بقلم: د. محمود عبدالعزيز يوسف
أ. الفقه المقارن والشريعة الاسلامية
ما هو فضل تفطير الصائم؟
عن زيد بن خالد الجهني قال: قال صلى الله عليه وسلم: ” مَن فطَّر صائماً كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء “. رواه الترمذي وابن ماجه وصححه ابن حبان والألباني في صحيح الجامع.
قال شيخ الإسلام: والمراد بتفطيره أن يشبعه. ا. هـ الاختيارات ص 194.
وقد كان السلف الصالح يحرصون على إطعام الطعام ويرونه من أفضل العبادات.
وقد قال بعض السلف: لأن أدعو عشرة من أصحابي فأطعمهم طعاماً يشتهونه أحب إلي من أن أعتق عشرة من ولد إسماعيل.
وكان كثير من السلف يؤثر بفطوره وهو صائم، منهم عبد الله بن عمر رضي الله عنهما وداود الطائي ومالك بن دينار، وأحمد بن حنبل، وكان ابن عمر لا يفطر إلا مع اليتامى والمساكين.
وكان من السلف من يطعم إخوانه الطعام وهو صائم ويجلس يخدمهم، منهم الحسن وابن المبارك.
قال أبو السوار العدوي: كان رجال من بني عدي يصلون في هذا المسجد ما أفطر أحد منهم على طعام قط وحده، إن وجد من يأكل معه أكل وإلا أخرج طعامه إلى المسجد فأكله مع الناس وأكل الناس معه.
وعبادة إطعام الطعام، ينشأ عنها عبادات كثيرة منها: التودد والتحبب إلى المُطعَمين فيكون ذلك سبباً في دخول الجنة: كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ” لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا ” رواه مسلم، كما ينشأ عنها مجالسة الصالحين واحتساب الأجر في معونتهم على الطاعات التي تقووا عليها بطعامك.
هل يكفي لرمضان نية واحدة في أوله أم لا بد من تعيينها كل ليلة؟
من أراد صيام رمضان فإنه لا بد له من نية مستقلة لكل يوم، لأن صوم كل يوم عبادة مستقلة فلا بد لها من نية، هذا مذهب جمهور العلماء من الحنفية والشافعية والحنابلة.
وقال مالك وهو رواية عن أحمد: تكفي نية واحدة عن رمضان كله، وما في حكمه من كل صوم يجب تتابعه ككفارة الظهار ونحوها، لأنه عبادة واحدة فتكفيه نية واحدة كالصلاة والحج، أما ما لا يجب تتابعه كقضاء رمضان وكفارة اليمين فلا بد فيه من تجديد النية لكل يوم.
وعلى القول الأول وهو الراجح فلا بد لصحة الصوم من نية مبيتة من الليل لكل يوم من الأيام المذكورة، سواء تتابع صيام تلك الأيام أو تفرق. ومن بدأ صيام يوم واجب فلا يجوز له الإفطار لغير عذر، فإن أفطر لغير عذر أثم، وعليه أن يصوم يوماً آخر مكانه، ولا أثر لذلك على صيام بقية الأيام.
متى يجب عقد نية الصيام في رمضان؟
يدخل وقت النية في الصوم بدخول أول جزء من الليل، وذلك أن الصوم عبادة، ولا تصح العبادة إلا بالنية اتفاقا، ووقت النية يكون في أول العبادة، والنية لازمة لصحة الصوم باتفاق أهل العلم؛ وفي الحديث: «إنما الأعمال بالنيات»، فمن صام بلا نية فصومه غير صحيح بالإجماع، ويجب تبييت النية في صوم الفرض في ليلة الصيام عند الجمهور خلافا للحنفية، وأما في صوم النفل؛ فتمتد إلى ما قبل الزوال. ويبدأ وقت نية الصوم بدخول أول جزء من الليل، والليل كله وقت للنية فيه، ويلزم تعيين النية ليلاً في الصوم المفروض، وأما صوم النفل فيمتد وقت النية فيه إلى ما قبل الزوال بشرط عدم حدوث مبطل للصوم من طلوع الفجر وما بعده، وهذا قول جمهور العلماء، وذهب الحنفية إلى جواز تمديد وقت النية في الفرض والنفل إلى ما قبل الزوال.
أيهما أدق أذان المسجد أم الأذان الالكتروني؟
إذا كان المؤذن يؤذن في الوقت المعتاد للأذان في بلدك، الذي هو مبني على التقويم الشائع، ولا يتأخر هو عن وقت التقويم، خطأ منه لعدم ضبطه، أو اجتهادا ونظرا منه؛ بل أذانه مطابق لما هو في التقاويم المعمول بها في بلدك: فلا حرج عليك في الاعتماد على أذانه، حتى وإن كان متأخراً عن توقيت البرنامج المذكور.
فإن لم يكن المؤذن معروفا بالتحري والدقة في مراعاة التوقيت، فمثل هذا لا يعتمد عليه؛ ولك أن تعتمد على توقيت البرنامج المذكور.
هذا، مع أن الأحوط لك في كل حال: مراعاة توقيت البرنامج، لما عرف عن هذا البرنامج من الدقة والموثوقية.
ولأن الخطأ في التقدم، والإمساك قبيل الأذان بدقائق، أهون وأخف من الخطأ في الأكل والشرب، وقد طلع الفجر، على التقويم الآخر.
هل يجوز للمرأة أن تتعمد أخذ دواء لمنع نزول الحيض في رمضان؟
استعمال العقاقير والحبوب التي تؤخر الحيض إلى ما بعد رمضان، والتي تتيح للنساء إتمام الشهر كله بغير انقطاع، فلا مانع منه شرعًا، ويصح منها الصوم، ويجوز اللجوء إلى هذه الوسيلة، شرط أن يقرر الأطباء أن استعمال هذه الحبوب لا يترتب عليه ما يضر بصحة المرأة عاجلًا أو آجلًا، فإن ترتب على استعمالها ضررٌ فهي حرامٌ شرعًا.
شخص استمر في السحور مع سماع الأذان في إحدى القنوات؟
يلزم الصائم الإمساك عن الطعام والشراب إذا طلع الفجر، لقوله تعالى: (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ) البقرة/187. فمن تيقن طلوع الفجر الصادق لزمه الإمساك، وإن كان في فمه طعام لزمه أن يلفظه، فإن لم يفعل فسد صومه.
وأما من لم يتيقن طلوع الفجر، فله أن يأكل حتى يتيقن. وكذا لو علم أن المؤذن يؤذن قبل الوقت، أو شك أنه يؤذن في الوقت أو قبله، فله أن يأكل حتى يتيقن، والأَولى له أن يُمسك بمجرد سماع الأذان.
والأذان في التلفاز أو المذياع أو القنوات الفضائية، قد يكون متقدما أو متأخرا عن أذان البلد، نظرا لاختلاف البلدان في وقت طلوع الفجر.