة والمقارنة بمن هو أفضل منى
تتذكرها لكم- سعاد احمد على:
الدكتور علاء الغندور استشارى العلاج النفسى والسلوكى والتحليل والتأهيل النفسى وتعديل السلوك، استشارى التأهيل النفسى والتربوى لهيئة التدريس والمعلمين والطلبة والتعليم التفاعلى النشط والبنائى للشخصية، واستشارى التأهيل النفسى للأمهات للتربية التربوية للاطفال من الولادة الى سن المراهقة، والمحاضر الدولى للتحليل والتأهيل النفسى والصحة النفسية والموارد والتنمية البشرية، قام بعمل مئات الأبحاث المتخصصة التى تعادل أكثر من 20 دكتوراه أكاديمية فى مجال التحليل والتأهيل النفسى، ملقيا المئات من المحاضرات والدورات التدريبية فى الجامعات الحكومية والخاصة والاكاديميات والمدارس الدولية والمراكز التعليمية والنوادى والنقابات والمكتبات العامة.. “صوت الشعب نيوز” التقته لتسترجع معه ذكرياته الرمضانية قديما.. فماذا قال؟
عن ذكرياته عن اول يوم صيام له ومن شجعه على هذا يقول الدكتورعلاء الغندور: والدى ووالدتى قاما بتعليمى الصيام منذ عمر ست سنوات، بالصوم المتقطع، يعنى لغاية العصر، او ممكن أكمل اليوم، لكن عندما اكملت سبع سنوات صمت الشهر كله، ومن الذكريات التى لا تنسى وانا طفل صغير، أننى كنت راجع من المدرسة فدخلت المطبخ وجدت ماما عاملة فراخ ولم أتمالك نفسى عندما شاهدت كبدة الفراخ فأكلتها وماما سألت عليها، وأنا ولا كأنى سامع، وقالت لنا اللى يكدب هيروح النار والصائم لا يكذب، فقلت لها انا اللى أكلتها، ولم أفعلها مرة أخرى.
ويصف لنا الدكتور علاء الغندور استشارى العلاج النفسى والسلوكى والتحليل والتأهيل النفسى وتعديل السلوك روحانيات الشهر الكريم والتجمع الاسرى فيذكر أن مناخ البيت العام كله بيصوم، وكانت كل الاسرة تجتمع على الفطار، الجد والجدة والأعمام وزوجاتهم وأولادهم، والصيام عندنا يعنى الالتزام بأركان الاسلام من الاساسيات والمسلمات، والصلاة بخشوع، والاحساس بالغير، والكلمة الطيبة، وصلاة التراويح.
وعن أهم المواقف والذكريات الرمضانية التى لا تمحى من ذاكرته صبيا ثم شابا، وحتى الآن كشخصية علمية مرموقة بالمجتمع يقول: ميزة شهر رمضان ان اللسان يتحرك وله فرامل، لكن باقى أيام السنة يتحرك بدون فرامل، ما بين شتائم ونميمة وغيره، لكن فى رمضان بنفكر فى الكلمة قبل ما نقولها، وانا بحكم شخصيتى الساخرة بالفطرة استمتع بالقفشات اللذيذة من المقربين والاصدقاء، وفى رمضان ألتزم الصمت وأحيانا يحاولوا يستفزونى على التعليق، أقول لهم بعد صلاة التراويح، ومن ذكرياتى أننى كنت معزوم على الفطار ووصلت مع أذان المغرب، ولم أجد أصحاب البيت، فذهبت الى أقرب مطعم وعلمت أن حدث لهم فى العائلة حالة وفاة مفاجأة، واضطروا الى السفر ولم يكن هناك فى ذلك الوقت موبايل، وكنت معزوم ذات مرة وكان الفطار سمك مقلى، وأنا لا أحبه وفطرت على عيش وجبنة.
وعن تأثير الصيام على الصحة النفسية يقول الدكتورعلاء الغندور: الصيام يجعل الانسان أكثر هدوء وتناغم ويمدنا بالأفكار الابداعية الكثيرة، ويمنع اللسان من التوغل فى أعراض الآخرين، ويمنع الفكر السلبى من الاشتعال ونبذ عمليات النفسنة والذكريات الأليمة والمقارنة بمن هو أفضل منى ثراء ماديا، كما أن الصيام يروض النفس على التأمل والروحانيات وقراءة القرآن وتدبره والاستماع الى تفسيره بشكل مبسط وخاصة من العلامة العظيم رحمة الله عليه الشيخ متولى الشعرواى، والصائم الحق هو الذى يحتفظ بالثبات الانفعالى ويقلل التحدى الخاص بالزحام من أجل الفوز برضا الخالق العظيم، والصيام يعطى فرصة للانسان على مراجعة نفسه وأعماله، فيعتذر لمن أخطأ فى حقه ويزيد من درجة العطاء ابتغاء مرضاة الله، وهذا الشهر العظيم أمدنى بأفكار إبداعية واستحدثت 17 مادة علمية جديدة فى علوم التحليل النفسى والعلاج النفسى والسلوكى للأسرة والتعليم والرياضة.
وحول روحانيات الشهر الفضيل الان، وهل اختلف عما كان يحياه قديما وأوجه الاختلاف الان يذكر الدكتور علاء الغندور أن رمضان زمان كان اسطورة، فمعظم المسلمين بنسبة 99% صائمون بخشوع، وهناك سلوكيات رائعة بين الجميع من تراحم ومحبة وعطاء وتضرع الى الله، وكان التليفزيون آخر اهتمامات المسلمين، ولم يكن هناك قدم فى مسجد هناك، مع التحلى بالصبر والشهامة والمروءة، لكن الآن من المؤسف أن بعض الصائمين ضعيف الايمان يفقدون أعصابهم وتتزايد المشاجرات على أتفه الاسباب، والان أصبحت الميديا تشغلهم بشكل كبير والمسلسلات والبرامج تعد خصيصا لتسلية الصائمين، وتراجعت الأعمال الدينية، وسلوكيات الناس أصبحت أكثر سوءا.
وأخيرا يتمنى الدكتورعلاء الغندور استشارى العلاج النفسى والسلوكى والتحليل والتأهيل النفسى وتعديل السلوك للجميع التقرب الى الله فى هذا الشهر الكريم، من حسن العبادة وحسن السلوك، وتقديم الزكاة بما يرضى الله وخاصة الأغنياء حتى يسعدوا الفقراء.