بقلم: د. محمد صالحين
أ. العقيدة والفكر الإسلامي بكلية دار العلوم جامعة المنيا
فيسعدني أن ألتقيكم كل يوم من هذا الشهر الفضيل؛ من خلال هذه الزاوية: (مِنْ شُعَب الإيمان)؛ لعلنا نستثمر صيامَ رمضانَ وقيامَه في رفع درجاتنا الإيمانية، وتقوية جهازنا الروحي، وتحصين نفوسنا من كل ما يضرها في شؤون الدين، أو الدنيا، أو الآخرة، ويهمني أن يعرف الجميعُ أنَّ مفهومَ (شُعَب الإيمان) مفهومٌ نبويٌّ كريمٌ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: “الإيمان بضعٌ وسبعون شُعَبها، أعلاها: شهادة أن لا إله إلا الله، وأدناها: إماطة الأذى عن الطريق، والحياءُ شُعَبة من الإيمان”
وتأتي شُعَب الإيمان المختصة بالعقيدة في ذروة الدرجات الدينية؛ إيمانًا بأولية الله تعالى، ووحدانيته، وتنزهه جَلَّ جلالُه عن كل نقص، واتصافه بكل كمال، وكذلك الإيمان بأركان الإيمان المغيبة عنا، والتي لا تدركها حواسُّنا في الدنيا؛ إيمانًا بالملائكة، والبعث بعد الموت، والحساب والجزاء، وكذلك الإيمان برسل الله أجمعين، وما أنزل الله عليهم من الوحي الصادق.
ثم تأتي الشُعَب الإيمانيةُ المختصةُ بالعبادة؛ من الصلاة، والزكاة، والصيام، وحج البيت الحرام من استطاع إليه سبيلًا، والذكر، وقراءة القرآن، وما إلى ذلك من العبادات الظاهرة والباطنة؛ الفعلية والقولية، غير أننا فضلنا أن نتذاكر -هذا العام، في كل حلقةٍ- شُعَبة إيمانيةً أخلاقيةً محددةً؛ طمعًا في تحسينُ سلوكياتنا، ونهضة أخلاقياتنا، وتُقوية أواصر الإنسانية بيننا، والمساهمة في تقدم مجتمعاتنا، وإعطاء صورةٍ حسنةٍ عن ديننا الحنيف، والله من وراء القصد.