بقلم: د. محمد صالحين
أ. العقيدة والفكر الإسلامي بكلية دار العلوم جامعة المنيا
إننا نعيش في مجتمع بشري، فيه كل طبائع الإنسان؛ من الوفاق والخصام، والقبول والرفض، والحب والكُره، والموالاة والمعاداة، والتعاون والتدابر، والقرب والبعد، إلخ، نعم لسنا في مجتمع ملائكي كله نور، ولسنا في مجتمع شياطين كله ظلمات. وواجب العقلاء منا أن يجتهدوا في زيادة مساحات الاتفاق والود والسلام بين الناس، وأن يسعوا إلى تقليل مساحات الاختلاف، والشقاق، والخصام، والثأر، والانتقام، والتقاتل، والتحارب، بين الناس؛ جميع الناس.
وإنَّ هذا الاجتهاد الحميد، وهذا السعي المبارك لمن أعظم شُعَب الإيمان؛ قال الله تعالى: {لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا}، ونفهم من الآية الكريمة أن أغلب ما يتداوله الناس في حواراتهم، واجتماعاتهم، ومناقشاتهم ليس فيه خير، اللهم ألا أن يكون بقصد: كفالة المعوزين، أو إرساء الأعراف الحميدة، أو السعي لسد مواطن الخلاف، ومواضع النزاع بين كل البشر. ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليس بكذاب: من أصلح بين اثنين؛ فقال خيرًا، أو نما خيرًا” أي: يجوز -من أجل إتمام الإصلاح بين المتخاصمين- أن يتحدث الوسطاء إلى كل طرف بما يُرَّغِبُهُ في الصلح، ويُقَلِّلَ من غضبه على الطرف الآخر، ولو كان هذا الكلام الطيبُ لم يحدثْ أصلًا! فاللهم أصلح ذات بيننا، وألف بين قلوبنا … آمين!