كمال الشاذلى نموذج لن يتكرر فى الإداره ، وسامح فهمى خلق إنسانا .
متى ننتبه أن دوام الحال من المحال ولنا فى قصة المستشار أحمد سعد عظه وعبره .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلـم :
الكاتب الصحفى
النائب محمود الشاذلى
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الصحافه صاحبة الجلاله ، والصحفى صاحب رساله لذا كان من الطبيعى أن يكون صوت الشعب وضمير الوطن ، تلك حقائق يقينيه راسخه رسوخ الجبال ، الكيانات تتغير وتزول لكن الصحافه باقيه ، الأشخاص تزول منهم المناصب ويصبحوا بلاقيمه إلا الصحفى يظل صاحب سلطه طالما كان قلمه شريف ويكتب بصدق ووطنيه متجردا من الهوى ، يعترى الصحافه الوهن نعم لكنها لاتموت ، يعترى الصحفى الضعف نعم لكنه لايزول . الصحفى أحد منطلقات كتابة التاريخ وآليات رصده لأنه قريبا من صنع القرار ، ومنوط به الغوص فى أعماقه ، وتبقى قيمته مرهونه بمقدار حفاظه على قدسية قلمه من النفاق والتلون .
فى رمضان المعظم لعلها فرصه أقلب فيها صفحه من سجلات الكبار شهادة حق يتفق معها البعض ، ويختلف آخرين وهذا حقهم ، لكننى ليس منطلق ماأطرحه تقييم ، بل رصدا لما عايشته من عهود سابقه ومازلت بفضل الله ، ليس لإهالة التراب على أحد فجميعهم الأموات منهم قبل الأحياء محل تقدير وإحترام وتوقير ، لكن أملا أن نتوقف أمام ماأطرحه بحقهم بالعظات والعبر ، نعظم فيها الإيجابيات ، ونتجنب السلبيات ، ونبتعد عن الإخفاقات ، وننصف من نعته الناس بالموبقات ظلما وعدوانا طالما لدينا قناعه بذلك ، إنطلاقا من وقائع محدده وتعايشا حقيقيا ليس فيه مجامله ، وأبدا لايمكن أن يكون كل المسئولين منطلقهم سوءا ، وخداع ، أو فاسدين ، وكذلك ليسوا ملائكه منزهين ، بل على مدى التاريخ جميع من تولوا الشأن العام طبيعى أن نتفق أو نختلف مع آدائهم لكن أشخاصهم تكون محل إحترام ، ويبقى أنه يحسب لهم أنهم حاولوا ، وإجتهدوا وأبدا لم يكن منطلقهم فساد لأن لدينا أجهزه بها وطنيين بصدق ، وهى فخر بحق تفحص بدقه وتجرد بلا مجامله كل من يطرح إسمه لتولى أى مسئوليه ، ويبقى أيضا أن لهم مالهم وعليهم ماعليهم ندعو الله لمن رحل منهم بالرحمه والمغفره ، وبالتوفيق لمن هم على قيد الحياه حتى ولو أصبحوا فى الظل جزءا من التاريخ ، وأن يغفر لهم ملايعرفه الناس عنهم وعنا من تقصير فى حق الله والعباد .
إنطلاقا من ذلك عرفت مسئولين فى زمن لعناه ، وساهمنا بجهل منا أو سذاجه أو قصر نظر فى تشويهه ، وإهدار كرامة من فيه ، كان يفتخر البعض من الساسه أن الذهاب لمنازلهم يمر من نفس الطريق الذى يمرون منه ، وكثيرا مارأيت تصرفات وأفعال مخجله يأتى بها البعض طواعية لإرضائهم وصلت إلى حد تقبيل الأيدى أمام الجميع بلا خجل إمعانا فى الولاء ، عايشت عهود وصمناها بالفساد لكن كان فيها المسئولين أصحاب قرار ، وعهود لاقيمة فيها حتى للوزير ، مازال رموز لهذه العهود على قيد الحياه لكنهم فى الظل ، وآخرين إنتقلوا إلى رحمة الله إذن لايزعم أى أحد أن فيما أطرحه شبهة مجامله أو نفاق والعياذ بالله ، لكنه الإنصاف الذى يوجد عليه الآن شهود عيان متمنيا أن يكون ماأطرح عظه وعبره لمسئولين أصيب البعض منهم بالغفله وعشق الأنا .
لعل الأشهر من هؤلاء الوزير كمال الشاذلى الذى وصمه البعض بكل الموبقات ، وأهدروا قيمته لكنهم لم يدركوا بعد أنه كان الأسطوره ، والموهوب ، والشهم ، والجدع ، كان كمال الشاذلى صاحب قرار ، ومسئول بألف مسئول من فاقدى الرؤيه ، كان لديه شخصيه قويه ورؤيه حقيقيه ، وكثيرا ماكان يتدخل لتيسير أمور النواب لدى الحكومه بشأن خدمات الناس ومطالبهم وفى ذلك تكتب الكتب ، وتروى الحكايات التى تنتهى بأنه كان قويا . لن أنسى يوم تضامن معى تحت قبة البرلمان أثناء نظر طلب إحاطه لى بشأن مشروع الصرف الصحى ببلدتى بسيون وقريتى كفرجعفر القضابه وتمسكه معى بأن يحدد الدكتور محمد إبراهيم سليمان موعدا للإنتهاء منه وإفتتاحه وقد كان وحضر الوزير إفتتاحه ، وأشهد الله أنه كثيرا ماكان يذلل العقبات أمام دخول مرضى بلدتى الذين إبتلاهم الله بالسرطان فى أكبر مراكز علاج الأورام للعلاج ، وكذلك مرضى الكلى بمركز غنيم بالمنصوره . لاشك له ماله وعليه ماعليه ولى كوفدى على ممارساته السياسيه تحفظات ، ولى كنائب على ممارساته النيابيه ملاحظات ، لكنه كان صاحب قرار ، وكان قويا يهتز أى سياسى أو نائب أو حزبى رعبا عند سماع صوته ، ولم يرد بخلدى أو بخلد أى أحد أن ينتهى الحال بأن يستبعد إبنه النائب معتز الشاذلى بعد رحيله من قائمة حزب مستقبل وطن وينحى عن الترشح ووالده هو الذى كان يرشح النواب بإصبع قدمه الصغير . لاأحد يقول أن ماقدمه الوزير كمال الشاذلى أو غيره من المسئولين واجب عليه لأن الواجب لايعرفه إلا أصحاب الواجب ، وأن هذه اللغه الحنجوريه بعيده عن واقعنا الحديث والمعاصر فى التعامل بين الجميع . لذا يبقى الشكر واجب لكل من يقدم عطاء ، أو حتى يقول كلمه طيبه تبث الأمل فى نفوس الناس .
الدكتور زكريا عزمى قيمه وقامه متعه الله بالصحه والعافيه ، من الشخصيات الجديره بالإحترام والتقدير والتوقير تلك شهادة حق ، أشهد بها والرجل متجرد من جميع مناصبه بل أكاد أكون من القلائل الذين مازالوا على تواصل معه ، كان نائبا محترما أقول ذلك بحكم زمالتى له بمجلس الشعب ، ولطالما رأيت ساسه كبار بالمعارضه قبل الحزب الوطنى يخطبون وده ويتوددون إليه ، ولن أنسى يوم أن طلب منى صديق كان وزيرا للعدل أن أرتب له موعد لإنهاء بعض الأمور الخاصة بالقضاه بعد أن وصل إلى طريق مسدود فى تنفيذها ، فكان الموعد وكان إنهاء كل الموضوعات المعلقه . ولن أنسى يوم أصيب أحد شباب قرية الفرستق مركز بسيون التابعه لدائرتى بجلطه دماغيه علاجها بالخارج طبقا لتقارير الأطباء واللجان المختصه ، لجأت إليه بعد تعب شديد فأنهى الموافقات والإجراءات بالتليفون وسافر هذا الشاب البسيط إبن الناس الطيبين إلى الخارج ومعه مرافق وأجرى له عمليه جراحيه وهو ليس مسئولا أو فنانا أو راقصه .
أما المهندس سامح فهمى أخى الذى لم تلده أمى ، وصديقى الصدوق ، إبن الأكابر ، البرنس فهو قصة نجاح ، وخلق ليكون معطاءا ، لديه قدر من الإنسانيه غير مسبوق ، ومن النزاهة والطهاره ونظافة اليد وسام على صدره وصدر أولاده وأحفاده وأصدقائه أنا فى القلب منهم ، فوق كل ذلك خبره كبيره ، وفهم فى مجال البترول جعله من الخبراء ، حتى إستقر اليقين أن التراب فى يديه يتحول إلى ذهب ، وليس أدل على ذلك من شركة ميدور العملاقه الذى عايشت والزميل العزيز الدكتور أحمد مختار مدير تحرير الأهرام قصة هذا الصرح البترولى الهائل منذ أن كان صحراء ، وهو المسئول الوحيد فى تاريخ مصر الذى أنشأ شركات بترول جديده إستوعبت أعدادا غفيره من الخريجين كان من نصيب أبناء بلدتى بسيون قدر كبير منها ، يكفيه دعواتهم ودعوات أسرهم وأولادهم وأحفادهم إلى يوم القيامه ، ظلم ، ودخل السجن لكنه ظل مرفوع الرأس ومازال لأنه شريف ، متعه الله بالصحه والعافيه .
تأتى الإطلاله الرابعه من العصر الحديث حيث الخلوق المحترم المستشار النائب أحمد سعد إبن بلدتى بسيون ، وإبن الأصل الطيب ، والمعدن النبيل ، بين عشية وضحاها وجد نفسه وهو أمين عام مجلس النواب فى دورته الماضيه بلا صلاحيات بعد أن سلبت منه ، بل وبلا أى وجود ، والأكثر من ذلك أن جميع النواب الذين كانوا يعج مكتبه بهم ، ويتعايشون معه صباح مساء ، ومستقرهم حيث يكون بمجلس النواب ، باتوا يتحاشون حتى المرور من أمام مكتبه خشية أن يعلم بذلك الدكتور على عبدالعال رئيس مجلس النواب الذى كشر عن أنيابه وخصص من يرصد مكتب المستشار أحمد سعد ويتابع تحركات من فيه والقادمين إليه ، حتى أننى طالنى عتاب شديد وعنت بعد ذلك لإصرارى كمحرر برلمانى على أن أظل كما أنا قريب منه بحكم العيش والملح وعشرة البيت الواحد والعمر ، الأكثر إيلاما أنه لم يحضر بعد رحيله من مجلس النواب عزاء خاله معالى المستشار جمال شتا رحمه الله فى بلدتنا إلا حوالى 4 نواب ، وكان النائب أشرف الشريف رئيس حزب مستقبل وطن فى ذلك الوقت وجمع غفير من النواب بطنطا يدشنون لدوره رياضيه ولم يكلفوا خاطرهم الحضور لتقديم واجب العزاء .
تدور الدوائر ويرحل الدكتور على عبدالعال عن مجلس النواب فى هذه الدوره ، ويصبح المستشار أحمد سعد عضوا بمجلس النواب بالقائمه ، ثم وكيلا لمجلس النواب ، ثم يجلس على كرسى الدكتور على عبدالعال يدير الجلسه فى غياب المستشار حنفى جبالى رئيس المجلس ، يالها من أقدار تجعلنا نقول سبحان المعز المذل ، سبحان من له الدوام ، لكن الغريب أن المستشار أحمد سعد الذى عايش الظلم وتعايش مرارته وقسوته كان دوره فى أزمة المحررين البرلمانيين سلبيا بصوره أخجلتنى من الزملاء المحررين البرلمانيين الذين يعرفون مابيننا ، حتى أدركت أن الكرسى لعنه حقا يكفى أنه يغير أطوار النفوس ، حامدا رب العالمين على أننى لم يطولنى لعنة الكرسى ، فأثرت السلامه ورفضت الترشح للبرلمان ثانية بعد اليقين أننا فى زمن أقل مايقال عليه أنه زمن الهزل .
خلاصة القول .. يبقى أهمية التوضيح أن المبتغى مما طرحت ماهو إلا محاوله الهدف منها التأكيد على أن مصرنا الحبيبه بخير ، وأن بها قيادات محترمه على مر التاريخ تعرضت للتشويه وطالها العنت والتضليل ، لكنهم سيظلوا قامات حتى وإن كان هناك خلاف معهم فى التوجهات ، وبعض القرارات أو حتى الأداء .. وأبدا لايمكن أن يكون كل المسئولين سابقين أو حاليين فى أى عهد وحتى الآن منطلقهم سيىء او هم أصل المساخر بل إن فيهم قامات شامخه هى شرف لهذا الوطن .